أنشئ ميناء جدة في عهد عثمان بن عفان سنة 26ه، ليكون بديلا عن ميناء الشعيبة، فيما يرى باحثون في التاريخ أنه ميناء قديم يعود تاريخه إلى فترة ما قبل الإسلام، ازدهرت جدة وازدادت عمارتها لتصبح الميناء الرئيس للمنطقة الغربية وغيرها من مناطق المملكة القريبة، مما أهلها لأن تصبح أعظم موانئ الحجاز، فضلا عن قربها من الموانئ الجنوبية لشبه الجزيرة العربية لا سيما عدن، وتوسطها بين الموانئ الحجازية. لميناء جدة تاريخ طويل وحافل فهو حلقة الوصل بين الشرق والغرب، وهو أيضاً المنفذ التجاري البحري الأكبر على مستوى المملكة، في بداياته استخدم لنقل أخشاب الصندل واللبان والأقمشة الذهبية والبهارات وغيرها من الصادرات الأخرى، كانت البضائع تنقل بالسنابك الخشبية الكبيرة حيث تفرغ على الشاطئ بعد رحلة تصل لأشهر طويلة. في عام 1961م انتقلت مسؤولية الميناء إلى وزارة المواصلات وشهد تطوراً نوعياً، إذ يصل طوله إلى 10.5 مليون متر مربع. في 25/10/1381ه أبرمت وزارة المواصلات عقداً مع شركة استشارية بريطانية لدراسة احتياجات الميناء ل 50 عاماً مقبلة، وإعداد مخطط للمرحلة الأولى لمواجهة الاحتياجات، وقدمت نتائج دراساتها في شهر جمادى الأولى عام 1384ه أي بعد ثلاثة أعوام تقريباً، بعد ذلك أنشأت عشرة أرصفة، حيث أطلق الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله أول توسعة يشهدها الميناء في 27/12/1392ه، وبإنشاء المؤسسة العامة للموانئ في عام 1396ه انتقلت مسؤولية الإشراف إليها. يتميز ميناء جدة الإسلامي بموقعه الجغرافي فى وسط الخط الملاحي الدولي ما بين الشرق والغرب، يقع الميناء على ساحل البحر الأحمر، ويخدم الميناء المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ويعتبر منفذاً اقتصاديا رئيساً، حيث يقوم بمناولة 59 في المائة من حجم البضائع عبر الموانئ السعودية.