ذكر متحدثنا أن شابا سعوديا مبتعثا إلى اليابان اعتاد على سحب مكافأته من أحد البنوك مع مطلع كل شهر، إلا أن أمرا ما جعل عملية السحب متعثرة، فراجع البنك خلال أيام متتالية ولكن دون جدوى، وفي اليوم الأخير راجع مدير البنك وشرح مشكلته، فرحب به وأجلسه وطلب من أحد الموظفين بحث المشكلة،وبعد دقائق عاد الموظف ليقول بأن هذا الشاب اسمه موجود على لائحة الأشخاص الذين يسحبون من البنك كل شهر مبلغا محددا، ولكن لديه مشكلة في الحساب يحتاج حلها التواصل مع الملحقية في طوكيو، فأمر مدير البنك بصرف نفس المبلغ الذي اعتاد الشاب سحبه كل شهر، وطلب من الموظف أن يتابع المشكلة مع الملحقية، وحالما يتم تحويل مكافأته فإن البنك سيسحب المبلغ الذي سلم له، ومما لاشك فيه أن مثل هذا السلوك كان دافعه مراعاة ظروف هذا الشاب، فهو غريب، وهو بحاجة للشعور بالأمن المالي والنفسي، وما فعله مدير البنك هو تحقيق لهذا الأمن، وبدوري أجزم أن هذا الشاب سيشعر ليس بالأمن فقط وإنما بالامتنان لمدير البنك وللموظف وللبلد الذي يدرس فيه، كما أن هذا البنك حقق انتماء هذا الشاب له، ولو خير مستقبلا بين بنوك عدة وبين هذا البنك لاختاره بدون تردد ... تبسمت وأنا أسمع القصة، فسألني أحد الحضور عن سبب ابتسامتي المفعمة بالحسرة، قلت لقد تذكرت ما حدث لي ولزوجتي مع أحد البنوك، فحين انتقل عملها إلى جدة، تقدمت بأربعة طلبات للبنك في فترات متباعدة لتغيير العنوان ومع ذلك استمرت المراسلات على عنوان الخبر، ومنذ أسابيع أوقف البنك تنشيط بطاقة الصراف قبل انتهاء تاريخ الصلاحية، وراجعنا فرع البنك في جدة، واستقبلنا شاب مهذب جدا، وتبين له بعد مراجعة ملف الحساب بأن البطاقة أرسلت، واقترح علينا أن نطلب من الأهل في الخبر متابعة وصولها إليهم على صندوق بريد الخبر ثم إرسالها بواسطة بريد ( دي.إتش.إل) كما أكد على ضرورة مراجعة صندوق البريد، واستمرت مراجعتنا للصندوق ما يزيد على عشرة أيام، إلا أن البطاقة لم تصل، وعند مراجعتنا الثانية للبنك تبين أن لزوجتي عنوانين في الملف، قديم في الخبر وجديد في جدة، وحين سألت عن سر إرسال طلبات الحصول على بطاقة الصراف إلى الرياض أفاد بأن هناك أجهزة جديدة لطباعة البطاقات يتم تجريبها في الرياض، قبل تعميمها على باقي الفروع، واستغرقت إجراءات إلغاء البطاقة القديمة وطلب إصدار بطاقة جديدة أكثر من نصف ساعة، وكانت الطامة الكبرى حين طلبنا استمارة لسحب مبلغ من الحساب، فقد تم تحويلنا إلى سعادة نائب المدير الذي أزعجه كثيرا أن يترك جواله البي بي الذي كان يتابع من خلاله أمورا يبدو أنها أهم بكثير من خدمة عميل مثلنا، واستغرق وقتا طويلا في إنهاء إجراءات التحقق من الحساب، وتوقيع الطلب، مع علمي بأن مثل هذه الأمور يتم إنهاؤها في معظم البنوك عن طريق موظف الصندوق، والمؤسف أنني لم أحظ منه حتى بكلمة ( تفضل إجلس) مع وجود كرسي أمامه، فبقيت واقفا أمامه مما ذكرني بالوقوف أمام مائدة اللئام، والأعجب أنه سأل زوجتي: أليس عندك دفتر شيكات؟ قالت: بلى، قال:ليتك تحتفظين بعدة شيكات حتى تستخدمينها عند الحاجة, بمعنى ( حتى لا تتعبينا مرة ثانية )،أما موظف الصندوق فقد طلب البطاقة الشخصية وبطاقة الصراف،وحين سألته عن الحاجة لبطاقة صراف منتهية الصلاحية بوجود البطاقة الشخصية، أجاب: هكذا هو الإجراء، لا زلنا حتى هذه اللحظة لم نحصل على بطاقة الصراف، ولا زلنا نتصل بهم ولا يعيروننا أدنى أهمية، أنا على يقين أن إدارة البنك لا يرضيها مثل هذا التصرف، ومع أننا قررنا إلغاء التعامل مع هذا البنك، إلا أن السؤال المهم:كيف استطاع البنك الياباني أن يجعل لدى مدير ذلك الفرع هذا القدر الهائل من الإنسانية في حين أن مساعد مدير فرع البنك المحلي يحتاج لإحيائها أو تنشيطها ؟. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 146 مسافة ثم الرسالة او عبر الفاكس رقم: 2841556 الهاتف: 2841552 الإيميل: [email protected]