أمير جازان يستقبل القنصل العام لجمهورية إثيوبيا بجدة    3149 تصريح إسكان لحج 1446ه بطاقة استيعابية تتجاوز 1.8 مليون حاج    واشنطن تبرر الحصار الإسرائيلي وتغض الطرف عن انهيار غزة    أوكرانيا وأمريكا تقتربان من اتفاقية إستراتيجية للمعادن    كاواساكي يقصي النصر ويضرب موعدا مع الأهلي بنهائي دوري أبطال آسيا للنخبة    ضمن بطولة الشرق الأوسط.. "رالي السعودية 2025" ينطلق غداً في جدة    حينما يكون حاضرنا هو المستقبل في ضوء إنجازات رؤية 2030    الرئيس اللبناني يؤكد سيطرة الجيش على معظم جنوب لبنان و«تنظيفه»    جاهزية خطة إرشاد حافلات حجاج الخارج    القبض على (12) يمنياً في عسير لتهريبهم (200) كجم "قات"    المملكة: نرحب بتوقيع إعلان المبادئ بين حكومتي الكونغو ورواندا    وزير الخارجية يستقبل نظيره الأردني ويستعرضان العلاقات وسبل تنميتها    المتحدث الأمني بوزارة الداخلية يؤكد دور الإعلام الرقمي في تعزيز الوعي والتوعية الأمنية    ميرينو: سنفوز على باريس سان جيرمان في ملعبه    بمشاركة أكثر من 46 متسابقاً ومتسابقة .. ختام بطولة المملكة للتجديف الساحلي الشاطئي السريع    بيئة عسير تنظم مسابقة صفر كربون ضمن فعاليات أسبوع البيئة    رؤى مصطفى تسرد تجربتها الصحفية المميزة في حوار الشريك الأدبي    وزير الخارجية يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن    رسمياً نادي نيوم بطلًا لدوري يلو    نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية مدير عام السجون بالمملكة    انطلاقة المعرض الهندسي الثالث للشراكة والتنمية في جامعة حائل    تدشين الهوية الجديدة لعيادة الأطفال لذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال التوحد    "مبادرة طريق مكة" تنطلق رحلتها الأولى من كراتشي    أمانة القصيم تحقق التميز في كفاءة الطاقة لثلاثة أعوام متتالية    نائب أمير حائل يزور فعالية "أساريد" في قصر القشلة التاريخي    آل جابر يزور ويشيد بجهود جمعيه "سلام"    العمليات العقلية    "فلكية جدة": رصد هلال شهر ذي القعدة في سماء الوطن العربي بعد غروب شمس اليوم    انخفاض أسعار الذهب بنحو واحد بالمئة    "الشورى" يطالب "التلفزيون" بتطوير المحتوى    المرور: تجاوز المركبات أبرز أسباب الحوادث المرورية    خلال لقائه مع أعضاء مجلس اللوردات.. الربيعة: السعودية قدمت 134 مليار دولار مساعدات ل 172 دولة حول العالم    هجوم على الفاشر ومجزرة في أم درمان وضربات للبنية التحتية.. الجيش السوداني يُحبط خطة شاملة لميليشيا الدعم السريع    في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. إنتر المتراجع ضيفًا على برشلونة المتوهج    11.3 مليار ريال استهلاك.. والأطعمة تتصدر    تطوير التعاون الصناعي والتعديني مع الكويت    حوار في ممرات الجامعة    هند الخطابي ورؤى الريمي.. إنجاز علمي لافت    ترامب وهارفارد والحرية الأكاديمية    التقوا رئيسها واستمعوا لتوجهاته المستقبلية.. رؤساء تحرير يطلعون على مسيرة التطور في مرافق "أرامكو"    نائب أمير مكة يطلع على التقرير السنوي لمحافظة الطائف    هيكل ودليل تنظيمي محدّث لوزارة الاستثمار.. مجلس الوزراء: الموافقة على تعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء    محمد بن ناصر يزف 8705 خريجين في جامعة جازان    أمير الشرقية يستقبل السفير البريطاني    مدرب كاواساكي: لم نستعد جيداً    "هيئة العناية بالحرمين": (243) بابًا للمسجد الحرام منها (5) أبواب رئيسة    مسؤولو الجامعة الإسلامية بالمالديف: المملكة قدمت نموذجاً راسخاً في دعم التعليم والدعوة    بدء المسح الصحي العالمي 2025    "الداخلية" تحتفي باليوم العالمي للصحة المهنية    مستشفى الملك خالد بالخرج يدشن عيادة جراحة السمنة    فريق فعاليات المجتمع التطوعي ينظم فعالية بعنوان"المسؤولية الإجتماعية للأسرة في تعزيز الحماية الفكرية للأبناء"    إيلون ماسك يقلق الأطباء بتفوق الروبوتات    أسباب الشعور بالرمل في العين    اختبار للعين يكشف انفصام الشخصية    نائب أمير منطقة مكة يستقبل محافظ الطائف ويطلع على عددًا من التقارير    تنوع جغرافي وفرص بيئية واعدة    أمير جازان يستقبل مدير فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمنطقة    أمير منطقة جازان يرعى حفل تخريج الدفعة ال20 من طلبة جامعة جازان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السمنة تصيب 17 مليون مواطن بينهم 3 ملايين طفل

أدى تغير الأنماط الغذائية في المجتمع خلال الثلاثين سنة الماضية، واعتماد الأفراد على المأكولات المعلبة والجاهزة والسريعة، وتناول وجبات غذائية غنية بالدهون والشحوم، فضلا عن رواج سلع لها تأثيراتها السلبية على المدى الطويل، واستخدام أسمدة وتركيبات كيميائية في الخضراوات والفواكه والبيض والدواجن، أدى إلى أن يحمل الإنسان في جوفه العديد من الأمراض على المديين القريب والبعيد، حيث كل ما يحيط به من سلع ومواد غذائية لا يخلو من هرمونات وسرطانات وكيماويات.
دراسات .. وإحصائيات
بداية يوضح رئيس اللجنة الاستشارية لبرامج مدينة الطائف الصحية محمد يوسف العالي أن 89 في المائة من الأمراض الحديثة كالسكر والضغط والكوليسترول والسمنة والفشل الكلوي والسرطان، يكون النظام الغذائي هو السبب الرئيس فيها، وهذا ما تؤكده الكثير من الدراسات الطبية حول ذلك، مشيرا أن معظم تلك الأمراض الحديث هي ضريبة المدنية الحديثة، حيث العوامل النفسية ونمط الحياة وعدم ممارسة الرياضة، فيما يلعب النظام الغذائي الدور الأكبر في الإصابة بهذه الأمراض حيث انتشرت المأكولات السريعة المليئة بالزيوت والسكريات والمواد الحافظة، ويقابلها عدم الحركة.
وزاد العالي: أن الكثير من المواد الحافظة والملونات ومحسنات الأغذية الموجودة في المعلبات هي مسببات للسرطان والفشل الكلوي، مشيرا أن برنامج مدينة الطائف الصحية أحد البرامج التابعة لمنظمة الصحة العالمية الذي يلعب دورا كبيرا في هذا الجانب، حيث اضطلع بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية والأهلية بإنشاء العديد من مضامير المشي، وإزالة جميع المزارع غير النظامية والتي تعتمد على مياه المجاري في سقيا الخضروات.
وتشير إحصائيات حديثة إلى وجود ثلاثة ملايين طفل بدين، ما يضع المملكة في مقدمة دول منظمة الصحة العالمية من حيث السمنة، الأمر الذي نتج عنه ظهور كثير من الأمراض الحديثة، كالعجز الجنسي والسكر والضغط والكوليسترول والفشل الكلوي والسرطان، ما يدعو لتبني نظام غذائي صحي يعتمد على التغذية السليمة، ومكافحة السمنة وممارسة الرياضة واجتناب التدخين.
استراتيجيات وقائية
وأوضح مسؤول القطاع الصحي الأوسط في صحة منطقة الرياض الدكتور عبدالملك بن حسين الصبان أن نسبة المراجعين للمراكز الصحية الأولية في المنطقة تبلغ 85 في المائة، وأن المملكة تأتي في المرتبة الثانية في انتشار الأمراض المزمنة على مستوى الشرق الأوسط، وهذا المؤشر يدل دلالة مباشرة على التغيير المفاجئ في العادات الغذائية، وخاصة اعتماد الأفراد على الأغذية السريعة والأغذية المعلبة والجاهزة، وعدم ممارسة الرياضة أو الحركة بصورة دورية، وضعف الوعي الصحي وأن هذه الزيادة في انتشار الأمراض المزمنة غير المعدية تشكل ضغطا شديدا على قطاع الخدمات الصحية، بالإضافة إلى مضاعفة التكلفة، ما يدعو إلى التصدي لهذه الأمراض، وتبني الاستراتيجيات الوقائية للحد من الإصابات والمضاعفات الناتجة عن المرض.
العودة إلى الطبيعة
ومن جانبها ترجع خبيرة التغذية الدكتورة سها هاشم عبدالجواد عميدة كلية الأسرة والمشرفة على قسم الطالبات في جامعة طيبة في المدينة المنورة أسباب الإصابة بالأمراض المزمنة والمرتبطة بالأغذية، إلى الاجهاد التأكسدي الذي يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والشيخوخة المبكرة، فيما ينخفض نشاط مضادات الأكسدة مع تقدم العمر ويزداد إنتاج أنواع الأكسجين الفعالة، وقديما قال الطبيب اليوناني الشهير أبقراط «ليكن غداؤك دؤاك .. وعالجوا كل مريض بنباتات أرضه، فهي أجلب لشفائه»، مشيرة إلى أهمية العودة إلى الغذاء الطبيعي وزيادة الإقبال على العلاج باستهلاك الخضروات والفاكهة الطبيعية الخالية من المواد المصنعة والكيميائية والمواد الحافظة والمواد الملونة والآفات والتي تؤثر تأثيرا مباشرا على التركيب الكيميائي لهذه الأغذية.
وأوصت د.سها بأهمية استهلاك الأغذية من مصادر نباتية والعودة إلى غذاء الطبيعة، كما وجهت جميع الفئات العمرية المختلفة وخاصة فئة الشباب وصغار السن إلى الاهتمام بتناول الخضراوات والفاكهة وعصائرها من مصادرها الطبيعية وزيادة استهلاك الذرة، البطاطا، الخس، التفاح، والموز، وكذلك تناول الخضروات ذات اللون الأخضر الداكن، والحمضيات، والفاكهة ذات اللون الأصفر والبرتقالي لما لها من فائدة على جسم الإنسان في تلك الفترة العمرية.
فيما يتبنى الدكتور أسامة نور أخصائي أطفال في جدة مبدأ العودة للأغذية الطبيعية ومطالبة الأمهات بالعودة للمطبخ المنزلي قائلا إن من المؤلم أن نعايش بصورة يومية مشاهد وحالات نجد أن السبب الرئيسي في وجودها هو هذه الأغذية المصنعة أو المعلبة أو ما يسمى بالوجبات السريعة أو (الديليفري)، والمشكلة أن الجميع يدرك نتائج مثل هذه الأغذية ومع ذلك يقبل عليها أو يتساهل في تناولها، فعندما يتوجه الأب مثلا ويشتري (التشبسي)، ويترك لابنه العنان لكي يلتهما دون أن يكلف نفسه عناء قراءة البيانات التي تكتب على هذه الأكياس من وجود مكسبات طعم أو ألوان صناعية أو مواد كيماوية، مشيرا أن أكبر ضرر هو ما تتعرض له الكلى من مشاكل جراء وجود هذه المواد داخل الجسم، فيما يمتد الضرر لكل الأغذية التي ترتبط بالتصنيع سواء باستخدام البروتين الأنثوي في مسألة اللحوم البيضاء (الدجاج) أو حتى الأسمدة الكيماوية بالنسبة للفاكهة أو الخضار، ولعل البلوغ المبكر لدى الإناث وتأخر البلوغ لدى الذكور هو الشاهد على هذه النقطة بالذات، فضلا عن السمنة المفرطة ومشاكل المعدة وعسر الهضم وفقدان الشهية، مضيفا أن كافة المواد المصنعة والتي يتم تناولها مع مثل هذه الأغذية المعلب منها أو السريع أو حتى المجهز للأطفال، هي من المواد المسرطنة التي حذرت منها منظمة الصحة العالمية، ودعت للوجبة الصحية الكاملة، وخصوصا بالنسبة للطفل الذي لا يفترض أن يتناول في مراحل نموه المبكرة إلا الوجبات الصحية، داعيا إلى العودة للغذاء الطبيعي، ومحذرا كل ربة منزل في الوقت نفسه من أن تعطي طفلها أو بيتها أي وجبة جاهزة الإعداد أو تناول الأغذية السريعة، بل تعد وجبة زوجها ووجبة أطفالها من المطبخ.
التوعية .. والطب الوقائي
وكشف عضو هيئة التدريس في جامعة الدمام والمشرف على مكتبة الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع في المنطقة الشرقية الدكتور عبدالله بن سرور الجودي أن نسبة مرضى السكر لدى الرجال أكثر من النساء، مشيرا إلى أن نسبة السمنة في المملكة قد تصل إلى 70 بالمائة، مرجعا سبب ذلك إلى الغذاء غير الصحي في بعض الأعمار، مؤكدا أن 90 في المائة من دول الخليج بما فيها المملكة تركز على العلاج أكثر من الوقاية، وهذا مؤشر سلبي في حد ذاته.
وأضاف الجودي أن الإحصائيات الأخيرة تدل على أن نسبة المصابين بمرض السكري لمن تجاوزوا سن الثلاثين حوالى 25 في المائة ومن هم فوق الخمسة عشر عاما حوالى 18 في المائة، وذلك في آخر دراسة لوزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض.
وزاد إن هذا يدل على تفاقم حجم المشكلة لدينا، والحل من وجهة نظره يكمن في تعاون القطاعات الأخرى والمطالبة بفتح الأندية الرياضية لممارسة الرياضة لأن 95 في المائة من المصابين بمرض السكري هو من النوع الثاني، وخمسة في المائة فقط مصابون بالنوع الأول، والذي يرجح لأسباب وراثية.
وألمح إلى مقولة انشتاين: «العقل الذي صنع المشكلة ليس العقل الذي يحل المشكلة» في إشارة منه إلى أن أكثر العاملين في المجال الصحي هم من الأطباء الذين تدربوا في المستشفيات وتفكيرهم منصب على علاج المريض، مرجعا سبب تفكيرهم هذا إلى أن كليات الطب لا تدرس الطب الوقائي من جهة ولا توجد زمالة في المملكة في الطب الوقائي من جهة أخرى، موضحا أن ملايين الريالات تنفق لبناء المستشفيات ولا ينفق نصفها على برامج التوعية والوقاية، مستشهدا بضعف الرعاية الصحية الأولية، مطالبا في سياق حديثه بتغير نظرة القادة الصحيين في المملكة للمرض، وإلا لن يتغير شيء وسيزداد حجم المشكلة.
مرض السكر
ومن جهته، دعا استشاري السكر والغدد الصماء في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر الأستاذ المساعد في جامعة الدمام الدكتور وليد البكر، إلى الدقة في الإحصائيات من الصحة لأن الأرقام لا تعكس حجم المشكلة، متوقعا الارتفاع في الأرقام والإحصائيات خلال السنوات المقبلة، فبدلا من أن يصاب ربع السكان بداء السكري يتضاعف هذا الرقم ليشمل النصف، إن لم نبادر بإيجاد برامج وقاية وتثقيف بأهمية الكشف المبكر لمرض السكر والحد من المضاعفات الصحية له والتي تزيد تكاليف علاج المريض الواحد، بالإضافة إلى تكاليف غسيل الكلى وعلاج العين والقلب والسمنة والبتر، مؤكدا أن في إنشاء مراكز متخصصة لعلاج السكري تعنى باكتشافه مبكرا قبل حصول المضاعفات وكذلك التوعية الإعلامية المصاحبة يكمن الحل.
المملكة الأولى
وأوضح أخصائي التغذية في مستشفى أرامكو السعودية الدكتور باسم فوتا رئيس وحدة التثقيف الصحي في جمعية السكر السعودية أن مرض السكري ومضاعفاته يشكل خطرا على صحة بلدان العالم حيث تشير التقديرات لعام 2010 إلى أن عدد المصابين بالسكري يتجاوز 285 مليون نسمة في العالم، فيما شهد عام 2005 وفاة نحو 1.1 مليون نسمة بسبب السكري، وأضاف أن نصف الوفيات تقريبا من الفئة التي تقل أعمارها عن 70 عاما، كما تسجل نسبة وفيات النساء 55 في المائة من إجمالي تلك الوفيات، مشيرا إلى أن توقعات منظمة الصحة العالمية تفيد بأن وفيات السكري ستتضاعف في الفترة بين عامي 2005 2030 م.
وأبان أن الإحصائيات المعلنة تعتبر مخيفة ومقلقة، مستدركا أن التوعية الصحية والتثقيفية يمكن أن تقي من المرض أو تؤخر ظهوره من خلال دعوة الأفراد إلى تبني نمط حياة صحية معتمدة على التغذية السليمة ومكافحة السمنة وممارسة الرياضة واجتناب التدخين للتقليل من خطر الإصابة وتضمن سلامة أفراد المجتمع.
وأضاف أن الاستثمار في تبني أسلوب حياة صحي يقي من الإصابة بالسكري من 7090 في المائة، واتخاذ أسلوب حياة صحي بموازاة الأدوية، يساعد المصابين بالسكري في ضبط السكر بالجسم بنسبة 80 في المائة، محذرا من الزيادة المضطردة في السمنة لدى الأطفال بالمملكة حيث تشير الإحصائيات الأخيرة إلى وجود ثلاثة ملايين طفل بدين، وأن المملكة من أول دول منظمة الصحة العالمية في السمنة بالنسبة للرجال والنساء. وتوقع فوتا انفجارا في نسبة المصابين بالسكري على مستوى المملكة، إذا لم تسارع الجهات المعنية بالوقوف بحزم لمواجهة هذا الخطر خلال الخمس السنوات أو العشر القادمة، مستشهدا بأنه قبل 25 عاما كانت نسبة مرضى السكر بالمملكة حوالى ثلاثة في المائة، وزادت خلال العشرين سنة الماضية إلى أن تجاوزت 28 في المائة.
تغيير الأنماط الغذائية
وقال فوتا إن سبب زيادة البدانة في المملكة يرجع إلى ظهور تغييرات في الأنماط الغذائية في المجتمع خلال الثلاثين سنة الماضية بشكليها الكمي والنوعي، وزيادة تناول الدهون والشحوم في الوجبات الغذائية حاليا بنحو أربعة أضعاف ما كانت عليه في الماضي، الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة معدلات السمنة عند الفرد.
المعدة بيت الداء
وينبه الدكتور محمد الغامدي إخصائي الأمراض المعدية في أبها: يجب ألا نعمم فكرة وجود نوعين من الأغذية وتقسيمها إلى ضار وغير ضار، فالغذاء كله ضار إذا زاد عن حده، فالمعدة بيت الداء كما قيل قديما، وإذا نظرنا للغذاء من هذه الزاوية، فسندرك أن الإفراط في تناول الطعام يجعل كل مفيد ضارا، وعندما يوصي الأطباء بالإكثار من تناول غذاء معين، فإن الهدف يكون تعويض الفيتامينات، والإكثار هنا يقصد تناول طعام معين باستمرار وليس تناوله دفعة واحدة، وفي مقدمة الأغذية المضرة سلبا الأغذية التي تحوي كميات كبيرة من السكريات نظرا لتسببها في الضغط على الغدة التي تفرز الأنسولين، وبالتالي نقص هذه المادة وهي الوقود الذي يتم بواسطته حرق ما يفيض عن حاجة الإنسان من السكر، ويزداد تأثير الأغذية التي تحوي السكريات كلما زادت نسبة السكر فيها وكان مصنعا، مشيرا أن معظم محلاتنا تعج بمثل هذه النوعية من الغذاء، خاصة أن ارتفاع نسبة المواد السكرية في المواد الغذائية يعد وسيلة لترويج السلعة، والأمثلة على هذه النوعية كثيرة فيكفي أن تلقي نظرة على أي محل للمواد الغذائية لندرك على الفور أن ما يعرض من الحلويات والشكولاتة والبسكويت يدعو للمرض بقدر ما يشجع على تناولها.
ويتفق مع الرأي السابق، محمد الأحمري إخصائي تغذية في أبها الذي يرى أن كل الطعام ليس آمنا إلا ما كان طبيعيا ونباتيا، أما البقية التي تدخل الصناعة في إنتاجه أو أسهمت فيه بأي شكل من الأشكال، كالتسمين أو إضافة مواد صناعية لتحسين نكهته أو لونه أو رائحته فإنها ضارة، لافتا أن الألبان ومنتجاتها والتي يعتبرها الإنسان مفيدة وذات قيمة غذائية عالية، لا تخلو من وجود المواد المضرة أيضا، ويعود ذلك إلى المستويات العالية التي يمكن أن تحتويها هذه المنتجات من البكتيريا الضارة المعروفة ب«لستيريا»، وهذه البكتيريا يمكن أن تسبب لدى النساء الحوامل الإجهاض أو ولادة الطفل ميتا، وقد تصيب الجنين بتوعكات مرضية قد تورث عيوبا تشريحية، مشيرا إلى أن هناك آثارا جانبية لبعض الأطعمة على أشخاص معينين، ولكنها قد تكون مفيدة لغيرهم، ومن هنا ندرك أن تفاعل الجسم مع نوعية الطعام تقوم على معرفة فصيلة الدم، وتحديد نوعية الطعام المفيد والمضر لكل جسم وهو ما يدعو إلى ضرورة أخذ الاستشارة الغذائية خلال الحمل من المختصين بشؤون التغذية، وعدم الاعتماد على الأقاويل الشائعة.
نظام غذائي خاطئ
ويؤكد الدكتور محمد صلاح طبيب لدى مركز علاج في جدة أن النظام الغذائي المتبع في المملكة خاطئ في كثير من الأحيان، والدليل أن أغلب من يراجعون المركز لدينا شباب يتبعون نظاما غذائيا خاطئا ينتج عنه كثير من المشاكل الصحية مستقبلا، كالضعف الجنسي وهو أخطر مرض يمكن أن يصادف الشباب في بداية حياتهم خاصة المقبلين على الزواج، ودائما ما يصاحب الضعف الجنسي العقم فهو يضعف من الحيوانات المنوية، موضحا أن ذلك يشمل جميع الفئات العمرية وكلا الجنسين ولكن الأكثر عرضة للضعف الجنسي هم الرجال، كما أن مفهوم الرفاهية الذي يعتبره الشاب راحة للبدن، لا يعلم أن جلوسه أمام شاشات الحاسب الآلي والتلفاز والأكل مما لذ وطاب، دون مراعاة لجسده وحرمانه من ممارسة الرياضة وتنظيم وجباته، له تأثير خطير على المدى القصير ومضر للصحة هذا، فضلا عن أن الكثير من الأكل يدخل في صناعته المواد الكيميائية والمعلبات والوجبات السريعة، مشيرا إلى أنه قد لاحظ أن الكثيرين يأكلون وجبة تعتبر رئيسية وبشكل يومي وعلى مدار العام، وهي (الكبسة باللحم) وكما معلوم أن الرز يحتوي على كثير من النشويات ويقابله اللحم الذي يحتوي بدوره على الكثير من البروتينات، وهذان العنصران يصعب امتصاصهما وهضمها في وقت قصير وأخذ الجسم الفائدة المرجوة منهما، فبدلا من أن يكون الطعام في هذه الحالة مفيدا تنعكس الصورة ويصبح مضرا وهذه كارثة لابد من الحرص والتنبه إليها، وعلى كل ولي أمر أن يتنبه لما يأكله طفله ولا يتركه لعاطفته الأبوية في تناول كل ما تشتهي نفسه.
مواد مسرطنة
ومن واقع تجربته العملية، يشير محمد جميل صيدلي في جدة أن أغلب المقبلين على شراء الأدوية الخاصة بالمقويات الجنسية هم من الشباب في الفئة العمرية ما بين(25 30 عاما)، وبالذات في ليلة الدخلة، بينما تحتل الفئة العمرية من (40 50 عاما)المرتبة الثالثة، لافتا أن المسألة بحاجة لبحث ودراسة فمثل هذه الأدوية والمرخص لها أصلا لم توضع، إلا لمن يعانون من أمراض أو ضعف جنسي، وكان المتوقع ألا يقدم على تناولها إلا من صنفوا بذلك لكن الواقع أن المسألة صارت ترتبط بالشباب والذين هم في عمر ونمو جسماني من المفترض معه ألا يفكروا في مثل هذه الأدوية!
احذروا البقالات
ومن جانبه أشار مدير عام التراخيص والرقابة التجارية في أمانة بلدية جدة بشير أبو نجم، أن منتجات المواد الغذائية المصنعة في المملكة مبنية جميعها على المواصفات القياسية السعودية والخليجية، فيما تتولى هيئة الغذاء والدواء فحص المواد الغذائية المستوردة للتأكد من مطابقتها للمواصفات السعودية وفي حالة وجود أي مخالفات يتم منعها من الدخول، مشيرا إلى أن المخالفات هي التي تصنع في داخل الشقق السكنية، موضحا أن البقالات الصغيرة احتمالية غش المنتجات الغذائية بها وارد.
تجهيز خاطىء
وقال خالد الحداد أحد المهتمين بصحة غذاء الإنسان، أن أسلوب حياتنا غير صحي، نتيجة تناول أطعمة طرق تجهيزها خاطئ، وبعض المنتجات الزراعية معالجة بالأسمدة الكيميائية.
وإلى ذلك يؤكد مدير الشؤون الزراعة في منطقة مكة المكرمة المهندس محمود أحمد أنه تم تطبيق مخالفات على ثلاثة مشاريع دواجن والرفع بها إلى الوزارة التي حددت العقوبة، مشيرا أن هناك متابعة مستمرة لمزارع الدواجن عن طريق الأمن الوقائي في الوزارة للتأكد من مدى التزامها بالشروط الصحية، وفي حالة وجود مخالفة فأنه يطبق بحقها العقوبة اللازمة، إلى جانب لجنة تعمل على سحب عينات من الهرمونات بالتنسيق مع عدة جهات، ولجنة لإزالة المزارع التي تروى بمياه الصرف الصحي في كل من مكة وجدة والطائف، فيما تضطلع الوزارة بتوعية المزارعين بخطورة المبيدات الحشرية.
وهذا ما يؤكده أيضا المتحدث باسم أمانة الطائف إسماعيل إبراهيم الذي قال إن الأمانة أزالت ضمن لجنة مكونة من محافظ الطائف، مزارع كانت تغذي محاصيلها بمياه الصرف الصحي، وخاصة تلك التي كانت في وادي العرج، وفي شمال الطائف، وفي منطقة الحوية، مشيرا أن هناك رقابة على المواد الغذائية التي تصل للبقالات من الخارج من قبل هيئة المواصفات والمقاييس، وتحليلها من قبل صحة البيئة، والوقاية الصحية، مشددا على أهمية التركيز على الورقيات من الخضروات كالكزبرة والخس والجرجير والملوخية، وغسلها وتنظيفها تفاديا لأضرارها الصحية، فيما لو تم أكلها مباشرة بدون غسيل أو تنظيف.
ومن جانبه أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في فرع وزارة الزراعة في المدينة المنورة محمد قاسم أن إدارته تشرف على أكثر من 13 ألف مزرعة وتطلع على أنشطة تلك المزارع وتقدم كافة الإمكانيات اللازمة لأداء دورها على أكمل وجه، مشيرا إلى رش تلك المزارع بواسطة فنيين ومشرفين من المديرية وتنفيذ حملات تثقيفية لمحاربة آثار سوس النخيل وأمراض الطماطم وغيرها من الآفات التي تتعرض لها المزارع ومتابعتها بما يكفل سلامة الصحة العامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.