تباينت آراء عدد من منسوبي التربية والتعليم حول واقع حصص النشاط الطلابي المنفذة في المدارس. فقد اعترف بعض المعلمين بأن تنفيذ حصة النشاط في المدارس مجرد روتين يتحتم على إدارة المدرسة تنفيذه بأي شكل من الأشكال. واتفق أصحاب هذا الرأي في لقاءات أجرتها معهم "الوطن" على أن الأنشطة الطلابية تمارس وتنفذ بشكل عقيم ومكرر من خلال تجميع الطلاب في مكان معين وتزويدهم بأقلام ومساطر وأوراق وما شابه ذلك لملء فراغ الحصة لا سيما وأنها حصة أساسية ضمن الجدول الدراسي، مما أدى إلى تنمية مهارات معينة ومحدودة لدى الطلاب حتى وصل الطالب إلى قناعة بعدم جدوى حصة النشاط، وفقدت هذه الحصة كثيرا من أهدافها. وعلى العكس من ذلك، أكد آخرون ضرورة تغيير استراتيجية خطة النشاط الطلابي داخل أروقة مدارس التعليم العام بمراحلها الثلاث فيما وصف فريق ثالث حصة النشاط بالدخيلة على الجدول الدراسي بعد تحول تنفيذها إلى غاية في حد ذاتها بدلا أن تكون وسيلة فعالة لتحقيق الأهداف التربوية، وهذا نجم عنه حلقة مفقودة بين واقع النشاط واكتشاف المواهب الطلابية. معيض الوادعي "حاصل على دورة متقدمة في النشاط الطلابي" أكد أن أهداف النشاط الطلابي تتمحور حول بناء الشخصية المتكاملة للطالب وتعميق قيم الدين الإسلامي الحنيف وترجمتها إلى أفعال ومواقف وسلوك, إضافة لتنمية قدرة الطلاب على التفاعل مع مجتمعه واكتشاف القدرات والمهارات والمواهب وصقلها وتنميتها واستثمار أوقات الفراغ فيما يجدد معلومات الطلاب وينمي خبراتهم وينوعها ويؤدي إلى إثرائهم ثقافياً وينشط قدراتهم العقلية. وذكر الوادعي أن معوقات تنفيذ حصة النشاط متعددة منها ما يتعلق بالمدرسة وأخرى بالمعلمين فبعض مديري المدرس لا يعون أهمية النشاط وأنه جزء من العملية التعليمية مما أثر على عدم متابعتهم للبرامج ومشرفي المجالات وتغليبهم الأعمال الإدارية على الأعمال الفنية، مسببا ذلك إعاقة تنفيذ حصص النشاط على الوجه المطلوب. وأضاف الوادعي أن عدم توفر مقرات مخصصة للنشاط في المدارس تتسبب في غياب ورش العمل المجهزة التي تساهم في إنجاح النشاط. من جهته، برر الطالب أحمد محمد القحطاني "الثاني الثانوي" عدم تقبلهم لحصص النشاط كونها مملة وغير جاذبة لعدم تحقيق المسؤولين عنها لرغبتهم الأولى مما أدى إلى محاولتهم التنقل من مجال لآخر للتجربة، إضافة إلى الملل من حصتي النشاط (90 دقيقة) لزيادة عدد الطلاب وعدم تنفيذ البرامج بصورة صحيحة, وتنفيذها كيفما اتفق من قبل معلمين غير متحمسين لتنفيذها، في ظل نقص الإمكانات من مقرات وتجهيزات واكتمال انصبتهم من الحصص, بالإضافة لعدم ملاءمة موعد حصتي النشاط (الرابعة والخامسة) خاصة في المجال الرياضي. وفي ذات السياق، أكد صادق الحارثي "معلم مرحلة ثانوية" أن الجانب النظري طغى على الجانب التطبيقي في تنفيذ حصة النشاط وأسباب ذلك هو الاهتمام بالتدوين فقط في السجلات الخاصة بمجالات الأنشطة المختلفة فقط دون الاهتمام بالمهارات التي يكتسبها الطلاب، بالإضافة لافتقاد خطط حصة النشاط للواقعية والمرونة بمعنى عدم إتاحة الفرصة لجميع الطلاب في المشاركة، وقال الحارثي: إن سوء المتابعة من قبل المسؤولين لهذه الحصة أدى إلى تكاسل الجميع في تنفيذها، مطالباً بضرورة تفريغ معلمين أكفاء لإدارة حصص النشاط، لاسيما في المرحلة الثانوية مع ضرورة توفير التجهيزات الضرورية من مقرات وتجهيزات ومعدات وتعديل وقت تلك الحصص بحيث يخصص لها نهاية كل شهر أربع حصص متتالية لتحقيق أهدافها بشكل عملي وواقعي بعيدا عن نظام حشو السجلات بعبارات وجمل غير واقعية. وطالب الحارثي وزارة التربية والتعليم بإلغاء هذه الحصة إن بقيت على وضعها الحالي كونها أصبحت عبئا على الجدول الدراسي.