سقط معلم رياضيات أمام طلابه داخل الفصل في مدرسة نافع بن سليمان الابتدائية في المدينةالمنورة صباح أمس، مغشيا عليه، وتعالت أصوات تلاميذه في الصف الرابع الابتدائي طالبين النجدة، وحضر مدير المدرسة واستدعى الهلال الأحمر لنقل المعلم، لكن كان قد فارق الحياة، بحسب تقدير المسعفين. «عكاظ» زارت المدرسة الواقعة في حي الضيافة على طريق المطار، والتقت بمدير المدرسة فيصل حماص ليحكي الواقعة، فقال : «حضر المعلم مسعد الحجيلي كعادته صباحا ووقع في كشف الحضور، ودخل حصته الأولى للصف الرابع الابتدائي، وفي مستهل الدرس، وأثناء كتابة السطر الثاني على السبورة سقط مغشيا عليه أمام طلابه، وكان ذلك عند الساعة الثامنة و15 دقيقة». وأعرب مدير المدرسة عن ألمه وحزنه وجميع زملائه، لفقد زميلهم الحجيلي الذي عرف عنه التميز والانضباط والتفاني في أداء عمله، وأكد أنه كان في صحة تامة ولم يكن يشكو من أي عارض صحي سوى أنه مصاب بالسكر. من جانبه، علق مدير عام التربية والتعليم الدكتور سعود بن حسين الزهراني على هذه الحادثة بالقول: «نعزي أنفسنا أولا وأسرة وذوي الفقيد في هذا المصاب الجلل»، وعبر عن حزن الأسرة التعليمية في المنطقة وبالغ مواساتهم في زميل لهم وفاه الأجل أثناء أداء رسالته بين طلابه، «ونسأل الله له المغفرة وأجزل الثواب على خدمته وتفانيه في أداء واجبه ولا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون». إلى ذلك، أكد ل «عكاظ» الناطق الإعلامي لشرطة المدينةالمنورة العميد محسن الردادي أن غرفة عمليات الشرطة تبلغت عن حادثة الوفاة، وتحركت إلى المدرسة فرق أمنية عاينت الموقع وأخذت أقوال المتواجدين أثناء سقوط المعلم، وأوضح أن التحقيقات الأولية تشير أنه لا يوجد أية شبهة جنائية في هذه الحادثة، وما زالت التحقيقات جارية في انتظار الطبيب الذي يبين الأسباب الحقيقية التي أدت للوفاة. وطالب ذوو المعلم المتوفى من الأجهزة الأمنية الصلاة عليه ودفنه دون تشريحه أو إبقائه رهن الطب الشرعي، واستجابت الأجهزة الأمنية لطلبهم بعد توقيع أبنائه وأشقائه على إقرار استلام الجثة، وتمت الصلاة عليه يوم أمس عقب صلاة العصر في المسجد النبوي، ووري جثمانه الثرى في بقيع الغرقد. وشيع جنازته عدد كبير من القيادات التربوية ومنسوبي التربية والتعليم في المنطقة، وقدم مدير التعليم في المنطقة مواساته لذوي المعلم عبر الهاتف، واعتذاره لعدم تمكنه من حضور الدفن لارتباطه في مهمات عمل خارج المنطقة. وكان المعلم مسعد معوض الحجيلي (51 عاما) عين في وزارة التربية والتعليم في الأول من محرم لعام 1400، وتوفي في نفس التاريخ من عام 1432ه، وتقدم بطلب تقاعد مبكر كان من المفترض أن يبدأ مع غرة شهر ربيع الآخر المقبل.