دعا الأمير تركي الفيصل سفير المملكة السابق لدى واشنطن، إلى تطبيق مبادرة السلام العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في قمة بيروت عام 2002 والتي تدعو إلى تنازلات والتزامات عادلة ومتساوية من الجانبين. وأكد في كلمة أمام مركز كارنيجي للسلام الدولي البارحة الأولى أن الرياض ترفض أي حوار مباشر أو غير مباشر مع إسرائيل إلى حين انسحابها من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967. وأشار الفيصل إلى أنه «بالنسبة إلى المملكة، فإن أية خطوات باتجاه أي شكل من التطبيع مع إسرائيل قبل إعادة هذه الأراضي العربية إلى أصحابها الشرعيين، تقوّض القانون الدولي وتتجاهل الأخلاق». وحذر من عودة «فلسفة المحافظين الجدد»، وقال إنه في ظل الرئيس أوباما فإن العديد من الأمريكيين اعتقدوا أن حركة المحافظين الجدد ماتت، إلا أن الانتخابات الأخيرة تعطي دفعاً جديداً لأتباع هذا التيار من «المحرضين على الحرب» لمواصلة «مساعيهم في صنع الحروب». واعتبر أن «الاقتراحات الأمريكية من شأنها أن تطرح طلبات محقة على إسرائيل وهذا بالضبط ما سيحاول المحافظون الجدد يائسين منعه». وانتقد أفكاراً وردت في مقالة نشرت مؤخراً لأحد منظري المحافظين الجدد روبرت ساتلوف يعارض فيها تجميد الاستيطان ويدعو واشنطن إلى عدم الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات للفلسطينيين ويروج لقناعة بأن موقفاً أمريكياً صلباً تجاه إيران لا يستبعد الخيار العسكري، شرط أساسي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وحول الملف النووي الإيراني، أوضح أنه على الرغم من أن «لا أحد ينفي أن إيران تشكل خطراً دولياً كبيراً إلا أن القول بضرورة شن حرب أمريكية على إيران من أجل دفع عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية قدماً، محاولة لقطف التفاح من خلال قطع الشجرة».