حصلت مدينة الملك فهد الطبية على اعتماد الوكالة الدولية المشتركة (JCI) وذلك بناءً على تطبيقها لجميع متطلبات الجودة التي تم تقييمها ميدانياً من قبل فريق من الوكالة ، ليمثل ذلك نجاحاً جديداً ومهماً يحسب للقطاع الصحي المحلي وهو يشهد حركة من التطور والنمو. وقد جاء تحقيق هذا الاعتماد في الوقت الذي تدشن فيه مدينة الملك فهد الطبية عدداً من مشاريع خطتها الاستراتيجية والتي كان للقرارات الملكية الأخيرة دور فاعل في التسريع بآلياتها وتنفيذها ، كما حظي هذا الاعتماد على تقدير بالغ لدى منسوبيها واهتمام واسع في الأوساط الطبية وبين المهتمين والممارسين معتبرين أنه سيكون مرحلة مهمة من العمل وفقاً لتطبيق المعايير الدولية التي ستسهم بدورها في صناعة التحول النوعي الذي تنشده المنشآت الطبية من أجل تكون أن بيئة مثالية لرعاية المرضى، فضلا عن ما يتضمنه هذا الاعتماد على دلالات التقدم في العمل الصحي من خلال توظيف التقنية الحديثة وتبني مبادئ التطوير والتثقيف والبحث العلمي، ومن المتوقع أن تؤسس هذه الخطوة لعدد من البرامج والدورات وعلاقات الشراكة والتعاون المشترك مع منشآت صحية متقدمة تحمل الاعتماد، وهو ما من شأنه أن ينعكس بشكل مفيد على مستوى ونوع الرعاية الصحية كما سيعزز بالخبرة منظومة الأفكار التنموية التي بدأت المدينة الطبية فعلياً في تطبيقها في أكبر عملية توسع وتحديث تشهدها منذ إنشائها. ماهو اعتماد ال JCI ؟؟ للوقوف على طبيعة الاعتماد الذي حققته مدينة الملك فهد الطبية وأبرز العناصر التي تم الارتكاز عليها في هذا الصدد، فمن المهم أن نعرف أولا أن الوكالة الدولية المشتركة التي تمنح هذا الاعتماد تعمل مع مؤسسات الرعاية الصحية ووزارات الصحة والمؤسسات العالمية. في أكثر من 80 دولة منذ عام 1994م. وينصب تركيزها على تحسين سلامة رعاية المرضى من خلال تقديم خدمات الاعتماد ومنح الشهادات، إضافة إلى الخدمات الاستشارية والتعليمية التي تهدف إلى مساعدة المؤسسات على تنفيذ حلول عملية ومستديمة. ومن خلال الاعتماد ومنح الشهادات من قبل الوكالة الدولية المشتركة، تستطيع مؤسسات الرعاية الصحية الوصول إلى مجموعة متنوعة من الموارد والخدمات التي تَصِلُهم بالمجتمع الدولي في مجالات منها: نظام قياس جودة عالمي لاختبار الأداء؛ استراتيجيات وممارسات أفضل للحد من المخاطر؛ طرق للحد من التأثيرات العكسية؛ والبرامج السنوية للاجتماعات التنفيذية. لقد تم اعتماد أكثر من 400 مؤسسة رعاية صحية عامة وخاصة في 39 دولة من قبل الوكالة الدولية المشتركة . تقدم الوكالة الدولية المشتركة الاعتماد للمستشفيات ومرافق رعاية المرضى الخارجيين والمختبرات الإكلينيكية وخدمات السلسلة المتصلة للرعاية ومؤسسات النقل الطبي وخدمات الرعاية الأولية، إضافة إلى منح الشهادات لبرامج الرعاية الإكلينيكية في 15 منطقة. تتمحور معايير الوكالة الدولية المشتركة حول المريض، وتركز على الرعاية والعلاج للمرضى.كما تركز أيضا على إدارة وتنظيم الأنشطة اللازمة لضمان النظم الإدارية والسريرية, وكيف يتم تصميم العمليات وتنسيقها والمراقبة الفعالة لتسهيل خدمات رعاية المرضى و العلاج. وفي الوقت الذي فيه تعتبر الوكالة الدولية المشتركة رائداً دولياً معروفاً في جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى. فإن الاستشاريين والقائمين بالاستقصاء الموجودون لديها هم إكلينيكيون مدربون و ينصب تركيزهم جميعا على تحسين جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى، من خلال الخبرة في مكافحة العدوى وسلامة الدواء وسلامة المرافق والتجهيز للاعتماد، وقد تم تطوير معايير الوكالة الدولية المشتركة على يد خبراء في الرعاية الصحية من حول العالم، وتم اختبارها في كل منطقة في العالم، ومن جانب آخر، تقوم لجنة دولية من خبراء الرعاية الصحية باتخاذ قرارات اعتماد الوكالة الدولية المشتركة، حيث تتوزع المجالس الاستشارية للوكالة الدولية المشتركة في أوروبا، الشرق الأوسط، وآسيَا المحيط الهادي، وتشتمل على رواد في الرعاية الصحية يقدمون الإرشاد في الموضوعات الرئيسية الخاصة بسلامة المرضى والجودة. أما مزايا الاعتماد ومنح الشهادات من قبل الوكالة الدولية المشتركة فتشمل جوانب عدة منها تحسين الثقة العامة في المنظمة التي تقدر الجودة وسلامة المرضى ، وإشراك المرضى وعائلاتهم كشركاء في عملية الرعاية، و بناء ثقافة منفتحة على التعلّم من الأحداث السلبية والمخاوف الخاصة بالسلامة، و ضمان بيئة عمل آمنة فعّالة تسهم في إرضاء العاملين، إضافة إلى تأسيس قيادة تعاونية تسعى للتميز فيما يتعلق بالجودة والسلامة ، وفهم كيفية الاستمرار في تحسين عمليات ونتائج الرعاية الإكلينيكية. إنجاز جديد بعد عام ناجح بدأت مدينة الملك فهد الطبية بالتحضير لاعتماد الوكالة الدولية المشتركة من شهر يناير 2011 وذلك بعد حصولها على الاعتماد المحلي من المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية في المملكة العربية السعودية عام 2010. وقد تم شرح المعايير والمتطلبات لمنسوبي المدينة بمختلف التخصصات والقطاعات وتم إنشاء فرق عمل مختلفة لضمان تطبيق المعايير ومتطلباتها والعمل على تحسين جودة وضمان سلامة المرضى من خلال تطوير السياسات واللوائح, ومتابعة التطبيق والالتزام بذلك ولم تجد المدينة صعوبة كبيرة في ذلك لان المدينة منذ تأسيسها وضعت شروطاً ومواصفات لتقديم الخدمة وفقا لأعلى المعايير وتقوم بشكل مستمر بتقييم جودة الخدمات وتطويرها . غير أن هذا الإنجاز لم يكن الوحيد في مسيرة المدينة الطبية التي انتهجت منذ انطلاقتها قبل قرابة سبع سنوات مبدأ الشراكة مع المجتمع والمؤسسات الطبية من ناحية، والانفتاح من ناحية أخرى على المستجدات في القطاع الطبي من إمكانات وأفكار وتقنيات وصولاً إلى استقطابها وتنفيذها بما يكفل ايجاد مساحة قابلة دائما للتجدد والتطوير، أسلوباً يقوم على التزام أقصى درجات الجودة سواء مايتعلق منها بمستوى الرعاية الطبية التخصصية أو ببيئة العمل بالإضافة إلى الحرص على المريض كهدف استراتيجي وتكريس الأنظمة الحديثة التي تسهل أداء مختلف المهام وتقديم الخدمات بشكل عصري، وتبني المبادرات المتعلقة بتنمية الموارد الذاتية وتعزيز العلاقة بالجمهور الداخلي والخارجي، وكذلك دعم البحوث العلمية وتنظيم اللقاءات والمناسبات الدولية المتخصصة في مختلف فروع الطب والإدارة الطبية والمشاريع ، وخلال مسيرة مدينة الملك فهد الطبية مسيرتها وفي سبيل تحقيق رؤيتها المستقبلية بأن تكون المنظمة المعيار في المنطقة في عام 2016 م ..استطاعت تحقيق عدة إنجازات مختلفة وفي عدة مجالات, ومن ذلك الحصول على اعتراف الهيئة الدولية لاعتماد مرافق التأهيل عام 2009م, واعتراف المنظمة العالمية للمعايير أو المقاييس في مجال أمن المعلومات الآيزو 27001(ISO27001) في عام 2009 م، وجائزة الشرق الأوسط السابعة لأفضل مدير تنفيذي عام 2010م ، وجائزة أفضل مركز اتصال عام 2010م، واعتراف المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية عام 2010م , و الاعتراف ببرنامج الرعاية التنفسية عام 2011م، وأخيرا اعتماد الوكالة الدولية المشتركة عام 2011م. زيارة وفد j c i