يحكى أن تاجر شاي «قهوجي» كان يخلط الشاي ببعض النشارة الدقيقة للخشب من باب التوفير وبقصد تنمية أرباحه أكثر من اللازم. تلك ممارسة كانت تدخل البهجة إلى نفسه فيما لم يكتشفه أحد ولم يعترض عليه زبون واحد. لقد اعتقد الناس أنهم يتناولون شاي «خمسين» صحيح مائة في المائة. وذات مرة استيقظ ضمير القهوجي على أثر شبع ربما كان مسبوقا بمخافة ربنا.. وهكذا قرر القهوجي التوبة وعدم خلط الشاي بنشارة الخشب. ولهول المفاجأة التي لم يكن تخطر له على بال أن الشاي أصبح موضع استياء من الزبائن.. لقد لاموه كثيرا؛ لأن صنف الشاي بعد تعديله الى الخامة الصحيحة صار بحسب أذواقهم مضروبا إلى العظم. هنا لضيق المسافة لا يمكنك تناول الشاي مغشوشا أو غير مغشوش.. وإنما الذي يعنينا المزاج العام.. لا يمكنك إلقاء اللوم على القهوجي، لمجرد أنه سرق ذات مرة المزاج العام، فهو مجرد قهوجي فاسد ولاحقا ندم وتاب. وإلى هنا يفترض فينا أو في من ينوب عن التجارة أو التموين إغلاق الملف بعد تغريمه وتوبيخه.. وتبقى القضية المستعصية من الناحية الأخرى قضية مزاج عام.. إذا فسد المزاج العام بفعل مؤثرات طارئة عليه، دون إلقاء اللوم طبعا على نظرية المؤامرة من عدمه، فمن أجل أن يعود هذا المزاج إلى طبيعته الصحيحة، فهو بحاجة من جيل إلى قرن زمان... ويبقى الشاي مجرد نموذج لا يقدم ولا يؤخر شيئا في مسألة الذوق العام.. وقس على نموذج الشاي ما شئت في الموضة والدعاية والرواية مع مراعاة عدم القاء اللوم على تاجر الشاي من عدمه.... و«آآآه» .. كم أحن إليك أيها الزمن الجميل، إذ كنت استمع ذات مرة إلى أغنية «غديني جبنة وزيتون وعشيني بطاطا». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة