يقال بأن الحب كالحجارة تسقط من السماء لتنفطر إلى شقين على سطح الأرض، وحده المحظوظ من يجد شقه الآخر، وأنا كغيري من الناس سقطت مع شقي الآخر من السماء لأنفطر على الأرض وأبحث عنه ويبحث عني؛ علني ألقاه باسم (الحب).. وردني إيميل من أحد الإخوة يقول «شبابنا صايع، ما دام تربى على حب عدنان ولينا والأميرة النائمة وقبله الأمير وعيش الفتاة فله مع شباب الأقزام السبعة تحليل منطقي لضياع شبابنا» هكذا أشهر سيفه أخي المرسل في وجه الحب كما أشهره الزير سالم في وجه ابن النعمان بن الحارث، حبيب اليمامة بنت كليب لتجن بالحب، فما الحب إلا الجنون .. وليست اليمامة وحدها من جنت بالحب فقيس سمي (مجنون ليلى) وبدر جن بوفاة هند، وقبل أن تشهروا سيوفكم نحوي لتقتلوا الحب اعلموا بأن الحب جحيم يطاق والحياة من دون حب نعيم لا يطاق.. قبل أيام عدة التقيت إحدى صديقاتي، وفي غمرة حديثنا سألتها هل أحببتِ؟ تبسمت وأجابتني: ومن منا لم يحب، فالمرأة بلا محبة امرأة ميتة، وأنا أقول الرجل كذلك. فأسمى ما يمر به الإنسان هو الحب لذلك يقول وليم شكسبير «تحدث بهمس حين تتحدث عن الحب، فقاتلوه كثر إما لحقد أو حسد». منذ صغري ربط مفهوم الحب لدينا بأنه خطأ، وأنه يدفع إلى الفساد والرذيلة، وحين كبرت تعلمت بأنه كلما زاد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب، وأنه حين تمتدح شيئا لا يصغي إليك أحد، وحين تذمه تجد الجميع يصغون. أنا لا أدعو إلى الرذيلة ولكن أدعو إلى السمو بالحب وجعله يعيش بيننا بعيدا عن كل الظنون السيئة، فحين كنت ألقي إحدى قصائدي في أصبوحة شعرية في الجامعة، واحدة فقط من بين الجميع أمسكت بي وقالت: الحب أسطورة فلا تعيشيها أبدا.. أشفقت عليها الآن لأنها حرمت من روح الحياة، فالأسطورة التي تحكي عنها هي التي أوقدت الأمل في عيني، وهي التي منحتني الحياة، وهي التي كادت أن تشل قدمي حين قرأت اسم الغالي إلى رحمة الله.. همسة: علمتني الحياة أنه يصعب أن نكره من أحببناه كثيرا، وأن اليوم سيمر علي، وأن الساعات التي تنقضي لا تعود، لذلك أخبر من تحب بحبك، فأصعب لحظات حياتك أن تفقد من تحب.. فالحب هو الشيء الوحيد الذي يجعلنا قادرين على الحياة من دون طعام أو شراب..