شتان ما بين حال عبد العزيز الفريدي ووائل عبد العزيز اللذين أدى كل منهما فريضة الحج هذا العام، إذ حج كل واحد منفردا في حملة حج، ولم يتخيلا أن يتخلل هذه الرحلة العديد من المواقف المتناقضة، فعبد العزيز ينعم بخدمات راقية قدمتها له الحملة التي انخرط فيها، يصفها بخدمة الخمس نجوم، لا يمكن أن يجدها إلا في الأحلام. يقول عبدالعزيز الفريدي وهو من حجاج الداخل أتى من منطقة القصيم «لم أصدق نفسي في أن أجد حملة بهذا الشكل، وبسعر رمزي لا يتعدى الثلاثة آلاف ريال، وطرأت أمامي العديد من علامات الاستفهام حول ما حدث معي منذ أول الرحلة وحتى الآن، التي لم أستطع الإجابة عليها سوى أنني تبسمت لما حدث، فكل شيء ميسر فالطعام طازج والأسرة وثيرة والحافلات حديثة الطراز والمخيم يحتوي على كل وسائل الراحة لا من حيث الخدمات ولا من حيث وسائل الاتصال الحديثة كالإنترنت وغيره». ويعبر الفريدي عن سعادته الغامرة بالحج صحبة أقرانه الذين أتوا معه من القصيم بندر العنزي وناصر الفريدي «أتمنى أن يحالفني الحظ في كل مرة أنوي فيها الحج، وأحظى بنوعية من الخدمة الممتازة». وعلى النقيض من عبد العزيز الفريدي، يتحسر حاج آخر من منطقة القصيم وهو وائل عبدالعزيز الذي بح صوته بنداءات للجهات المسؤولة عن حملات حج الداخل، معتبرا إياها تتلاعب في الخدمات المقدمة، التي هي بعيدة عن السعر المدفوع للحملة، حيث يحدثنا عن قصته بنبرة حزينة: «منذ يومين من قدومي للحج لم يدخل معدتي شيء، بسبب التجاهل الذي وجدناه من أصحاب هذه الحملة الذين أوصدوا أبوابهم أمامنا». يكمل بذات النبرة «أتمنى أن تعمد الجهات المعنية إلى مراقبة تلك الحملات التي تتلاعب بنا كالدمى الجامدة».