أعلى مسؤول رفيع المستوى في الأممالمتحدة من شأن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقيادات والتيارات العراقية للاجتماع في العاصمة السعودية الرياض بعد موسم الحج؛ لتوحيد الجهود من أجل التوصل إلى تشكيل الحكومة العراقية في إطار مظلة الجامعة العربية. وأفاد نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان الحق في حديث ل «عكاظ» أن مبادرة الملك عبدالله تمثل منعطفا مهما في مسار التصدي لعلاج الوضع السياسي المتردي والمتجمد منذ مارس الماضي لتشكيل الحكومة العراقية. وأوضح أن دعوة الملك عبدالله تؤكد استشعار المملكة لمدى خطورة ترك الأمور على عواهلها بين الفرقاء العراقيين لفترة تجاوزت الثمانية أشهر، وفي إطار حرصها على وحدة وسيادة واستقرار العراق. وأشار إلى أن الأممالمتحدة تقدر لخادم الحرمين الشريفين مواقفه السياسية البارزة والإيجابية في التصدي للكثير من الأزمات السياسية والدولية في المنطقة، مفندا أن الملك عبدالله جمع الفلسطينيين في مكةالمكرمة عندما وصلت الأمور فيما بين الفريقين الفلسطينيين إلى طريق مسدود. كما كان له دور بناء وأساسي في تهدئة الأوضاع في المنطقة كلما أشعلتها الأحداث المتعاقبة، خاصة فيما يخص قضايا السلام والأمن والتصدي للإرهاب وملاحقة الإرهابيين. وزاد أن الأممالمتحدة تنظر للمملكة دائما باعتبارها شريكا لها في العمل على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في منطقة الشرق الأوسط وفي مناطق العالم الإسلامي، على نحوبات لا يختلف عليها أحد منذ فترة طويلة من الزمن. ورأى أن هذه الدعوة سوف تزيل من خطورة واحتقان الموقف السياسي داخل العراق، وهو الأمر الذي بات يشكل قلقا بالغا للكثير من دول المنطقة في تعليق إعلان الحكومة العراقية الجديدة، موضحا أن المبادرة تدعم الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة، وهو ما تدعو له الأممالمتحدة دائما في تعاطيها مع قضايا دول المنطقة. وتابع بالقول: إن الأممالمتحدة بكامل هيئاتها ومؤسساتها تقدر دائما للمملكة مواقفها السياسية والاقتصادية البارزة في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي الدولي، لافتا إلى أن العلاقات الطيبة التي تتمتع بها المملكة مع جميع دول العالم باتت تضعها في موقف الدولة المثالية التي تطمع المنظمة الدولية أن يسير على هداها بقية دول العالم. وقال إن دعوة المملكة بشأن العراق من الأهمية بمكان للحفاظ على مستوى الاستقرار السياسي الداخلي لصالح الشعب العراقي وبقية شعوب دول المنطقة. واستدعى فرحان مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار الأديان التي كانت أحد أبرز القضايا التي حظيت باهتمام عربي ودولي بالغ منذ انطلاقها في هذا العام وحتى اليوم، مقرا أن حوار الأديان فتح الباب على مصراعيه أمام العديد من الدول لمراجعة موقفها على ضرورة فتح الحوار الحضاري، وهو الأمر الذي شكل معه لغة جديدة للدول بغية التقارب فيما بينها.