لم أفاجأ بوجود آلاف من العمال المستقدمين بصورة نظامية ويحملون تصاريح إقامة رسمية، لم أفاجأ بكونهم يعانون من البطالة مع أنهم جاؤوا أساسا للعمل أو بزعم وجود حاجة لدى الذين استقدموهم لتشغيلهم في أعمال تخص كفلاءهم مقابل أجر شهري يعطى لأولئك العمال ثم باتوا قابعين في شوارع البطالة، ويعود السبب إلى عدم مفاجئتي بهذا الأمر إلى عدة أمور معلومة عند معظم الناس ومنها ما يلي: أولا: كل وافد مستقدم عن طريق أحد المواطنين الكفلاء يكون استقدامه بالضرورة لوجود حاجة إليه، بل إن الواقع يؤكد أن الغرض من الحصول على التأشيرة من قبل الكفيل هو المتاجرة بها وبيعها على من يرغب في القدوم إلى هذه البلاد للعمل فيها ولا يكون ذلك إلا عن طريق كفيل يوفر له التأشيرة اللازمة، فإن كان الكفيل من تجار التأشيرات فإنه يبيع التأشيرة ثم يترك مكفوله «يسعى في مناكبها» ضامنا له الحماية أمام الجهات الرسمية مقابل مبالغ أخرى يدفعها له بين الفينة والأخرى محملا إياه جميع الرسوم المطلوبة للإقامة والفحص الطبي والخروج والعودة ونحوها، فإن كان الوافد المستقدم «علة» ولا يعرف كيف «يسعى في مناكبها» عانى من البطالة والحسرة على ما دفعه مقابل التأشيرة وقد تقوده أوضاعه النفسية إلى الجريمة أو الانتحار أو غيرها من الأعمال المروعة، والمسالم من هؤلاء من يطلب خروجا نهائيا عائدا إلى وطنه حافي القدمين بلا خفي حنين!. ثانيا: عدم وجود مرونة في عملية إعارة العمال الذين لا يوفر لهم مكفولهم أعمالا يرتزقون منها ولا يكون باستطاعتهم السعي للحصول على تلك الأعمال، فإذا طلب صاحب عمل استعارة بعض أولئك العمال وقفت الأنظمة في وجهه واضطرته إلى إخراج تأشيرات لاستقدام عمال باسمه مما يضخم أعداد الوافدين أكثر عاما بعد عام ولو سهل نظام الإعارة أو سمح لكل عامل بالعمل لدى غير كفيله بموجب ورقة منه لخفت البطالة والجريمة بين هذه الفئة من العمال ولكن الأنظمة لا تسمح بالإعارة المرنة وإنما بنقل الكفالة وبشروط قوية ورسوم لا تقل عن ألفي ريال للمرة الأولى، وقد يكون الكفيل الجديد في حاجة العامل لفترة محدودة فإذا انتهت عاد الوافد إلى شوارع البطالة من جديد. ثالثا: ثبت بمالا يدع مجالا للشك أن نظام الكفالة يحتاج إلى تطوير ومراجعة وتطبيق لما هو معمول به من قوانين وأنظمة في الدول التي تستقدم العمالة الوافدة، ولكن كل ما طرح في هذا المجال ظل مجرد حوار نظري مع أن من مصلحة هذا الوطن إعادة النظر في نظام بال أصبح يوصف بأنه نوع من الاسترقاق. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة