عندما نتحدث عن أحوال المشاريع الخدمية بكل أنواعها، ونرى بعضها مشاريع من ورق، تذوب وتتلاشى بعد فترة قصيرة من استلامها في حفل خطابي رنان. وعندما نرى أوضاعا مزرية متعددة الأشكال يضمها إطار واحد اسمه الفساد، فإنه لا بد من الرجوع إلى أنواع الإداريين إذا أردنا تفسير الأشياء بشكل منطقي. هناك إداري «لا يهش ولا ينش». قد يكون غير متورط بشكل مباشر في الفساد لكنه إمعة ضعيف الشخصية والقرار، لا يزيد همه عن تسيير المعاملات الروتينية، بينما غيره يعيث في مصالح الناس. وسواء علم ذلك الإداري بما يجري في إدارته أو لم يعلم فإنه غير قادر على تغيير شيء. وهناك إداري «عينه مكسورة»، لا يستطيع أن يقدم للناس مشروعا صالحا أو خدمة جيدة لأنه اختار طريق الشيطان منذ البداية وداس عليه الفاسدون وزبانيتهم بعد أن اشتروا ذمته. مثل هذا الإداري يعرف أن المواصفات المنفذة لأي مشروع سيئة ومخالفة للمواصفات الحقيقية، ويعرف أن التنفيذ سيئ كما ونوعا، لكن ليس أمامه سوى التوقيع على شهادات الإنجاز بأنها في غاية الجودة والإتقان. يفعل ذلك وهو صاغر، فقد قبض ثمنه مقدما. وهناك الإداري الذي يخاف الله ويجهر بالحق ويطالب بتنفيذه ويصر على أن تكون الخدمة المقدمة للناس في أفضل مستوى. غير مسموح لديه بالمخالفات والتهاون والتقصير . قادر على المحاسبة وتطبيق الأنظمة والقوانين. لا يهمه أحد لأنه غير ملوث ولم يستطع أحد أن يشتريه. يملك الخبرة العميقة التي تجعله قادرا على متابعة أدق التفاصيل. مثل هذا الإداري لا تقف أمامه عقبة، ولا يستطيع أحد أن يضغط عليه لأنه ليس لديه سابقة في بيع الضمير. عندما تشاهدون أي مشروع أو تتعاملون مع أي خدمة، فكروا في هذه الأصناف الثلاثة من الإداريين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة