يلتقي على ملعب سانتياغو بيرنابيو اليوم عملاقا العاصمة الإسبانية ريال مدريد وأتليتكو مدريد في المرحلة العاشرة من الدوري الإسباني، في مباراة تحمل في حد ذاتها بطولة خاصة للطرفين الكبيرين على زعامة مدريد الكروية. ويعد دربي مدريد أكبر المنافسات المحلية في إسبانيا، وأحد أكبر وأشهر الدربيات في أوروبا؛ نظرا للخلفية التاريخية التي تخيم عليه والتي تجعل منه صراعا سياسيا بين السلطة ممثلة في النادي الملكي، والمعارضة الشعبية ممثلة في ال«أتيليتي». ويمني ريال مدريد النفس باستغلال عاملي الأرض والجمهور ومعنوياته العالية بعد حجزه بطاقته إلى الدور الثاني من مسابقة دوري أبطال أوروبا على حساب ميلان الإيطالي 22 الأربعاء الماضي. ويحقق ريال مدريد عروضا رائعة في الموسم الحالي خولته صدارة الدوري وهو يأمل في تحقيق فوزه الخامس على التوالي للاحتفاظ بها في ظل المنافسة القوية التي يواجهها من غريمه التقليدي برشلونة حامل اللقب الذي تنتظره مباراة سهلة نسبيا أمام مضيفه خيتافي. ويعول مدرب ريال مدريد مورينهو على تشكيلته الأساسية التي يعتمد عليها والتي يقودها هداف الدوري حتى الآن مواطنه كريستيانو رونالدو صاحب 11 هدفا، والأرجنتيني غونزالو هيغواين ومواطنه انخل دي ماريا والألماني مسعود اوجيل. ولن يكون اتلتيكو مدريد خصما سهلا خصوصا أنه يقدم عروضا رائعة أمام الكبار وخصوصا غريمه ريال مدريد، وهو يسعى إلى استعادة نغمة الانتصارات التي غابت عنه في المرحلتين الأخيرتين. ويغيب عن صفوف اتلتيكو مدريد مدافعه الدولي الأوروغوياني دييغو غودين لخضوعه لعملية جراحية لإزالة الزائدة الدودية. وشهدت المواجهات السابقة للفريقين نتائج كبيرة كان بطلها اتلتيكو مدريد، فيما لايزال الفريق الملكي يتربص لرد السادسية الشهيرة في موسم 1950، وكانت أكبر سبع نتائج في تاريخ المواجهات على النحو التالي: فوز أول في موسم 1947/1948 صعق أتليتكو مدريد ضيفه ريال مدريد بخماسية نظيفة، عندما خط لاعبو ال «أتيليتي» أول هزيمة كبرى في مباريات دربي العاصمة الإسبانية، لكن هذه النتيجة لم تشفع لهم في نهاية الموسم، إذ حقق الفريق المركز الثالث في المسابقة خلف برشلونة وفالنسيا صاحبي المركزين الأول والثاني على الترتيب. هدف حفظ ماء الوجه ألحق أتليتكو هزيمة ثقيلة في الدور الثاني من موسم 1949/1950، لكن الريال تمكن وقتها من حفظ ماء وجهه بهدف وحيد مقابل خمسة أهداف في شباكه، وكان هذا الفوز عاملا مساعدا لأتليتكو الذي صعد إلى منصة التتويج كبطل هذا الموسم من الدوري الإسباني للمرة الثالثة في تاريخه. سداسية من ذهب في الدور الأول من موسم 1950/1951، جمع الفريقين دربي مثير وكان ال «أتيليتي» أيضا صاحب الكلمة العليا به بستة أهداف مقابل ثلاثة لمضيفه، وحمل الفريق لقب ال «ليغا» في أحد العصور الذهبية لأتليتكو مدريد، إذ تمكن في مباراة الدور الثاني من سحق ضيفه ريال مدريد برباعية نظيفة. 8 سنوات لرد الاعتبار مرت ثمانية مواسم قبل أن يستطيع الريال الرد بنتيجة ثقيلة وأهداف تمطر شباك أتليتكو مدريد، إذ تمكن من الفوز عليه في سانتياغو بيرنابيو بخماسية نظيفة في الدور الأول من موسم 1959/1958، وحصل الريال وقتها على المركز الثاني في الدوري الإسباني خلف برشلونة، في حين حل أتليتكو مدريد ثالثا. سيطرة ملكية ابتسم دربي مدريد مرة أخرى للفريق الملكي الذي استطاع رد جزء من دينه لجاره اللدود، عندما فاز عليه بخمسة أهداف لهدف في الدور الأول من موسم 1964/1963، وهو الموسم الذي جاء وسط الحقبة الذهبية لبطل إسبانيا وأوروبا حينذاك، الذي تمكن أيضا من الفوز بمباراة الدور الثاني بهدف نظيف. عودة الخماسية بعد عشرين عاما على مواجهة الفريقين، حقق الريال فوزا كاسحا على ضيفه أتليتكو مدريد بخماسية نظيفة في الدور الأول من موسم 1983/1984، وهو موسم لم يسفر الصراع فيه بين الطرفين عن فوز أحدهما بالدوري المحلي، الذي ذهب آنذاك إلى أتليتك بلباو. رباعية نظيفة شهد الدور الثاني من موسم 2002/2003 آخر النتائج الثقيلة في دربي مدريد، عندما كان الريال ضيفا على ال «أتيليتي» على ملعب فيسينتي كالديرون، وتمكن من إحراجه بشدة على ملعبه عقب التغلب عليه بأربعة أهداف دون مقابل، في البطولة التي كانت من نصيب ال ميرينغي».