يصنف مشروع تلفريك أثرب السياحي في متنزه القمع السياحي في منطقة الباحة، ثالث أكبر تلفريك في العالم، وتمر عرباته بمنحدرات شاهقة ومناظر طبيعية خلابة ويقطع قرابة 20 دقيقة من أعلى قمم جبال السروات حتى سهول تهامة، بمسافة تصل إلى 1300م، ورغم ضخامة المشروع إلا أن هناك من يضعه على رأس قائمة أكثر المشاريع فشلا في العالم أيضا. ويؤكد أهالي المنطقة أن مشروع التلفريك الضخم لا تعمل عرباته إلا في الصيف وبحركة قليلة جدا. وهناك من يصف إدارة هذا المشروع التي تقوم عليها شركة الباحة للاستثمار والتنمية بالإدارة الميتة، فلا يوجد أي مرافق تابعة للمشروع وليس هناك مطاعم أو جلسات ومسابح وألعاب أطفال واستراحات، رغم وجود مواقعها وتجهيزاتها. يقول الأهالي إن الاستراحات المجاورة للتلفريك كراسيها مهشمة وتكثر فيها الأحجار والحشائش والشوك، والمظلات ممزقة والجدران متصدعة وألعاب الأطفال يكسوها الصدأ وأعمدتها الحديدية متآكلة في منظر مخجل، أما مخلفات القرود فتملأ المكان، ومواقع المطاعم خالية ويكسوها الغبار، ولا يوجد في المنتزة أية خدمة سوى بوفيه صغير واحد في الأعلى وآخر في أسفل المشروع، وتبيع الماء والعصير والبطاطا المقلية فقط. ويؤكد عبد الله الحمراني أحد سكان المنطقة أن وضع تلفريك منتزه القمع السياحي محزن، «المشروع الذي من المفترض أن يكون رافدا من روافد السياحة في المنطقة أصبح وبالا عليها»، فيما يرى علي عبد الله ظهران أن الوضع الحالي لهذا المشروع أقل ما يقال عنه أنه مخزٍٍ، «الأهالي يخجلون من وجود مشروع مثل هذا في منطقتهم، بدلا من فخرهم به، فكل من يشاهد واقع هذا المكان يشعر بالأسى عليه وعلى الحركة السياحية ككل في المنطقة». ويطالب الأهالي بإعادة تأهيل المشروع أو إغلاقه نهائيا، ويطالبون أمير منطقة الباحة بالتدخل شخصيا في هذا الموضوع ليضع حلا مع المعنيين بتشغيل التلفريك ومرافقه، محملين شركة الباحة للاستثمار والتنميه مسؤولية ذلك. ويتفق محافظ بلجرشي الدكتور محمد جمعان الغامدي مع ما ذهب إليه الأهالي بأن وضع تلفريك الباحة لا يرضي أحدا، ويؤكد أنه سبق أن نوقش هذا الأمر من قبل المسؤولين في المنطقة، ويجب على الجهة المشغلة وهي شركة الباحة للاستثمار اتخاذ اللازم لتشغيل المشروع بالشكل اللائق ويما يتوافق مع إمكانيات المنطقة السياحية.