حفل العام الهجري الماضي 1431ه بكثير من الأحداث الرياضية البارزة، سواء على الصعيد المحلي، الإقليمي، والعالمي، وقد تكون أكثر السنوات إثارة وأولوية لبعض البطولات التي شهدت مفارقات عديدة، حيث شهدت إفريقيا تنظيم أول بطولة عالمية ممثلة في كأس العالم، إلى جانب حصول إسبانيا على اللقب العالمي لأول مرة في تاريخها رغم المشاركات المتعددة لها، أيضا تنظيم اليمن للبطولة الخليجية ال20 كأول مرة بالنسبة لها، بعد أن شاركت في ثلاث مناسبات سابقة، وكان الحدث الأبرز عالميا فوز قطر كأول دولة عربية وشرق أوسطية بتنظيم كأس العالم لعام 2022م، فيما كان لرياضتنا المحلية بصمتها العالمية يتمحور ذلك في فوز المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة بكأس العالم لمرتين متتالية، إلى جانب تحقيق الفرسان السعوديين لجوائز عالمية في بطولة العالم لقفز الحواجز بحصول عبدالله الشربتلي على المركز الثاني فيها، وتأهل منتخب السعودية للشباب لنهائيات كأس العالم في كولومبيا، إضافة إلى حصد اللاعبين السعوديين ل13 ميدالية متنوعة في دورة الألعاب الآسيوية التي نظمتها الصين أخيرا. بطولة عالمية ثانية لذوي الاحتياجات نقش المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة لكرة القدم اسمه بحروف من ذهب في سجلات الأبطال العالميين، بعد أن حقق كأس العالم التي أقيمت في جنوب إفريقيا للمرة الثانية في تاريخه، وذلك على حساب المنتخب الهولندي (1/0)، سبق ذلك حصوله على ذات اللقب عام 2006م بعد مباراة ماراثونية أمام ذات المنتخب، ليكون بذلك الرقم الصعب في هذه البطولة بالتحديد والتي ظهر فيها بشكل مغاير منذ النسخة الرابعة التي أقيمت في ألمانيا، علما أنه حقق اللقبين بطاقم فني وطني يقوده المدرب القدير عبدالعزيز الخالد الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه بتحقيقيه لقبين عالميين. الفروسية السعودية تكتسح الألقاب فرضت رياضة الفروسية نفسها على الساحتين القارية والعالمية بكوكبة من الفرسان المميزين، الذين قدموا مستويات رائعة في جل البطولات التي خاضوها، ولعل الإنجاز الذي حققه الفارس عبدالله الشربتلي بنيله الميدالية الفضية في بطولة العالم لقفز الحواجز التي أقيمت في ولاية كنتاكي (الولاياتالمتحدةالأمريكية) يعتبر الأبرز؛ كونه حقق ذلك وسط منافسة شرسة مع أعتى الفرسان العالميين، وتعد هذه الميدالية أكبر إنجاز عربي في مجال فروسية قفز الحواجز، حيث تفوق الشربتلي على الكندي إيريك لاماز حامل ذهبية ألعاب بكين الأولمبية 2008م، الذي حل ثالثا برصيد ثماني نقاط جزاء سجلت عليه في الجولة الأولى من الدورة الرباعية، وكذلك قبل الأسطورة البرازيلية رودريغو باساوا الذي احتل المركز الرابع، ونالت الفروسية بهذا اللقب الزعامة العربية بعد أن توجت بأفضل مركزين عالميين، الأول كان للفارس خالد العيد في أستراليا عندما نال برونزية الأولمبياد، قبل أن ينجح الفارس العالمي عبدالله شربتلي في تسجيل إنجاز سعودي جديد على أرض الولاياتالمتحدةالأمريكية التي باتت شاهدا على نجاح أولى خطوات صندوق الفروسية السعودية الذي لم يتجاوز السبعة أشهر منذ إنشائه في مارس الماضي. منتخب الشباب لنهائيات كولومبيا عاد المنتخب السعودي للشباب للواجهة العالمية مجددا، بعد غيابه عن المحفل العالمي منذ البطولة ال14 التي احتضنتها الإمارات العربية المتحدة في العام 2003م، وذلك عندما أعلن تأهله إلى نهائيات كولومبيا 2011م، إثر وصوله لدور الأربعة في بطولة كأس آسيا التي أقيمت في الصين أخيرا، ليحتل بذلك المرتبة الأولى على مستوى المنتخبات العربية كأكثرها وصولا للنهائيات، أيضا يعتبر الثالث على مستوى القارة في ذلك بعد أستراليا وكوريا الجنوبية، علما أنه حقق التأهل بسواعد وطنية يقودها المدرب الوطني القدير خالد القروني. 13 ميدالية متنوعة آسيويا كان لألعاب القوى نصيبها من الإنجازات، حيث حققت 13 ميدالية متنوعة في دورة الألعاب الآسيوية التي احتضنتها غوانزو الصينية، حيث حققت خمس ميداليات ذهبية ومثلها برونزية، وثلاث ميداليات فضية لتحتل المركز ال 13 على مستوى المنتخبات المشاركة لتواصل أفضليتها من بطولة لأخرى، ويعتبر إنجاز فريق التتابع (الذي حقق ذهبيتين) كذلك ذهبية العداء محمد شاوين في سباق 1500م الأبرز؛ كون اللعبتين حققتا الذهب بعد منافسة شرسة مع أبرز عمالقة اللعبة. جنوب إفريقيا تحتضن العرس العالمي احتضنت جنوب إفريقيا كأس العالم للكبار ال19 كأول دولة إفريقية تفوز بشرف الاستضافة، وهي بذلك منحت إفريقيا نظرة أخرى في قدرتها على استضافة أي حدث رياضي، بعدما نجحت باقتدار في خروج النهائيات بالشكل الذي يليق به على الرغم من تذبذب الوضع الأمني فيها قبل انطلاق المونديال، إلا أنها ردت وبقوة على من استهان في قدرتها على إدارة الأحداث كما يجب، لتمهد الطريق نحو جاراتها في القارة لاستضافة مناسبات مقبلة، علاوة على ذلك ووفقا للإحصاءات فقد استثمرت جنوب إفريقيا 40 مليار راند أي ما يقارب 5.5 مليار دولار أمريكي في إنشاء الاستادات، الطرق السريعة، المطارات، وغيرها من المنشآت الأساسية، الأمر الذي أرسى أساسا راسخا لمساعدة البلاد على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في المستقبل. وفي الوقت نفسه، كسبت جنوب إفريقيا عشرة مليارات راند في مجال السياحة أثناء فترة المونديال، ووفرت لمواطنيها 115 ألف فرصة للعمل، مما أسهم في تضييق الفجوة بين الأثرياء والفقراء في البلاد التي كانت نسبة البطالة فيها تبلغ 25 في المائة. إسبانيا تنتزع الكأس العالمية حقق المنتخب الإسباني بطولة كأس العالم لأول مرة في تاريخه، وذلك على الأراضي الإفريقية بعد فشل استمر طويلا، وأنصفت البطولة المنتخب الإسباني الذي حقق بطولة أوروبا 2008م، حيث ضم بين صفوفه أبرز لاعبي كرة القدم على الساحة العالمية، علاوة على ذلك جدد الثقة لدى جمهوره الذي عانى كثيرا من تواضع نتائجه في البطولات الدولية والقارية التي شارك فيها. اليمن تنظم خليجي 20 ابتسم العام الهجري قبل نهايته لليمن التي حظيت باستضافة خليجي 20 لأول مرة في تاريخها، لتحقق بذلك قفزة مهمة في المجال الرياضي رغم خروج منتخبها من الدور الأول، وتتمثل الانعكاسات الإيجابية في تحديها للتهديدات الأمنية المستمرة، حيث استطاعت أن تخرج بالدورة إلى بر الأمان، إلى جانب أنها أثبتت قدرتها على إنجاح البطولة في جميع النواحي، لتؤكد أحقيتها في الاستضافة، بعد أن تردد أنها لن تستطيع فعل ذلك. قطر تفوز باستضافة مونديال 2022 قبل ختام العام الهجري بأيام فازت قطر بشرف استضافة كأس العالم 2022م، كأول دولة في الشرق الأوسط والمحيط العربي تنال هذا الشرف، وجاء فوزها مستحقا؛ نظرا لملفها المتميز الذي تقدمت به، حيث حصدت 14 صوتا مقابل ثمانية أصوات لمنافستها أمريكا، وجاء استحقاقها نظرا للاستعدادات المبكرة لاحتضان الحدث العالمي لتخطف الأولوية من دول عظمى.