كل مرة تحدث جريمة ما يردد بعض الناس والمجتهدين والمحللين جملة «لابد من الضرب بيد من نار وحديد على يد هذا المجرم»، وهي نفس الجملة التي تتبناها القاعدة لتدمير العالم. هذه الجملة قد تبدو للوهلة الأولى عادية ولا يمكن التفكير فيها من باب أنه عادة دأب العرب على ترديدها كل مرة، دون تفكير أو تمحيص لها. ولكن ما الذي تعنيه هذه العادة / الجملة؟ إنها باختصار تعني: أن العرب يقدسون القوة، ولا يعنيهم العادل، وربما هذا من جعل الآخر يرى أن الإسلام دين يدعو إلى الإرهاب، ولكن هل هو كذلك؟ يقول عز وجل في كتابه: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعلمون). وهذه الآية تخبرنا أنه لا يحق لأي إنسان تحت أي مسوغ ألا يعدل، وأن هدف المسلم في الحياة أن يقيم العدل، لكننا وللأسف لا نتحدث كثيرا عن العدل. وكلنا إلا من رحم ربي يطالب بالضرب بيد من حديد ونار، دون أن ينتبه إلى أن المطالبة بالضرب بيد من حديد تعني أن الكراهية هي التي تحركنا، والكراهية يهمها الانتقام. أتمنى لو نفكر كثيرا بالعدل، وأن نحاول تحقيق هذا العدل، وربما بهذه الطريقة يمكن لنا هزيمة القاعدة والإرهابيين، دون أن نخوض معهم حربا، لأن مبررات وجود هؤلاء المختلين عقليا والذين يريدون الذهاب للجنة على أجسادنا ستختفي ولن يجدوا من يجندونهم في حربهم. وربما أيضا سنكتشف أنه آن الأوان لأن نلغي هذه العادة / الجملة، التي وبسبب كثرة ترديدها، لم نعد نطالب أو نفكر بكيفية تحقيق العدل حتى للمجرم، مع أن الإسلام يؤكد لنا أن خلاص المجتمعات في هذه الحياة مرتبط بالعدل، وحين لا يفكر المجتمع في العدل هو يعلن أن المستقبل لا يعنيه تماما، وأنه أسير فكرة الانتقام، والانتقام يطالبنا بالضرب بيد من حديد ونار، هذا الضرب الذي لا يفكر بالعدل بقدر ما يفكر بالانتقام، سيصنع بالتأكيد الأحقاد، فيتم توريثها من جيل إلى آخر، لهذا بدت المجتمعات العربية أسيرة للتاريخ، هذا التاريخ وإن بدا أنه يقدم العبر والتجارب إلا أنه أيضا يغذي الأحقاد، لهذا ومنذ زمن بعيد العالم العربي قائم على فكرة الانتقام أو الضرب بيد من حديد ونار. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة