ببداية يوم أمس يبدأ وقت مختلف، ويعود أناس مختلفون عما كانوا عليه، ونرى مدنا مختلفة، باختصار نرى عالما مختلفا.. تفيد المعلومات أن إجازة منتصف العام الدراسي شهدت واحدة من أكبر موجات السفر إلى خارج المملكة، حظيت دبي بالنسبة الأكبر منها، ويقال إن نسبة إشغال الفنادق والوحدات السكنية في دبي بلغت أقصاها ولم يعد في مراكز التسوق والترفيه مكان ليس مشغولا بالسعوديين والسعوديات. لكن رغم ذلك الزحام لم يتغير نظام السير ولم يرتبك أداء المطار ولم يلحظ الناس افتراشا للأرصفة ولا زعيقا ونعيقا عند إشارات المرور، ولم تنقطع المياه أو الكهرباء بسبب زيادة الاستهلاك، ولم ترتطم السيارات ببعضها البعض، ولم «يتمرقع» بعض الشباب في المولات لأذية العائلات، كل ذلك لسبب بسيط جدا هو الأنظمة الصارمة التي لا يستطيع أحد أن يقفز عليها أو يستثنيها، وكل ذلك أيضا لوجود بنية أساسية متطورة وصلبة تستطيع احتواء أي زيادة في خدماتها دون خلل في جودتها.. عادت الأسراب التي هاجرت أسبوعا بوجوه مختلفة، فقد كساها النكد منذ لحظة الهبوط في أحد مطاراتنا، وزاد خلال السير من المطار إلى المنزل بسبب ما يكتنف هذه الرحلة من مشاهد وتعامل وفوضى تتلف الأعصاب.. أما يوم أمس الذي انتهت ببدايته الوناسة وبدأت دورة العمل فإنه يمثل ذروة دراما الحياة لدينا.. منذ الصباح الباكر كانت الشوارع محتقنة بالسيارات شبه المتوقفة ومنبهات الصوت التي تنطلق بجنون من كل سيارة لتجعل الصباح قطعة من الجحيم. وجوه مكفهرة مستعدة لجلب الشيطان من أقرب موقع. تقاطعات المدارس وشوارعها يكاد يكون الاقتراب منها مستحيلا. أما الإدارات الحكومية فالأفضل ألا يقترب منها أي مراجع خلال هذا الأسبوع لأنه سيضر نفسه ويعطل معاملته. موظفون في غاية الاكتئاب وتوتر الأعصاب. ليس لديهم استعداد للحديث مع أحد، يحتاجون إلى ترويض على التعامل الطبيعي مع الناس. إجازة أسبوع واحد خارج البلد تفعل بالناس هكذا؛ لأن العودة تعني عودة التعايش مع الفوضى والخدمات السيئة والتجاوزات والحصار بين الجدران والفرز الاجتماعي وصداع المشاكل التي لم يعد يتحدث فيها شعب غيرنا.. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة