عندما اندلعت أحداث محدودة في العوامية انتفض شيطانان. شيطان خارجي يحاول أن يستغل الظروف لزعزعة الأمن وبث مزيد من الفرقة بين الطائفتين. وشيطان داخلي يُسعر الفتنة لديه أحكام جاهزة يريد أن يبيد فئة من الشعب بجريرة شرذمة. ولكن الحكومة كانت بالمرصاد لأهل الفتنة ومسعريها على السواء. تعاملت مع الشغب بحزم ووأدت الفتنة في مهدها. ولكن الفتنة لم تولد هناك في العوامية فقط، بل في عقول وفكر بعض الغلاة. أهلنا من الكبار ومفكريهم وكتابهم أعلنوا استنكارهم وبراءتهم من مثل تلك الأعمال. وقالوا إنها غير مبررة أبدا. وجددوا ولاءهم للوطن وللقيادة. وكتابهم أعلنوها في الصحف بدون تأخير. وحتى الإعلام الحر الذي لا يخضع لإرادة الدولة تميز بالاعتدال، واستنكار ما حدث. وكذلك استنكرت الحدث جمعية التآخي الافتراضية بأعضائها الذين تجاوزوا ألفا. ردة الفعل هذه لا تقل أهمية عن الحل الأمني بل هي أهم. فقد جردت المخربين من سلاح الطائفية وعزلتهم كفئة مجرمة. كما أنها قطعت الطريق على الفريق الآخر الذي أراد أن يزايد على الوطنية وانطلق بأحكام مسبقة يتهم فئة كبيرة من المواطنين في ولائها. ولا شك أن ردة الفعل الظالمة لا تقل عن الجرم لأنها تؤجج نار الفتنة وتظلم البريء وتخالف أمر الله الذي يأمر بالعدل حتى مع من نبغضهم (شنآن). يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة 8. ولكن الحكومة أعقل من أن تنساق خلف أجندات الكراهية. فعاقبت المجرمين ولجمت المسعرين. تحية وطنية لقيادتنا التي تعاملت مع الحدث بحزم وعدل، من دون أن تقع في فخ الغلاة. وتحية للاعلام الذين انتصروا للوحدة الوطنية وأكدوا على الولاء للوطن. وتحية لكل معتدل تناول الفتنة بعدل وتعقل. وتحية لكل من تراجع عن بث الكراهية.