تحول مجلس التعاون الخليجي، قبل 30 عاماً، من فكرة، إلى جسم إقليمي بارز على الساحة الدولية العربية العالمية، سياسياً، واقتصادياً، وذلك خلال قمة ميلاده التي استضافتها أبوظبي في 25 مايو (أيار) العام 1981، في فندق الإنتركونتننتال. وتوالت القمم الخليجية منذ ذلك الحين في عواصم دول المجلس، إلى القمة الحادية والثلاثين التي تعقد في «قصر الإمارات». وعرف العالم مجلس التعاون لدول الخليج من خلال خطاب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، أمام قادة دول الخليج الذين شاركوا في القمة التأسيسية الأولى، كان لديه قناعة كبيرة بفوائد توحيد دول الخليج انطلاقا من إيمانه بما تحقق من اتحاد الإمارات السبع في العام 1971، والذي شكل فعليا النواة لتكوين مجلس خليجي واحد تتشارك دوله في العوامل التاريخية، الجغرافية، والسياسية والاقتصادية والثقافية. وقال سايمون ستامبر، المدير العام لفندق إنتركونتننتال – أبوظبي، الذي استضاف القمة، إنه شرف كبير لهذا الفندق أن يحتفل بمرور 30 عاما على إنشائه باستضافة هذا الحدث الذي شهد الميلاد الفعلي لمجلس التعاون الخليجي. ويضم المجلس كلا من المملكة العربية السعودية، دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة قطر، سلطنة عمان، دولة الكويت، ومملكة البحرين. ويسجل التاريخ للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، رحمهما الله، قصة تحويل مجلس التعاون لدول الخليج العربية من فكرة إلى واقع، بداية من أول اجتماع ثنائي بينهما في أبوظبي في العام 1976، الذي تبعته رحلات مكوكية لولي العهد الكويتي الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، رحمه الله، إلى كل من السعودية، البحرين، قطر، وعمان، مرورا باقتراح الاستراتيجية الخليجية المشتركة في مؤتمر القمة العربية الحادي عشر في العاصمة الأردنية، عمّان، في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 1980، وعقد أول لقاء خليجي على مستوى القادة على هامش مؤتمر القمة الإسلامي في مدينة الطائف السعودية في يناير (كانون الثاني) من العام 1981 والذي شهد اتفاقا مبدئياً. وأرست القمة الأولى هدف تحقيق التنسيق والتكامل والترابط في جميع الميادين وصولاً إلى الوحدة وفق ما نص عليه النظام الأساس في مادته الرابعة التي أكدت أيضا على تعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين مواطني دول المجلس، انطلاقا مما يربط بين الدول الست من علاقات خاصة، وسمات مشتركة، وأنظمة متشابهة أساسها العقيدة الإسلامية، وإيمان بالمصير المشترك ووحدة الهدف. وأكد إعلان أبوظبي 1981 على الروح الأخوية القائمة بين دول المجلس وشعوبها والسعي إلى تطوير التعاون وتنمية العلاقات وتحقيق التنسيق والتكامل والترابط، وتعميق وتوثيق الروابط والصلات القائمة بين الشعوب في مختلف المجالات، وإنشاء المشاريع المشتركة، ووضع أنظمة متماثلة في جميع الميادين الاقتصادية، الثقافية، الإعلامية، الاجتماعية، والتشريعية. وشدد إعلان أبوظبي على أن المجلس إنما يعبر عن إرادة هذه الدول وحقها في الدفاع عن أمنها وصيانة استقلالها، مؤكدا التزام دول المجلس بميثاق جامعة الدول العربية والقرارات الصادرة عن مؤتمرات القمة ودعم منظمة المؤتمر الإسلامي والتمسك بميثاق الأممالمتحدة.