يصعب لي الحديث وأنا أتذكر رجل بقامة وهامة الدكتور محمد عبده يماني، ذلك الإنسان القوي بعلمه والحكيم في عقله والمفكر في رسالته والمتدبر في تصرفه، صفات تطول ولا نفيه حقه. رحل الإنسان جسدا وبقيت أعماله شاهدة عليه، رحل الإنسان الذي لم يتردد في حياته عن فعل الخير والوقوف إلى جانب الفقير والمحتاج. أفنى حياته في خدمة العلم، أستاذا جامعيا ساهم في مراحل البناء وتخريج الأجيال، ومديرا لجامعة المؤسس في جدة، ومبدعا عندما اختار اسما لجامعة أم القرى الذي أصبح يميزها وسيبقى شامخا وخالدا فيها مدى الحياة، وأسهم عندما كان وزيرا للإعلام في وضع منهجية واضحة المعالم، انطلقت منه الوزارة إلى آفاق جديدة في مد الجسور بين المواطن والمسؤول، لم يغفل الثقافة والرياضة وكرس وقته وجهده لدعمهما في مراحل متعددة من حياته، وله بصماته الواضحة في مساندة ومؤازرة صحيفة الندوة النابع من حبه وعشقه لمكة المكرمة. رحل أبا ياسر وسيذكره الوطن، الذي بذل في شبابه ومشيبه كل ألوان العطاء، بكى من أجله الصغير والكبير، المريض والمتعافي لأنه إنسان تكسوه البساطة وترتسم على وجه الابتسامة. رحل صاحب المبادرات الحيوية في الجمعيات الخيرية والوقفات الإنسانية والحركة الدؤوبة في المحافل والمجالس التي لازمها إلى آخر لحظة في حياته. رحيل أبا ياسر خسارة فادحة على أهله ومحبيه وكل من عرفه، رحل وترك خلفه سجلا حافلا بالإنجازات الإنسانية وأفعال الخير، ترك بصمة من ورائه يذكرها القاصي والداني، ويأبى القلم أن يتوقف عن ذكر مسيرة هذا الرجل المعطاء إلا أن السيرة العطرة تطول ونكتفي بمقولة «خير الكلام ما قل ودل». رحل محمد يحمل حب كل من عرفه أو سمع عنه، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون. د.محمد بن عبود العمودي