في الوقت الذي تعامل فيه تيار المستقبل بهدوء مع المواقف التي أطلقها أمين عام حزب الله حسن نصر الله بدت القوى كافة متمسكة بموقفها تجاه القرار الظني المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الحريري، ففي حين ان الأكثرية متمسكة بالحكم على القرار بعد صدوره فإن قوى الثامن من آذار لا ترى حواراً ممكناً بعد صدوره. ممثل التيار العوني في الحكومة وزير السياحة فادي عبود رأى أن «مفاعيل القرار الظني انتهت، إذ إن الجميع بات يتوقع قراراً ظنياً باتجاه معين وبالتالي المبادرة خرجت من القرار الظني»، وقال في تصريح له أمس «لست متشائماً بل متفائل، لاسيما أن القوى الإقليمية ليست جاهزة للتصعيد». ولفت الوزير عبود في تصريح له أمس إلى أن «الأفكار المطروحة لحل الأزمة ستصل إلى بعض الترجمة على الأرض»، متمنياً «لو لم تتوقف شؤون الناس والوضع الاقتصادي بقطع النظر عن التشنجات السياسية». فيما منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد علق على كلام نصر الله، بالقول «بداية في التوقيت أتى هذا اللقاء في ظل زيارة الرئيس سعد الحريري إلى طهران وبالتالي الخطاب كان مخرجاً لحلفائه لاسيما إذا ذهب باتجاه التصعيد»، مشيراً في هذا السياق إلى أن «السيد نصر الله بدا وكأنه اقتنع هو وفريقه بألا إمكانية لإسقاط مبدأ القرار الاتهامي والمحكمة الدولية». من جهته اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري أن خطاب الأمين العام لحزب الله أتى لتحسين المواقع السياسية، مشدداً على أن المحكمة الدولية لم تهدف إلى الثأر بل إلى تحقيق العدل. عضو كتلة حزب الله النائب علي فياض أكد أن «زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى إيران لها أهمية على المستويات كافة، خصوصاً وأنه من المفترض أن تتابع من الناحية الإجرائية، ما تم الاتفاق عليه وما وقع من اتفاقيات ما بين البلدين»، مشيراً إلى أنه «ليس هناك من مبادرة إيرانية مستقلة كما أعلن الرئيس نجاد أثناء زيارته إلى بيروت، فإن إيران مستعدة لأن تلبي أي طلب يجمع عليه اللبنانيون، ويسهم في المساعدة في حماية الاستقرار والأمن في لبنان ويقطع دابر الفتنة التي يريدها أعداء هذا الوطن». وأكد فياض «أن المطلوب الإقلاع عن أي رهانات. لا رهان على القرار الاتهامي، ولا رهان على الوعود الأمريكية ولا أية رهانات أخرى، هناك رهان واحد هو التضامن بين اللبنانيين».