أيام العيد نكتشف ضيق جدة.. ولأن رجال الأمانة يتغيرون، ومع كل تغير نؤمل ونزرع آمالا جديدة في مخططات وأضابير القادمين إليها، تجد المواطنين يهلون على مكتب أي أمين قادم على أمل أن تحل مشاكلهم الخاصة بسبب أنظمة الأمانة التي تخنقهم، فلا يجدون بابا يطرقونه إلا البحث عن أبواب التلاعب التي تركت مفتوحة في كل زمان ومكان.. أما أحلام جدة الكبيرة فهي أحلام ملوثة ومصابة بفيروس (البحث عن حل)، ولذلك يهذي بها الجميع ويعيدونها على مسامع كل أمين.. ولا مانع من التذكير في كل حين، نقول (والله الهادي إلى سواء السبيل): بالرغم من صدور القرارات الملزمة بعدم قيام المنشآت على ساحل بحر جدة إلا أن البحر ما زال بعيدا عن متناول الناس، أولئك الذين لا يمتلكون رسوم دخول المنتجعات والشاليهات، وإنما يمتلكون فرشة ودلة قهوة وفصفصا محمصا، ومطالعة البحر بمد أعناقهم من خلال الفجوات الفائضة، والتي يخطط لها الآن أن تحتضن ما تبقى من البحر. ومع جريان مدينة جدة إلى الشمال، تجد أن الشرهين يسابقون المدينة بالاستيلاء على شواطىء المدينة من الآن، ولا أعرف ما الدور الذي تقوم به الأمانة لمنع مثل هذا الاستيلاء، ولأني لا أعرف الضغوط التي تمارس على الأمانة، إلا أني أعرف أن الأمانة وفي سنوات ماضيات أقامت مشاريع استثمارية بإيجار مواقع على شاطىء البحر مباشرة تصب أموالها في خزينة الأمانة، من غير أن تقدم الأمانة بدائل لمن حرمتهم من البحر بسبب استثماراتها الطويلة، ولو افترضنا أن المستثمرين على شاطئ جدة تم استئجار مواقعهم لثلاثين عاما فمن المفترض انتهاء مدة الاستثمار، ولكي يكون لدى الأمانة وفاء لصبرنا عن احتجاب البحر عنا، فإنه من الضروري أن تزال تلك المنشآت، ويعود البحر لأهل البلد كي يكون هناك معنى لمدينة ساحلية لا يعرف أهلها البحر، ولا يتمتعون بما تتمتع به المدن الساحلية من صيد وسباحة وتنزه على الشاطىء. ولو أن الامانة لديها قياس لمشاعر الناس حول حرمانهم من البحر، لربما تحولت عن مشاريعها الاستثمارية على البحر كأقل تقدير لهذه المشاعر. ثم لا أعرف كيف يتم تحويل مساحة كبيرة من شاطىء البحر لكي تصبح مواقف للسيارات، فهل علي كمتنزه أن أدخل بأسرتي إلى داخل المواقف ونستمتع بالبحر من داخل السيارة!! ولو تركنا الأمانة في حال سبيلها وخاطبنا جهات أخرى باسم المواطنين المحرومين من البحر، وقبل مخاطبتهم سنذكر أن جدة كانت مدينة صغيرة استوجب التخطيط الخاطىء أن تتواجد منشآت حكومية على ساحل البحر، مثل: التحلية والمعهد البحري ومستشفى القوات المسلحة، ولأن جدة الآن تمتد إلى ذهبان وستقفز الى أن تصل إلى ثول، فلماذا لا يتم نقل هذه المنشآت إلى المناطق الجديدة والبعيدة عن التزاحم وإعطاء جدة صفة المدينة الساحلية، وأعتقد أن نقل هذه المنشآت إلى الحدود الجديدة لمدينة جدة ستكون لها فوائد عديدة، ولأننا اكتسبا خبرة اختطاف البحر نتمنى على أمانة جدة أن تمنع (وفق القرارات التي صدرت) قيام أي مشاريع قادمة في مواجهة البحر مباشرة، فنحن أهل جدة نأمل أن نرى البحر حتى ولو كان في مدينة ثول أو رابغ، المهم اتركوا البحر وشأنه، وإن كانت ثمة مشاريع حيوية، فلماذا لا تقام على الجهة المقابلة للشاطىء، فدوليا ممنوع منعا باتا البناء على البحر مباشرة. هي أمنية نسوقها للأمانة، متمنين أن لا تخذلنا كالعادة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة