نقضت هيئة التدقيق في الأحكام في الرياض حكما مبدئيا أصدرته المحكمة الإدارية في المدينةالمنورة بشأن قضية وفاة طفلين في أحد الآبار الارتوازية في ربيع الآخر من عام 1428ه. وقال ل«عكاظ» فايز المطيري والد الطفلين (مشاري، وفهد) أن هيئة التدقيق في الأحكام أبلغته أخيراً بقبول الطعن الذي تقدم به محاميه ضد الحكم الذي أصدرته المحكمة قبل نحو عشرة أشهر، والمتضمن تبرئة الدفاع المدني من مسؤولية وفاة الطفلين وتغريم الجهة الثانية المدعى عليها (أمانة المدينة) نصف دية أحد الطفلين (فهد) باعتباره من سقط أولا في البئر المكشوفة في أحد المخططات السكنية وسط المدينةالمنورة، فيما يتم تحديد موعد عقد الجلسة الأولى بعد نقض الحكم. واعتبر المطيري، أن إعادة فتح ملف القضية مجدداً سوف يتيح إعادة مداولة القضية، وتناول عدة استفهامات وجهها الادعاء في لائحة الدعوى ولم تناقشها الجلسات التي عقدت على مدى عامين ونصف، مشيراً إلى أن «هيئة التدقيق في الأحكام نقضت حكم الديوان قياساً على الطعن الذي تقدم به الادعاء ضد حكم المحكمة الذي اكتفى بتحميل أمانة المدينة نصف دية ابنه فهد (5 سنوات) باعتباره سقط في البئر المكشوفة» فيما نص الحكم على براءة الدفاع المدني من أية مسؤولية تجاه وفاة أي من الطفلين («عكاظ» 30/12/1430ه). وكان الطفل مشاري (8 سنوات) حاول إنقاذ شقيقه فهد إثر سقوط الأخير في بئر في مخطط الملك فهد شرقي المدينة، إلا أن أكواماً من الأتربة انهالت على الطفلين وأغلقت فوهة البئر، ما استدعى تدخل فرق الإنقاذ من الدفاع المدني في عملية إنقاذ دامت ثماني ساعات تم خلالها الاستعانة بمعدات حفر تابعة لأمانة المدينة، إلا أن أعمال الإنقاذ فشلت في انتشال الطفلين أحياء من داخل البئر، ليعم الحزن أوساط كل من شاهدوا الحادثة المأساوية، فيما حمل والدهما الدفاع المدني مسؤولية وفاتهما، وتضمنت لائحة الدعوى في حينه، سوء استخدام وسائل الإنقاذ، وعدم الاستعانة بتقنيات حفر متقدمة، فيما اتهم أمانة المدينة بالإهمال والإبقاء على بئر مكشوفة داخل تجمع سكني، مطالباً الجهتين المدعى عليهما بتعويض قدره خمسة ملايين ريال ودفع دية ابنيه.