لليوم الثامن على التوالي، سجلت الصالات الشمالية في مطار الملك عبد العزيز في جدة والمخصصة للطيران الأجنبي تكدس أعداد كبيرة من الحجاج بسبب تخلي الشركات الناقلة عن تسيير الرحلات في الموعد المحدد، وفق الجدولة التي اعتمدتها هيئة الطيران المدني. ورصدت «عكاظ» في جولة لها أمس، تواجد أعداد كبيرة من الحجاج، علقوا في المطار منذ السادس عشر من ذي الحجة الحالي، دون توفير حلول من قبل الناقليين الجويين، إزاء ذلك أبلغت «عكاظ» مصادر مطلعة أن وزارة الحج باشرت التنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني، لإلزام الناقلين الجويين بمواعيد المغادرة، وفرض عقوبات رادعة، وتمديد فترة الحرمان على القائمة السوداء للشركات التي تخل بالتزاماتها. ونبهت المصادر، إلى أن الوزارة وبالتنسيق مع هيئة الطيران المدني ستعمد قريبا إلى تسييل الضمانات البنكية واستئجار طائرات لنقل الحجاج بشكل عاجل، ومن المتوقع خلال اليومين المقبلين حسب ما أفادت المصادر أن يتم البدء في نقل هؤلاء الحجاج عبر رحلات سيتم تخصيصها لهم، فيما أشارت المصادر إلى احتمالية فرض عقوبات مالية وإدارية على شركة الطيران الجزائرية لتخلفها عن الرحلات المجدولة لنقل هؤلاء الحجاج. وبينت مصادر مطلعة أن حجاجا قدموا إلى الصالات وهم من متخلفي العمرة الذين لم يغادروا المملكة منذ شهر رمضان من العام الماضي، وفضلوا البقاء حتى يؤدوا مناسك الحج، ولم يعملوا على إنهاء إجراءات سفرهم، مما تسبب في تأخيرهم، دون أن تتدخل القنصلية الجزائرية في جدة أو بعثة الحج الجزائرية لإنهاء إجراءات ليتمكنوا من السفر في الأوقات المحددة. إلى ذلك، حمل عدد من الحجاج الجزائريين شركات طيران بلادهم، والسفارة الجزائرية، المسؤولية الكاملة في عدم إنهاء إجراءات سفرهم في الأوقات المحددة، وأشار عدد منهم إلى عدم تمكنهم من شراء الوجبات الغذائية من داخل المطار، نظرا لارتفاع الأسعار، فيما أصيب البعض منهم بحالات مرضية استدعت نقلهم عاجلا إلى المركز الصحي، مما دفع بالبعض من المرضى المكوث داخل الصالات؛ أملا في المغادرة إلى بلاده ومن ثم يستكمل علاجه هناك. وحمل أمن المطار في الصالات الشمالية، المسؤولين في وزارة الحج، وسفارات بلدان الحجاج، ومكتب الوكلاء الموحد، وهيئة الطيران المدني، مسؤولية تكدس الحجاج لأيام عدة دون تقديم أبسط الخدمات الضرورية. يذكر أن مشكلة الحجاج الجزائريين تكررت للمرة الثانية هذا العام، نتيجة عدم التزام شركة الطيران الجزائرية بالمواعيد المحددة لنقل الحجاج، بالإضافة إلى أن عددا من المعتمرين لم يغادروا منذ شهر رمضان، ولم يعملوا على إنهاء إجراءات سفرهم بعد أدائهم فريضة الحج، وهذا ما ضاعف مشكلة تكدس الحجاج لأيام عدة.