شهدت أسواق المواشي في مختلف مناطق المملكة أمس ارتفاعات كبيرة للأغنام، تخطت بكثير الأسعار المدرجة على مؤشر الأضاحي الذي تصدره وزارة التجارة يوميا على موقعها الإلكتروني، الأمر الذي دفع الكثير من المواطنين للاتجاه إلى شراء الكوبونات الخيرية، وإلى عروض رابطة العالم الإسلامي التي قدمتها عبر هيئة الإغاثة بذبح الأضاحي عنهم خارج المملكة مقابل رسم مالي يتراوح بين 350 و650 ريالا. وقال ل «عكاظ» عبد الله الغامدي (مسؤول إداري في إحدى الجمعيات الخيرية في جدة) إن موجة الارتفاعات التى شهدتها أسعار الاغنام لتصل الى أرقام خيالية ومبالغ فيها، أسهمت كثيرا في دفع المواطنين إلى شراء الكوبونات التى توزع في الجمعيات الخيرية أو عن طريق الندوة العالمية للشباب الإسلامي. وأضاف أن أسعار الأضاحي التي تقدمها المؤسسات الخيرية مناسبة للجميع، مشيرا إلى أنها ملتزمة بتوزيعها في الدول الإسلامية الفقيرة، وتتراوح أسعارها بين 350 و650 ريالا. فيما أشار مسؤول في الندوة العالمية للشباب الإسلامي إلى أن كوبونات المؤسسة شهدت إقبالا كبيرا من المواطنين والمقيمين، نظرا للارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار الأضاحي. وهذا ما دفع المواطنين إلى إطلاق دعوات للجهات المختصة بتشديد الرقابة على أسواق المواشي والباعة للحؤول دون استغلال شعيرة الحج. وقال المواطن محمد العمري إنه في الوقت الذي تواصل أسعار الأضاحي في مختلف مناطق المملكة ارتفاعها لتبلغ مستويات قياسية تتجاوز 1500 ريال، اتجه الكثير من المواطنين إلى شراء كوبونات الأضاحي من الجمعيات الخيرية التي تبيعها بأسعار في متناول الجميع. وفي الرياض، قفز مؤشر أسعار بيع الأضاحي أمس إلى رقم قياسي غير مسبوق بلغ 2100 ريال لأضحية النجدي في ظل غياب الجهات الرقابية، فيما استقرت أسعار النعيمي عند 1200 ريال، وسجل النجدي رقما قياسيا بسبب ادعاء الباعة بأنهم استوردوه من البراري الطبيعيه وبأنه غير مغذى على الشعير الكيماوي. وجالت «عكاظ» أمس في أسواق الأضاحي في العزيزية جنوبالرياض، ورصدت امتلاء ساحات السوق بالأغنام القادمة من مختلف مناطق المملكة، فيما كان الإقبال متوسطا بين المواطنين الذين سرعان ما انسحبوا فور اكتشافهم حقيقة الأسعار. وأوضح صالح المهنا أنه حريص على شراء الأضحية وذبحها اتباعا للسنة النبوية بعدما خصص لها ميزانية من راتبه قدرها 1000 ريال، لكنه رغم ذلك عاد أدراجه ولم يستطع الشراء لارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه على حد تعبيره. وأشار محمد العنزي إلى أن الخيار الوحيد أمام غلاء الأسعار هو التوجه إلى جمعيات البر الخيرية وشراء كوبونات الأضاحي منها، والتي حددت بأسعار تعتبر الأفضل بحد أدنى 350 ريالا، مؤكدا أن هذه الطريقه تضمن على الأقل عدم الرضوخ لمزايدات التجار من جهة، وضمان اتجاه لحوم الأضاحي للفقراء والمحتاجين من جهة ثانية. وفي نجران، أوضح ل «عكاظ» مدير عام فرع وزارة التجارة والصناعة صالح آل عباس أن أسعار المواشي في المنطقة ترصد من خلال الجولات الرقابية على الأسواق التي تنفذها فرق من فرع الوزارة في المنطقة، وتعرضها في مؤشر أسعار الأضاحي على موقع الوزارة في الشبكة العنكبوتية ليتعرف عليها المواطن والمقيم. وحول ما إذا كانت أسعار المواشي محددة بأسعار معينة من قبل فرع الوزارة، قال إن تحديد أسعار المواشي متروك لأصحابها حسب طلب المستهلك. ورصدت «عكاظ»، في جولة على أسوق الأغنام في منطقة نجران، ارتفاع الطلب على المواشي بعد دخول موسم الحج الذي أشعل أسعارها إلى1600 ريال للرأس الواحد، مقابل 1000 ريال في الأيام العادية، ما يعني مخالفتها لمؤشر الأسعار على موقع الوزارة، والذي تتراوح أسعاره بين ال 800 ريال للرأس إلى 1200 ريال فقط. وأشار معظم البائعين إلى أن موسم الحج يعد فرصة ثمينة لبيع المواشي بهذه الأسعار، بعكس الأيام العادية، حيث تعود الأسعار إلى الانخفاض تدريجيا نظرا لضعف الطلب. وفي الباحة، وصل سعر الأضحية الواحدة إلى 1400ريال في مجلبة الأغنام وأماكن البيع العشوائية أمام جوامع ومساجد الباحة. وقد أوضح المواطن ناجي عازب الغامدي أنه اشترى أضحيته بمبلغ 1150 ريالا من سوق الأغنام في بريدة يوم الجمعة، مستغربا ارتفاع الأسعار وعدم وجود ضوابط أو تسعيرة من قبل الجهات ذات الاختصاص. من جانبه، قال علي أحمد الغامدي إنه اشترى أضحية (بلدي) من أحد أصدقائه بمبلغ 1200 ريال، علما أن سعرها في الأيام العادية لا يتجاوز 700 ريال. وطالب المواطن عبد الله سعيد الزهراني بالرقابة، خصوصا على الباعة الذين يبيعون المواشي أمام الجوامع والمساجد.