الكثير من «الدينماركيين» إلى الآن لم يستطيعوا فهم فكرة المقاطعة التي يتبناه البعض لدينا، والتي أيدها بعض الرجال المنتمين للدعوة الراكبين لتيار الرأي العام، فأين ما توجه التيار ركبه، فإن كان التيار غاضبا يصب جام غضبه في نفس الاتجاه، وإن كان التيار العام في اتجاه التسامح وهذا أمر نادر بحكم أن المضطهد ردة فعله عدوانية ركب بعض الذين يتولون الدعوة الموجة وبدأ يتحدث عن التسامح وقيمته وأهميته. ورؤية «الدينماركيين» منطلقة من : هل من العدل أن يعاقب الجميع بسبب شخص أخطأ؟ إن قدر لك محاورة أحد حاملي هذا السؤال ستجد أنك متورط تماما وغير قادر على مواجهة كل أسئلته المربكة، لأنه ينطلق من فكرة أن كل إنسان مسؤول عن خطئه، ومن الظلم أن يخطئ شخص ما فتعاقب الآخرين، كذلك هو يعتقد أن القضية مرتبطة بالقضاء وأن على المتضرر رفع دعوة قضائية ضد ذاك الشخص لا أن يؤخذ الجميع بجريرة شخص. هو أيضا لا يستطيع فهم رؤية المقاطعين المنطلقة من مصطلح «السلطة الأبوية» وأن ذاك الشخص ابن الدنمارك، وأن على دولة الدنمارك تربية ابنها، وإلا سيتم مقاطعتها، فالدنماركي لا يفكر بنفس الطريقة التي يفكر بها المقاطعون، ويعتقد أن ما يحكم بين الجميع القانون وليس «السلطة الأبوية». أكبر مأزق تواجهه مع محاورك الدنماركي، حين تؤكد له أن مفهوم العدل في الإسلام ضد فكرة معاقبة أشخاص بجريرة شخص، وأن الإسلام لا دخل له بما يفعله الغاضبون، فهم لا يمثلون الإسلام بل يمثلون أنفسهم، وأنه بسبب غضبهم نسوا تعاليم الإسلام. فهو وبسبب عدم إطلاعه على الإسلام إلا من خلال المسلمين، سيشكك بما تقوله، من باب هل يمكن أن أصدق كلام شخص، فيما أنا أرى بعض علماء الدين يقفون ويساندون المقاطعة، فيظن أن الإسلام ضد العدل. حين تحاول دفعه للقراءة في الإسلام لمعرفة حقيقة العدل، يؤكد لك أنه يرى الإسلام من خلال أهله، وبما أنهم مسلمون فهم سينفذون تعاليم الإسلام، ولو أن الإسلام ضد معاقبة الآخرين بخطيئة شخص، بالتأكيد معتنقوه سينفذون هذه التعاليم، وإلا لماذا هم مسلمون إن لم ينفذوا تعاليم دينهم؟ هذا السؤال سيوقف الحوار، وسيدفعك لإضافة سؤال آخر: من شوه الإسلام أكثر الدنماركي، أم فكرة المقاطعة التي لا دخل لها بالعدل، وتجعل البعض يعتقد أن الإسلام ضد العدل؟ S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة