رغم كثرة الفضائيات والقنوات الإعلامية إلا أن جدتي لها عشقها الخاص مع قناة السعودية الأولى سريرها بجانب التلفاز إذا قام أحد بتغيير القناة تراها غاضبة غير راضية ناهرة له تحب المسلسلات القديمة وتؤمن إيمانا قطعيا بمصداقية أخبار هذه القناة .. تراها رافعة يديها بالدعاء في كل ظهور لخادم الحرمين على هذه القناة إنها تدعو له أكثر مما تدعو لأولادها وأحفادها. أدركت حينها أن هذا الحب لم يأت من فراغ فكيف ومن أين أتى، بت أتساءل وأنا من ادعى الثقافة هل لأنه أعطاها ضمانا اجتماعيا يغطي متطلباتها ويحفظها من ذل السؤال أم لأنه يسر لها بعد الله علاجها المجاني في المستشفيات ولكني اضطررت لأن أسألها لماذا يا جدتي الحبيبة تدعين لمليك هذا الوطن أكثر من دعائك لأولادك وأحفادك فأجابتني قائلة: «إن هذا الملك أحب شعبا بأكمله وأخلص لهم وسهر لراحتهم أفلا يستحق مني أن أحبه أكثر من أولادي وأحفادي وأدعو له صباحا مساء».. لقد علمتني جدتي درسا في الوطنية، لقد علمتني أن كل بلاد الأرض ليس بها قائد أحب شعبه بصدق فبادله شعبه الحب والوفاء إلا هذه البلاد حماها الله من كل سوء. أما شبابنا أصحاب الطموح ومحبو العلم ودعاة الشريعة ومثقفو عصر العولمة فمؤازرتك لهم وإحساسك بمعاناتهم وإيجادك الحلول الجذرية لمشكلاتهم في الحصول على حصتهم من التعليم الجامعي وحل مشكلة البطالة باستحداث وظائف لهم تتناسب مع طموحاتهم ومؤهلاتهم والكثير الكثير غيرها زادهم حبا وإخلاصا وتضحية من أجل وطن أنت هبة الله فيه.. وما آباؤنا وأمهاتنا عنهم ببعيد فمنهم تعلمنا وورثنا حب هذا الوطن وإخلاصنا لحكامنا في السلم والحرب وفي الرخاء والشدة فما أجمل ما علمونا وما أجمل ما ورثونا من الحب والوفاء. جبريل جعفر جازان