ذهبت مع أم الأبناء إلى أحد محال (السوبرماركت) التي يوجد فيها نساء يعملن في أقسام (الكاشيرات) وتركتها مع بقية النساء تتولى المحاسبة، وذهبت عنها بعيدا، ولم أشاهد رجلا واحدا يزاحم النساء في هذا القسم .. وتابعت أم الأبناء إجراءات المحاسبة مع (الكاشيرة) السعودية دون أي مضايقات أو إزعاج. سألتها فيما بعد: كيف رأيت عمل المرأة السعودية في هذا القسم أو العمل الجديد ؟ فأخبرتني بأنها كانت على مستوى عال من الأدب والأخلاق والفهم والحشمة، وأنها كانت مرتاحة وهي تتعامل مع امرأة مثلها.. وتمنت لو يتم زيادة عمل النساء (الكاشيرات) في تلك المحال، لأن نسبة المتعاملين معها هم من فئة النساء.. ولماذا لا يكون عددهن أكثر من عدد الرجال تماشيا مع هذه النسبة، مادمن يعملن في أقسام مستقلة في تلك المحال ؟ أعتقد بأنها وجهة نظر صائبة لاسيما أن غالبية الذين يفدون لتلك المحال هم من النساء فلماذا يكون الرجل (حصرا) هو الذي يتعامل مع النساء في تلك المحال وغيرها ممن يكثر تعامل النساء معها، لاسيما ونحن نجدهن يعملن في أماكن أخرى مماثلة مثل المستشفيات والفنادق وغيرها ؟! هل الأفضل أن تفترش المرأة أرصفة الشوارع وفي الأسواق العامة، أو تمارس التسول فيها للشحاذة .. أم تعمل في أماكن مناسبة ومنظمة ومنضبطة ومكرمة، ومنها العمل في (السوبرماركت) أو في مجالات النقل الجوي ومنها أقسام الحجز وغيرها من الأعمال الأكثر تنظيما وانضباطا وضمن ضوابط إدارية وأنظمة وقوانين إجرائية ؟ لماذا يصر البعض أن يكون العاملون في كل المحال والمواقع هم من الرجال فقط لاسيما التي يكثر فيها التعامل مع النساء، ولا يعتبرون ذلك اختلاطا ومحرما أو غير جائز، وأي شرع أو قانون يقول بذلك ؟!، وهل منع المرأة من العمل المناسب الذي تختاره هو من الإسلام في شيء ؟!، وقد كانت المرأة المسلمة تمارس كل ما يمارسه الرجل على قدم المساواة .. وهل لكل عصر وزمن دينه وشرعه الخاص ؟!. لماذا تظل المرأة المسلمة في بلادنا عند البعض محل الشك والريبة وعدم الثقة، أو الاعتقاد بأنها تشكل خطرا على العفة والأخلاق والفضيلة، ومنعها من ممارسة حقوقها التي منحها إياها الإسلام .. ؟! فالخروج على الأخلاق والفضيلة مسألة تتعلق بالتربية والنشأة، وهي ليست حصرا على المرأة بل وعلى الرجل كذلك حيث قد يكون منهم في بعض الأماكن من هم أكثر إساءة وخروجا على الأخلاق من المرأة.. عززوا الثقة بالمرأة السعودية وابعدوا عنها الشكوك، فهي الأم والأخت والزوجة ومصدر الأجيال، وركزوا على التربية السليمة التي تنتج لنا رجالا ونساء أسويا وأقوياء يبنى ويعمر بهم جميعا الوطن والأجيال المتعاقبة.. وبالله التوفيق. [email protected] للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 266 مسافة ثم الرسالة