جوليان آسانج، رجل «طفولي» وبارع وذكي إلى حد كبير ومن خلال مصادره فهو يعرف ولكن الذكاء الإنساني يوجد له حدود، إذ يجب أن نعرف أيضا كيف ندير الذكاء الإنساني فالذكاء وحده لا يكفي والبراعة تقود أصحابها في أحيان كثيرة إلى حتفهم الأخير. أول كابوس يواجه جوليان الويكيليكس أن أصدقاءه بدأوا يتخلون عنه واحدا تلو الآخر. قضية نشر التقارير بظواهر تتناول العمل الصحافي وخفايا تمس العمق الاستخباراتي لا تعني أمريكا وحدها، لأنها تدخل في مادة «تابوه العمل الاستخباراتي». لقد دخل جوليان آسانج في صميم العمل الاستخباراتي من خلال «تسريبات».. يعني تقارير بطي الكلمات معتقدا من خلال منظومة الويكيليكس أن المعلومة الاستخباراتية والممارسة الإعلامية يمكن أن يكونا وجهين لعملة واحدة... لكن الصحافة شيء ومسألة نشر تقرير أو كتاب أو خطاب، بغض النظر عن محتويات الخطاب من عدمه تتناول شيئا يترتب عليه إجراء مالي أو اتهام مسؤول من عدمه وللاستخبارات عمل آخر.. الصحافة هي فن الحصول على الخبر وطرحه بتناول مهني في صيغة تقرير وتحقيق وصورة متلفزا أو مقروءا مع مراعاة ظروف النشر لحماية الصحافي والناشر أيضا من أية دعاوى قانونية تقود أحدهما أو كلاهما إلى خسارة أمام جهات ذات اختصاص.. وهذه النظرية معروفة وهناك مؤسسات نشر كبيرة جدا تتعرض إلى مساءلات قانونية ومحاكمات بسبب انتهاكها لمجرد حقوق ملكية فكرية آيلة إلى ورثة مؤلفين. عندما تعاقدت «جوجل» مع وزارة التراث الثقافي لإيطاليا بنشر مؤلفات شعراء ومفكرين محسوبين على الذاكرة الإيطالية أمثال الشاعر دانتي اليجيري وبوكاتشيو وغيرهما كثير جدا وبمئات ملايين الدولارات وفي هذا العام تحديدا، فسرعان ما طلبت «جوجل» من الحكومة الإيطالية إبراء ذمتها المالية فيما لو تقدم مواطن إيطالي أو غير إيطالي بدعوى أن مؤلفا من الذين تنشر كتبا آيلة إليهم هو جده الأعلى مثلا. إنها مسألة تعويض مالي هنا فالحكومة الإيطالية تريد الحفاظ على تراث مفكريها بمئات ملايين الدولارات ولكن «جوجل» تتوجسها المخاوف حذرا من غرامات كبيرة تنتظرها والقضية هنا هي قضية اختراق لحقوق الملكية الفكرية يعني أن دور النشر لم تحصل على إذن مسبقة من ورثة مؤلفين عاديين، (فكيف) بنا إذا جئنا إلى مسألة اختراق تابوه عمل استخباراتي بعهدة حكومات لها مصالح وأهداف وأسرار. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة