«إن الغيورين من الشعب العراقي الشقيق على وحدته، وعزته، وأمنه، واستقراره، والمسهمين بقوة في خدمة أمتهم العربية والإسلامية، مطالبين اليوم بالعطاء، والتضحية، من أجل عراق مستمر وآمن». بهذه الكلمات الصادقة، الصادرة من عقل عالِم، خاطب خادم الحرمين الشريفين (الملك عبد الله بن عبد العزيز) الشعب العراقي الشقيق، وأطيافه السياسية والمذهبية كافة، لتحقيق المصالحة الوطنية، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الحزبية، والطائفية، فهي في نظر «عبد الله بن عبدالعزيز» المنهج السليم، الصائب، الصادق، المتعامل بفكر واقعي، قوامه تحقيق طموحات الشعب العراقي، في مرحلة تتطلب أن يهيأ له: الخبز، والأمن، والتعليم، والصحة، والعدل، والمساواة، على قدم المساواة، لكل الأطياف السياسية. يستمر «خادم الحرمين» في اتخاذ شرف المبادرة لإنهاء الخلافات العربية، فكانت «الرياض» تارة و«مكةالمكرمة» تارة و«لبنان» تارة، و«الكويت» تارة أخرى، الساحات التي شهدت عودة الوئام العربي، ووحدة الصف العربي، ولم شتاته المتبعثر، تحدوه نية حسنة، وإصرار على المضي قدما، في مطابقة، تتوخى التكامل، بين الأطراف الثنائية، أو الثلاثية، أو الرباعية، مرجعيته المعرفة، ولغته واحدة، وعباراته واضحة، فالمتبني لأي فكرة إنقاذ، إنما يتبناها بصدق وإخلاص، مطبوعة بوعيه، غير منغمس في الآيدلوجيات، مذكرا بمخاطر التمزق، ومزاولا نوعا من النقد الذاتي، وهو لا يضع نفسه فوق التاريخ، ولا يتعالى، أو يتكبر، أويتنكر. بعد انتهاء حج هذا العام إن شاء الله، يشهد بيت العرب الأول (الرياض) لقاء مصالحة عراقية، هي المحدد الذي يبني عليه هذا الرجل، ذو الصفات المشرقة في التعامل المحلي، والإقليمي، والدولي، آماله، ومساعيه الخيرة، بطرحه مبادرة إنقاذ بالغة الأهمية، في المشهد السياسي العراقي بل العربي، بعد أن طغت على مفاصيله، حالة ضبابية، لم يعد من المجدي السكوت عليها. الشراكة الوطنية، وطريقة إدارة الدولة، واتخاذ القرار، وغيرها من الأمور، ملفات عراقية ستطرح في لقاء «الرياض» لحل مشكلات بلد، متعدد الأعراق، والمذاهب، تلفه طائفية سياسية، وتحدوه مصالح وطنية، وقفت منها المملكة العربية السعودية، وما زالت، على مسافة واحدة من جميع الأطراف، والقوى السياسية العراقية، وتمسك «عبد الله بن عبد العزيز» بوحدة الأراضي العراقية، وسلامتها، بمواقف تتسم بالحكمة، والحزم، والشجاعة، وما المبادرة التي طرحها في قمة بيروت (2002م) وهو ولي للعهد آنذاك إلا واحدة من تلك المبادرات السعودية، التي نجحت في تأمين جميع الحقوق الفلسطينة، وفي قمة الكويت الاقتصادية (2009م) كان «عبد الله بن عبد العزيز» أول من لوح بسحب المبادرة العربية للسلام، غضبا من عنجهية إسرائيل، وقال قولته الشهيرة: «إن المبادرة العربية لن تبقى طويلة على الطاولة، وإن إسرائيل أمام خيارين: الحرب أو السلام». ومما شجع «الملك عبد الله» على طرح مبادرة المصالحة العراقية، أن المصالحة لن تستثني أي مجموعة عراقية، بل تشمل كل الأحزاب، والمكونات العراقية، الداخلة في العملية السياسية، والمعارِضة لها، بل حتى البعثيين، والمسلحين، لأن المصالحة التي أعلنتها الحكومة العراقية قبل أربع سنوات كانت - وفقا لرئيس تجمع عراقيون النائب أسامة النجيفي- «تفتقر إلى النيات الصادقة، والآليات التي تضمن لها النجاح» ومايهم خادم الحرمين الشريفين، إنما هو وحدة العراق، واستقراره، وأمنه، وقوته، التي تزيد من تماسك الموقف العربي، وصلابته، وتعزز فرص السلام. سبع سنوات ضاعت من عمر العراق، نجمت عن الاستحواذ على القرار العراقي، وضعت العراق في موضع غير صحي، وغير سليم، فتدخلات إيران مستمرة، والأخطاء والخطايا التي ارتكبت بعد احتلاله من أمريكا، طفت على السطح، والفكرة السليمة الصائبة والصادقة، أن تلتف الأطراف العراقية المشاركة في عملية السلام، حول بعضها بعضا، فهي في نظر «عبد الله بن عبد العزيز» فكرة واقعية، فيها الأمن، والاطمئنان، والسلام، وهل يطلب الإنسان، وبخاصة الإنسان العراقي أكثر من ذلك.؟ ليس ثمة شك أن النفس العاقلة، ذات العقل الراجح، تكتسب معارفها، وعلومها من الحقائق، حقائق الأشياء، وحقائق ما هو على أرض الواقع، كي يعيش الإنسان في حالة اطمئنان، لا يخاف، ولا يضجر، فكل شيء مترابط في حياة الشعوب، ويسير وفق قوانين وأسباب، تجعل الإنسان يعيش في وفاق مع نفسه، ومع الكون، يستجيب لنبضات قلبه، ويصير عقله عقلا محضا، يلتحق بعالم العقول المتصالحة مع نفسها، ومع من حولها، تسير عقارب ساعتها من خلال وعيها بالذات، وما يحيط بها من أخطار، وما تتطلع إليه من: أمن، واستقرار، ورخاء. badrkerrayem @ hotmail.com فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 215 مسافة ثم الرسالة