غيب الموت أمس الأول في عمان المؤرخ العربي الكبير الدكتور عبد العزيز الدوري الذي يعد من أعلام التاريخ الإسلامي وصاحب مدرسة تتميز بالدقة والعمق وسعة الموضوع، فيما تتركز دراساته «العوامل الاقتصادية» في فهم حركة التاريخ والمجتمع . والراحل الدوري من مواليد بغداد في 1908 وحاصل على البكالوريوس من بريطانيا سنة 1940 والدكتوراة سنة 1942، وعند عودته إلى بغداد عين مدرسا للتاريخ الإسلامي في دار المعلمين العالية «كلية التربية حاليا» في بغداد. وللدوري مؤلفات عديدة منها «العصر العباسي الأول»، «دراسات في العصور العباسية المتأخرة»، «مقدمة في تاريخ صدر الإسلام»، «تاريخ العراق الاقتصادي في القرن الرابع الهجري»، «النظم الإسلامية»، «دراسات في علم التاريخ عند العرب»، «الجذور التاريخية للقومية العربية»، «التكوين التاريخي للأمة العربية»، «الجذور التاريخية للشعوبية»، و«تفسير التاريخ» مع آخرين. وكان الدوري يؤكد في كل كتاباته بأن تاريخ الأمة العربية متصل ومترابط، أما حاضر الأمة فهو نتاج سيرها التاريخي وبداية طريقها إلى المستقبل، ولذا فلا انقطاع في التاريخ ولا ظاهرة تبدو فيه دون جذور وتمهيد، كما أن الاتصال بتاريخ الأمة لا يعني أن التاريخ حركة رتيبة، أو أن الأمة سارت بالخطوات نفسها خلال تاريخها، بل إن فيها فترات تزخر بالحيوية والتوثب وأخرى تتصف بالحركة التدريجية والتطور الهادئ، مبينا أن لكل أمة فتراتها الثورية، وهي في الواقع انطلاق صاخب لقوى تجمعت خلال فترات من التطور السريع الواسع.