جر القدر بعض البنات للزواج بأشباه رجال، وكان حظهن العاثر أنهن لم يكتشفن سوء العشير إلا بعد عشرة لم يكتب لها الدوام ولكن كان حظهن كذلك أن فارقن ذلك الزوج الذي لم يكن له من هم وشغل إلا أن «يستولي» على راتب من اقترن بها للزواج رغبة في أن يعيش على مرتبها كما لو كان تزوجها هي وراتبها ووظيفتها، وما أكثر القصص التي أفضى لي بها بعض الآباء لبنات لم يوفقن بالزوج الصالح لبناتهم، الزوج الذي كان يفترض أن يحمل سمات الرجل بمعنى الرجولة، الزوج الذي تزوج ليبني بيتا وأسرة ويعيش حياة المسؤولية كرب لأسرة ومسؤول عما استرعاه الله عليه، وليس ليقتات على حياة امرأة تزوجها لتنفق عليه، وأنا هنا أوجز لكم ما سمعته من أعذار واهية حول قصص الطلاق الذي يشهد مجتمعنا نسبا عالية فيه فمن زوج يقول: تزوجتها وليست لي رغبة فيها ولكن أحببت إرضاء والدي، إلى ثان يقول: كنت أريد زوجة تشبه بنات التلفزيون، وثالث يقول: طلقتها لأنها منعت عني مرتبها!! وكأنه أخذها بمرتبها، ورابع يقول: استعجلت في الزواج ولست مؤهلا له، وخامس يقول: يا راتبها يا شهادة طلاقها، وكان منتهى «الخسة» في قصة ذلك الزوج الذي حاول أن يمارس كل أساليب الاضطهاد في حياة زوجته لأنها لم تمكنه من مرتبها ولم تستسلم لمحاولات ابتزازه لتنفق عليه رغم وظيفته أو لرغبته في أن تكفله عنوة ليشتري سيارة، بل وصل بأحدهم إلى أن يطلب من زوجته أن تدفع «فاتورة» جواله الذي يقضي جل مكالماته في أمور لا تخص أسرته، إلى زوج يريد السفر للخارج على حساب زوجته التي سيضعها أيام السفر عند أهلها، «صور من الابتزاز» مارسه بعض الأزواج في حق أزواجهم ومن الشهور الأولى للزواج فأين هؤلاء من حديث المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه عندما قال «إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم»، فليت المجتمع لا يظلم كل مطلقة ويرميها بأسباب الطلاق، وأن يدع لها فرصة لتفرح في حياتها الجديدة، فلربما أنها ولدت من جديد بعد حياة جحيم مع زوج لئيم ليس له إلا اسمه في عالم الرجال. محمد إبراهيم فايع