ناقش معرض بيروت للكتاب أمس في ندوة علمية سياسية كتاب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان علي بن سعيد عواض عسيري الذي يحمل عنوان «مكافحة الإرهاب .. دور المملكة العربية السعودية في الحرب على الإرهاب». الدكتور سعود المولى ركز في مداخلة له في الندوة على نقاط القوة التي يتمتع بها الكتاب، مبينا أنه «بحث أكاديمي مميز في ميدان العلوم السياسية والدبلوماسية والقانونية يتناول موضوعا حيويا مهما في سياسات الدول ذات السيادة، كما أنه يتناول موضوعا فقهيا إسلاميا بامتياز يتعلق بالموقف من العنف المسلح والإرهاب عموما». وأضاف المولى «انطلق الكاتب فيه من بلاد هي موطن نشأة وتعليم وتكوين بن لادن والمئات أمثاله، وهي قاعدة السلفية الجهادية المقاتلة التي انشقت عن السلفية الإصلاحية للآباء». ورأى المولى أن الكتاب لم يتوسع في إبراز موقف الإسلام من العنف عموما ومن الحرب والسلم خصوصا ومن قضية الجهاد تحديدا. كما لفت المولى إلى أنه كان يجدر بعسيري أن «يفتح آفاق النقاش على قضايا لا تستطيع الدولة وأجهزتها ومؤسساتها ولا يستطيع المثقف العادي الإضاءة عليها». من جهة أخرى، انطلق النائب نهاد المشنوق من تعريف الإرهاب قائلا: «يشمل الإرهاب الأعمال العنيفة ضد المدنيين والنظام العام»، ومنه انتقل المشنوق إلى الإرهاب الذي يهدد العالم. وأضاف المشنوق: «صار الإرهاب مشكلة عربية وإسلامية بقدر ما هو مشكلة عالمية». وعن وقائع كتاب العسيري رأى أنها جزء من كل، «وقائع العمل السعودي طوال العقد الماضي من أجل ضرب ظاهرة الإرهاب في ديارنا وفي عقول فئة من شبابنا وتصرفاتهم». وفي سياق متصل، قدم العميد المتقاعد في الجيش اللبناني إلياس حنا نظرة تقويمية للكتاب الذي هو في رأيه «أكاديمي وآلية عمل في الوقت نفسه.. أكاديمي لأنه أطروحة جامعية، وهو في الوقت نفسه آلية عمل لمحاربة الإرهاب، لأن مواده مأخوذة من تجربة وطنية شخصية»، وهذه الآلية، بحسب حنا، هي التي تجعل الكتاب يفترق عن الكتب الأخرى، مشيرا إلى «المراجع الكثيرة التي اعتمد عليها المؤلف وهي ذات صدقية عالية»، وكان السفير عسيري قد وقع كتابه (موضوع الندوة) في جناح «الدار العربية» أخيرا.