رأى المختصون في المجال العلمي والطبي والبيئي، أن العام الجديد يحمل الكثير من التفاؤلات في الوصول إلى علاجات طبية متطورة خصوصا في الإيدز والسرطان تمنع الآثار المترتبة على العلاجات السابقة، لافتين إلى تطور التقنيات في مختلف المجالات العلمية لا سيما العمليات الجراحية والأجهزة الطبية وأجهزة الروبوت (الرجل الألي). وقال المختصون ل «عكاظ»: إن هناك تحديات عديدة ستواجه البشرية في مجال التغير المناخي وارتفاع حرارة الأرض وزيادة الاحتباس الحراري، وبجانب ذلك سيشهد المجال التقني حربا إلكترونية وارتفاعا في الاختراقات والجرائم الحاسوبية. التطرف المناخي اعتبر أستاذ علم البيئة في كلية علوم البحار في جامعة الملك عبد العزيز في جدة الدكتور علي عشقي، أن العام الجديد سوف يشهد المزيد من التطرف المناخي، خصوصا أن هناك دلالات ومؤشرات بيئية ومناخية تشهدها معظم دول العالم نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري ومنها الفيضانات والأعاصير والكوارث الطبيعية وغير ذلك من الأحداث البيئية. وأشار إلى أن الدول الخليجية، ومنها المملكة، تقع ضمن منظومة المناخ العالمي وتتأثر بتبعاتها، فليس بعيدا أن تشهد ارتفاعا في حرارة الجو أو موجة برد شديدة، مع الإشارة إلى أن الاحتباس الحراري يؤثر إيجابا وسلبا في الصيف والشتاء. الدكتور عشقي أكد أن للإنسان دورا مهما في ظاهرة الاحتباس الحراري، كما أن الدول الأكثر تقدما وهي الدول الصناعية هي الأكثر إضرارا بالبيئة والأكثر تسببا في ارتفاع درجة الحرارة فوق الأرض، وقد أوصت عدة مؤتمرات ومنتديات عالمية بضرورة إنقاص استخدام المحروقات واتباع أسس الزراعة والصناعة النظيفة، وإنقاص إنتاج غازات البيوت الزجاجية الغازات الحابسة للحرارة. الاحتباس الحراري ويتفق الخبير البيئي ومدير إدارة حماية البيئة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الأسبق الدكتور عبد الرحمن حمزة كماس، مع الرأي السابق ويقول: رغم الجهود الكبيرة التي تبذل في سبيل وقف انعكاسات تأثير الاحتباس الحراري في العالم إلا أنه من المتوقع أن يشهد العام الجديد العديد من الأحداث المناخية نتيجة الاحتباس الحراريكماس خلص بالقول «إن من أهم آثار ارتفاع درجة حرارة الأرض، ذوبان الجليد عند القطبين، وهو ما يقدر العلماء أنه في حال استمراره فإن ذلك سيؤدي إلى إغراق كثير من المدن الساحلية حول العالم، كما سيؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى تغير المناخ العالمي وتصحر مساحات كبيرة من الأرض». اختراق منظم وفي المجال التقني، حذر أستاذ الحاسب الآلي وتقنية المعلومات في جامعة الملك عبد العزيز في جدة الدكتور حسين سندي، من الحرب الإلكترونية، واستطرد «العام الجديد سيشهد حربا سيطرونية في عالم التقنيات، وتحديدا الإنترنت، عبر ممارسات الهاكرز في اختراق الأنظمة من خلال زرع فايروسات في نظم التحكم، وقد تزرع هذه الفايروسات مسبقا وتظل في بيات شتوي، وهي فايروسات تعرف بالاحتيال والتنكر (تروجن). وأضاف «الجرائم الإلكترونية تزداد وأصبحت مثل الجريمة المنظمة، حيث أصبحت هناك تقنيات خطيرة تجند الآلاف من أجهزة الحاسوب دون معرفة أصحابها لمواجهة مواقع الخصم وتدميرها، وهذه ظاهرة خطيرة جدا تهدد المكتسبات على صعيد المجتمعات والأفراد». ودعا الدكتور سندي إلى ضرورة جميع مستخدمي الحاسب والمؤسسات والقطاعات العامة بتحديث برامج الحماية التي تنبئ لأي اختراق قد يحدث. سلالات فايروسية وعلى الصعيد الطبي، لم تستبعد استشارية الفايروسات الدكتورة إلهام طلعت قطان ظهور سلالات جديدة من الفايروسات الممرضة، لافتة إلى أن الفايروسات تمتلك خاصية التحور الجيني وهو ما يساعد على انتشارها على المستوى العالمي، وبينت أن الفايروسات الطبية هي فايروسات خطيرة تهدد صحة الإنسان وهو ما يضاعف جهود العلماء والباحثين في اكتشاف علاجات متطورة لمكافحتها. قطان أكدت أن أبرز التحديات للعام الجديد هو الوصول إلى علاجات متطورة وخصوصا لمرضى الإيدز والسرطان، حيث من المتوقع أن يتم هذا العام طرح علاجات دوائية متطورة لمرض الإيدز توقف زحف انتشار الفايروس وإبطاء حركته داخل جسد المريض. عمليات الروبوت وفي سياق متصل، رأى استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير، أن العام الجديد سيشهد نقلة نوعية كبيرة في عمليات الروبوت الجراحية، وظهور أدوية متطورة لمرض السرطان تمنع آثار العلاجات الكيماوية، مبينا أن الصراع قائم بين الباحثين والأمراض المستجدة في مواجهة التحديات التي تهدد صحة البشرية، خصوصا في ظل ظهور فايروسات شرسة وعودة الأمراض القديمة، وكل هذه المعطيات تدفع المنظمات الصحية إلى بذل المزيد من الجهد الصحي والتوعوي ونشر ثقافة الوقاية. ونبه الدكتور مير من الأمراض المستجدة والأمراض المنبعثة، فالمستجدة هي التي لم تكن معروفة من قبل، أما المنبعثة فهي التي عادت إلى الظهور بعد اختفائها، وبعد ظهور مرض نقص المناعة (الإيدز) عام 1981م وضع تصنيف جديد تابع للأمراض السارية والأوبئة هو مصطلح المستجدة والأمراض، ويرجع بعض الخبراء والمتخصصين خطورة تلك الأمراض إلى استخدام أحيائها الدقيقة في الإنتاج البيولوجي، وأغلب الأمراض المستجدة والمنبعثة لا يتوفر لها علاج أو لقاح مضاد مما يجعل السيطرة عليها صعبة جدا.