يحل فصل الشتاء فيجمد المفاصل والمشروعات ويبحث سكان المناطق الباردة عن دفء يشعل لهيب عظامهم، ويتوجهون إلى المبيت مبكرا خشية لسعات البرد الحارقة ولقلة المناشط السياحية المنظمة في هذا الفصل. وتعتبر المملكة من بلدان العالم الناشئة سياحيا، إذ إن الهيئة العليا للسياحة والآثار حملت على عاتقها التطوير السياحي والوصول بالوطن إلى مصاف الدول السياحية المتقدمة، ونال الطائف نصيبه من التطوير السياحي، ولا يزال العمل على النهوض به في هذا الجانب على أشده. ويعاني أهالي منطقة الطائف من قلة المناشط السياحية في فترة الصيف، إذ إن برودة الطقس في فصل الشتاء تجبر الطائف على النوم مبكرا، بينما يتحين سكانه بزوغ الشمس لينعموا بنفحة دفء تفتت الجليد المنصب على خطواتهم، فعدد المركبات المتجولة ليلا خصوصا بعد صلاة العشاء تكاد تعد على أصابع اليدين. وأوضح فيصل الجهلاني أن عروس المصايف خلال فترة الشتاء تبتعد كليا عن الواقع السياحي، إذ تشهد المناطق السياحية ركودا وتخلو الشوارع من المارة، ويطال الشلل السياحي أطول خط معلق في الشرق الأوسط (عربات تلفريك الهدا)، فالسواد الأعظم من الأماكن السياحية تعتمد في مدخولاتها وحركتها على فترة أشهر الصيف. ويعزو المهتمون بالشأن السياحي أن ضعف الدعاية والتسويق من أهم أسباب حالة الركود التي تطال الطائف شتاء، إذ يؤكد رئيس لجنة السياحة في الغرفة التجارية الصناعية في الطائف لؤي قنيطة أن فترة الشتاء والخمول الذي يصاحبها تؤثر سلبا على الناحية الاقتصادية طيلة العام، ما يجبر المستثمرين على رفع الأسعار صيفا لتعويض خسائر مرحلة الركود. وأشار قنيطة إلى أن فترة الركود التي تطال غالبية المناطق السياحية خصوصا تلك التي تنتعش فيها في المواسم، تؤثر على ارتفاع السياحة الداخلية وتعود الأسباب إما للمناخ أو لضعف البرامج السياحية. وزاد رئيس لجنة السياحة في غرفة الطائف «نتحمل كافة تبعات ما يحدث في الشأن السياحي، إذ إن التسويق ضعيف وإذا غاب هذا الجانب فبالتأكيد ستتأثر السياحة». وأضاف قنيطة أن سكان مناطق المملكة يعشقون برودة الشتاء وبالإمكان إدراج أنشطة سياحية في هذه الفترة، وتخصيص مناطق يمكن من خلالها الإستفادة سياحيا على مدار العام.