قال مدير المركز الإقليمي للأرصاد وحماية البيئة في منطقة مكةالمكرمة والمشرف على أداء الأرصاد في الحج الدكتور عبدالله الجزاع أن المشاعر المقدسة تعيش حالة من عدم الاستقرار، وذلك لأن المنطقة التي تقع فيها منطقة مكةالمكرمة منطقة شبه مدارية ولا يمكن التنبؤ بها إلا في ست ساعات فقط، وبحسب قراءاتنا فإن يومي الثاني عشر والثالث عشر قد تشهد سقوط الأمطار ولكنها غير مؤكدة حتى الساعة. وأكد أن الرئاسة العامة للأرصاد تواصل رصد المتغيرات الطقسية بحسب الأنظمة المعترف بها عالمياً، ويكون ذلك على رأس كل ساعة، وباستخدام أجهزة رصد إلكترونية، منها ما يدار عبر حركة كهربائية وأخرى ميكانيكية وأجهزة قياس لدرجة الرطوبة والحرارة وسرعة الهواء في أفضل منطقة نموذجية يمكن الأخذ بها في عملية الرصد، رغم صعوبة توفير هذه البيئة في المشاعر المقدسة لما تحتاجه إلى نطاق واسع يتيح أخذ العينات الدقيقة والصحيحة. وأضاف: «بعد أخذ درجات القياس، تقرأ عن طريق برنامج إلكتروني وتتحول من خلاله إلى شفرتين عالميتين، الأولى تبعث إلى منظمة الأرصاد العالمية، والأخرى إلى منظمة الطيران العالمية، كون منطقة الشرق الأوسط تعتمد على ما يصدره المركز الإقليمي في المملكة في جدة، وخصصت لهذا البرنامج موقعين إلكترونيين، الأول عام والثاني للمختصين يعطي الإحصاءات الدقيقة للحالة الحالية والمتوقعة طقسية أو بيئية». وفيما يتعلق بمتابعة حالة الطقس في المشاعر المقدسة والتعامل مع متغيراتها، قال الجزاع إن الرئاسة خصصت نافذات إلكترونية تتعلق بحالات الطقس في المشاعر، ويتم التعامل على ضوئها مع الجهات ذات العلاقة، كالدفاع المدني عبر برمجة معينة تعتمد في بدايتها على بث التنبيه باللون الأصفر، ومن ثم التحذير الذي غالباً يأخذ الإشارة الحمراء، وبعد ذلك يعمم على كافة الجهات المرتبطة بالأرصاد، وتتحمل الخطوط الساخنة في مركز القيادة والسيطرة بالأمن مهمة التبليغ للجهات بشكل مستمر أو إلغاء حالة الاستنفار بحسب خطة الطوارئ المعتمدة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا. ومن جانبه نفى مدير الإعلام التنموي في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أن تكون أجهزة الرصد في الرئاسة عتيقة، وأكد أنها على أعلى مستوى من الإمكانيات ومعتمدة عالمياً كما أن الكوادر العاملة على دراية وخبرة تؤهلهم القيام بمهمات الرصد على أكمل وجه، ويتم تقديم معلومات آنية عن كل حالة مرصودة وتبلغ بها الجهات المعنية بشفافية واضحة، ونحن على استعداد لتحمل كامل المسؤولية الملقاة على عاتقنا أمام الدولة وأمام الجهات المعنية بتقديم معلومة صحيحة ودقيقة وفي وقتها المناسب. وزاد: «لولا قدرتنا لما اعتمدت المنظمة العالمية للأرصاد أن تكون المملكة نقطة اتصال وتبادل معلومات لدول غرب آسيا، وتقوم المملكة بتبادل ما يقارب 135 مليون رسالة للمعلومات بين هذه الدول». وبين القحطاني أن المملكة ستشهد هذا العام انخفاضا في نسبة التلوث التي كانت تعاني منه مكةالمكرمة وخصوصا في موسم الحج، كونها الأعلى تلوثا بسبب الكثافة البشرية في الحج، وذلك بعد أن تقرر استبعاد ثلاثة آلاف حافلة عقب تشغيل مشروع قطار المشاعر الذي نعتبره صديق البيئة وهدية الحجيج بيئياً فضلا عن الخدمة النقلية التي يوفرها هذا المشروع، كما أنه أنقذ مكةالمكرمة من خطر كانت تعانية كل عام، خصوصا أن أبرز ما تسجله المختبرات المتنقلة لرصد نسبة التلوث الجوي هو ارتفاع نسبة عوادم السيارات ثاني أكسيد الكربون وغيرها من الغازات. وأكد أنه لا توجد أي سرية في المعلومات المرصودة من قبل الرئاسة، وعليه جرى توجيه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر الرئيس العام لرئاسة الأرصاد وحماية البيئة بفتح قناة التواصل السرية بين الأرصاد ومركز القيادة والسيطرة في منى أمام الجمهور ليبرهن أنه ليس لدينا ما نخفيه، كما أننا لا نعتمد على منطقة رصد وحيدة بل تتم العملية عبر أربع مراصد في مكةالمكرمة، في عرفات ومنى ومنطقة الحرم ومركز أم الجود، وجميعها ذات إمكانيات هائلة ترصد الحركات الطقسية والبيئية بشكل دقيق.