أمير تبوك يترأس اجتماع لجنة الحج بالمنطقة    نائب أمير منطقة مكة رئيس اللجنة الدائمة للحج والعمرة    صراع القاع يشتعل في غياب الكبار    الأمير سعود بن نهار يستقبل الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد    محافظ سراة عبيدة يرعى حفل تكريم الطلاب والطالبات المتفوقين    صخرة "وادي لجب".. تكوين صخري يروي أسرار الطبيعة بمنطقة جازان    خسارة يانصر    واشنطن تبرر الحصار الإسرائيلي وتغض الطرف عن انهيار غزة    أوكرانيا وأمريكا تقتربان من اتفاقية إستراتيجية للمعادن    أمير جازان يستقبل القنصل العام لجمهورية إثيوبيا بجدة    حينما يكون حاضرنا هو المستقبل في ضوء إنجازات رؤية 2030    الرئيس اللبناني يؤكد سيطرة الجيش على معظم جنوب لبنان و«تنظيفه»    جاهزية خطة إرشاد حافلات حجاج الخارج    القبض على (12) يمنياً في عسير لتهريبهم (200) كجم "قات"    المملكة: نرحب بتوقيع إعلان المبادئ بين حكومتي الكونغو ورواندا    وزير الخارجية يستقبل نظيره الأردني ويستعرضان العلاقات وسبل تنميتها    المتحدث الأمني بوزارة الداخلية يؤكد دور الإعلام الرقمي في تعزيز الوعي والتوعية الأمنية    ميرينو: سنفوز على باريس سان جيرمان في ملعبه    بمشاركة أكثر من 46 متسابقاً ومتسابقة .. ختام بطولة المملكة للتجديف الساحلي الشاطئي السريع    بيئة عسير تنظم مسابقة صفر كربون ضمن فعاليات أسبوع البيئة    رؤى مصطفى تسرد تجربتها الصحفية المميزة في حوار الشريك الأدبي    وزير الخارجية يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن    رسمياً نادي نيوم بطلًا لدوري يلو    نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية مدير عام السجون بالمملكة    انطلاقة المعرض الهندسي الثالث للشراكة والتنمية في جامعة حائل    تدشين الهوية الجديدة لعيادة الأطفال لذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال التوحد    "مبادرة طريق مكة" تنطلق رحلتها الأولى من كراتشي    أمانة القصيم تحقق التميز في كفاءة الطاقة لثلاثة أعوام متتالية    نائب أمير حائل يزور فعالية "أساريد" في قصر القشلة التاريخي    آل جابر يزور ويشيد بجهود جمعيه "سلام"    العمليات العقلية    انخفاض أسعار الذهب بنحو واحد بالمئة    في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. إنتر المتراجع ضيفًا على برشلونة المتوهج    نائب أمير مكة يطلع على التقرير السنوي لمحافظة الطائف    11.3 مليار ريال استهلاك.. والأطعمة تتصدر    خلال لقائه مع أعضاء مجلس اللوردات.. الربيعة: السعودية قدمت 134 مليار دولار مساعدات ل 172 دولة حول العالم    هجوم على الفاشر ومجزرة في أم درمان وضربات للبنية التحتية.. الجيش السوداني يُحبط خطة شاملة لميليشيا الدعم السريع    حوار في ممرات الجامعة    هند الخطابي ورؤى الريمي.. إنجاز علمي لافت    ترامب وهارفارد والحرية الأكاديمية    تطوير التعاون الصناعي والتعديني مع الكويت    هيكل ودليل تنظيمي محدّث لوزارة الاستثمار.. مجلس الوزراء: الموافقة على تعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء    "الشورى" يطالب "التلفزيون" بتطوير المحتوى    محمد بن ناصر يزف 8705 خريجين في جامعة جازان    أمير الشرقية يستقبل السفير البريطاني    مدرب كاواساكي: لم نستعد جيداً    "هيئة العناية بالحرمين": (243) بابًا للمسجد الحرام منها (5) أبواب رئيسة    مسؤولو الجامعة الإسلامية بالمالديف: المملكة قدمت نموذجاً راسخاً في دعم التعليم والدعوة    بدء المسح الصحي العالمي 2025    "الداخلية" تحتفي باليوم العالمي للصحة المهنية    مستشفى الملك خالد بالخرج يدشن عيادة جراحة السمنة    فريق فعاليات المجتمع التطوعي ينظم فعالية بعنوان"المسؤولية الإجتماعية للأسرة في تعزيز الحماية الفكرية للأبناء"    إيلون ماسك يقلق الأطباء بتفوق الروبوتات    أسباب الشعور بالرمل في العين    اختبار للعين يكشف انفصام الشخصية    نائب أمير منطقة مكة يستقبل محافظ الطائف ويطلع على عددًا من التقارير    تنوع جغرافي وفرص بيئية واعدة    أمير منطقة جازان يرعى حفل تخريج الدفعة ال20 من طلبة جامعة جازان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمن الحاج.. الدم المال الصحة

الافتراش، النقل العشوائي، التزاحم، مؤسسات الحج الوهمية، عدم استخراج تصاريح حجاج الداخل، والتخلف.. ظواهر سلبية تطفو على سطح الأحداث في الحج، وسلوكيات تتكرر كل عام، فيما يعزو المراقبون أسباب ذلك لعدم توعية الحجاج في بعض البلدان التي قدموا منها، ولجهل بعض الحجاج بفعل كبر السن والمرضى بالجوانب الشرعية والصحية والسلوكية، ما دعا الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية أخيرا لإطلاق حملة إعلامية بمشاركة 30 جهة حكومية وخدمية للتوعية بأنظمة وتعليمات الحج، تحت شعار (الحج عبادة وسلوك حضاري)، مستهدفة احترام المكان والإنسان والنظام.
ورغم الجهود المبذولة للقضاء على الظواهر السلبية المصاحبة للحج، يظل السؤال قائما حول المسؤول عن توعية وتأهيل الحاج قبل وصوله إلى الأراضي المقدسة، وكيف يمكن لهذه الظواهر أن تتلاشى، وما الخطوات التي اتخذتها مختلف الجهات المعنية في تقليص تلك الظواهر والسلوكيات ومواجهة الأمراض الوافدة، ومدى استجابة بعثات الحج والتزامها بالتعليمات والأنظمة في سبيل إيجاد حاج مؤهل لتأدية الفريضة.
توعية حجاج البحر
تشهد مدينة حجاج البحر في مدينة جدة توافد أعداد كبيرة من الحجاج القادمين من مصر والسودان، وهنا يشير مدير إدارة الحج في الميناء فهد العدواني أن الميناء سيستقبل هذا العام نحو 20 ألف حاج من مصر والسودان تنقلهم 14 عبارة، مبينا أن كل رحلة يوجد فيها مسؤول فوج يكون مسؤولا عن الإجراءات الخاصة بالحجيج، لتنظيم رحلات القدوم والمغادرة، وفقا لجدول معتمد من وزارة الحج، وفق خطة تبدأ منذ استقبال الحجاج في الميناء.
التوعية قبل القدوم
من جهته، أوضح المشرف على بعثة الحج السودانية بالإنابة بكر آدم إبراهيم «نسعى من خلال استحضار تجارب السنوات الماضية إلى جعل الحاج مؤهلا لأداء النسك، من خلال التوعية التي بدأت قبل قدوم الحجاج، إذ ركزت الإذاعات السودانية المتخصصة على الجوانب التوعوية التي تخص أداء مناسك الحج والعمرة، وتوجيههم بالطرق التي تجعلهم ملتزمين بالشروط والتعليمات، فكانت مساحة التوعية كبيرة هذا العام، إذ اشتركت كل القطاعات في عمل الدورات من خلال الحج الميداني عن طريق مجسمات منى والمشاعر المقدسة، وما ينبغي على الحاج أن يفعله وقت الزحام أو الطوارئ، فضلا عن كيفية أداء هذه الفريضة العظيمة، دون الوقوع في الأخطاء والمخالفات».
التواصل قبل الوصول
ويرى أحمد مير مدير التوعية في مؤسسة حجاج جنوب آسيا أهمية أن تبدأ التوعية من بلد الحاج، مشيرا إلى أن الجهات المعنية في المملكة وصلت إلى الحاج في بلده من خلال 93 مكتب خدمة للمؤسسة، تخدم 450 ألف حاج في حج العام الحالي، وذلك من خلال التواصل الحاسوبي، حيث يتم تسليم الحاج بطاقات النسك وعنوان السكن لأكثر من 870 عمارة عن طريق البريد وموقع المكتب قبل أن تطأ قدماه أرض المملكة، لافتا إلى أن ارتفاع عدد المكاتب أوجد نوعا من التنافس بينها في خدمة الحاج، مؤكدا أن التقنية تعد اليوم أفضل وسيلة لتوعية الحاج لقلة التكلفة وارتفاع معدل الجودة وسرعتها في الوصول.
ويتفق الدكتور رشاد حسين نائب رئيس مؤسسة حجاج جنوب آسيا مع الرأي السابق في أن التوعية الأكثر فعالية هي التوعية التي تبدأ في بلد الحاج، كون الحاج في بلده أكثر تقبلا للتوجيه، في حين أنه بمجرد وصوله يظل قلبه معلقا بزيارة الأماكن المقدسة والمكوث فيها
وبين رشاد أن الحج السريع قلص فترة تواجد الحاج في الديار المقدسة، لذا تعمدنا ان تكون وسيلتنا اليوم سريعة مع الأيام التي يقضيها الحاج، لافتا إلى أن قياس نجاح التوعية لدى الحاج ينطلق من قاعدة مهمة هي نتاج النسيج الثقافي والاجتماعي الذي يعيش فيه.
التوعية بمهنية دعوية
ومن جهته، أكد الدكتور أحمد البناني الأستاذ في كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى على أهمية ربط التوعية بجملة من الأسس والقواعد المهمة، منها بيان معنى الاستطاعة الشرعية ومفهوم رخصة الله تعالى لغير المستطيع، والتركيز في توعية الحجاج على أهمية حفظ المسلم للضرورات الخمس التي جعلها الله تعالى أمانة عنده، فلا يستهين بها بحجة طلب الثواب في أداء الحج، مع أهمية تقديم التوعية بمهنية دعوية تركز على قيام الدعاة بدورهم في إيقاظ المشاعر بحرمة المسلم وضرورة مراعاة عدم إيذاء إخوانه في سبيل تحصيل مصالحه الدينية والدنيوية.
تطوير وسائل التوعية
ويرى الدكتور عادل الشدي أستاذ الثقافة الإسلامية المشارك في جامعة الملك سعود أن تطوير وسائل التوعية والإرشاد مطلب في الحج، طارحا فكرة إنشاء إذاعة مؤقتة من 1 15 ذي الحجة من كل عام يغطي بثها مكة ومنطقة المشاعر المقدسة، ويكون البث بسبع لغات في البداية (العربية الإنجليزية الأردو الفرنسية الفارسية الإندونيسية والتركية) على أن يزود الحاج عند المنافذ بجهاز راديو على شكل ساعة يقتصر بثه على هذه الإذاعة فقط، علما بأن تكلفة هذا الجهاز زهيدة على أن يتضمن بث الإذاعة، إضافة إلى التوعية الدينية، إرشادات صحية وأمنية ومرورية بالتعاون مع الجهات الأخرى، داعيا إلى إنتاج فلم عن رحلة الحج على مستوى إعلامي احترافي عالٍ ومتميز وبعدة لغات، على أن يعرض في طائرات شركات النقل الجوي، وأن يتم الاتفاق مع شركات الطيران على عرضه أثناء رحلاتها التي تنقل الحجاج، بحيث تسبق التوعية وصولهم إلى المشاعر، مع التنسيق مع حملات الحج والمطوفين لعرض الفيلم في مقار سكن الحجاج.
فضائية مؤقتة
إلى ذلك، يرى الدكتور محمد خبير الدين أستاذ مساعد في الجامعة الإسلامية في بنجلاديش أن من الممكن توسيع مساحات التوعية في الحج بتخصيص قناة فضائية مؤقتة للحج تعمل من بداية ذي القعدة إلى منتصف محرم بعدة لغات، مع أهمية إنشاء مؤسسة إنتاج دعوي مرئي للوزارة لاستثمار التواجد الكبير من العلماء المشاركين في أعمال التوعية الإسلامية في الحج، لإنتاج مواد مرئية يمكن أن تؤسس لمكتبة دعوية تلفزيونية يمتد نفعها للفضائيات الدعوية في العالم، مضيفا أن الحاجة تبدو ملحة لإعداد دراسة عن هذا المشروع من حيث تصور الفرق الفنية العاملة وآلية العمل، بحيث يستفاد منه في العام القادم، مقترحا تنظيم مؤتمر للتوعية الإسلامية المترجمة تشارك فيه الجهات المعنية، مثل: الجامعة الإسلامية، مكاتب الدعوة، الجامعات، والفضائيات الموجهة لغير الناطقين باللغة العربية لبحث سبل تكوين لجنة عليا للتوعية.
دور البعثات
ويرى محمد ثاني عبدالله خطيب وداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في مدينة سكتو في نيجيريا أهمية تفعيل دور بعثات وحملات الحج منذ فترة مبكرة، مع أهمية إعادة النظر في الدول التي يصل حجاجها بلا بعثات أو ببعثات أقل تمثيلا، مضيفا أن من اللافت في أعمال التوعية الإسلامية في الحج التطور الإداري في كل عام من حيث آليات توزيع الدعاة، لكن المنتظر أن تهتم الأمانة العامة للتوعية برفع نسبة البرامج التدريبية للدعاة المتخصصين في الترجمة وزيادة الكتب المترجمة من حيث الكيف والنوع، والتحقق من أهمية مراعاة هذه الكتب لخطاب الحجاج المراد توعيتهم، مع أهمية التوسع في استخدام الوسائل المرئية والإلكترونية في التوعية.
أكثر الشعوب التزاما
وأشار محمد حريري صاحب مجموعة للحج والعمرة أن طبائع الشعوب تختلف باختلاف البيئة المحيطة بهم، ولا يخفى على الجميع أن مستوى التعليم والثقافة له بالغ الأثر في التأثير على طبائع الشعوب، ما ينعكس على سلوكهم أثناء أداء مناسكهم، مشيرا إلى أن أكثر الشعوب ترتيبا والتزاما وتدريبا على أداء المناسك هم الماليزيون، كما أن شعوب شرق آسيا تتسم بالهدوء والميل إلى الترتيب عموما، كما أن هناك بعض الدول التي تفرض دورات تدريبية على الحجاج والمعتمرين قبل قدومهم، ومنها ماليزيا وإيران، وبالتالي هذا يجعلهم أكثر تنظيما وترتيبا.
تأهيل الحجاج
وحول دور لجنة الحج في تأهيل الحجاج، أوضح رئيس لجنة الحج في الغرفة التجارية الصناعية في جدة عبد القادر جبرتي أن من مهام اللجنة المساهمة في التوعية من خلال عقد الاجتماعات مع جميع شركات حجاج الداخل للتوعية بأساليب الإدارة الحديثة لتنظيم حجاج الداخل بتوجيهات من وزارة الحج، مضيفا أن الشركات والمؤسسات أصبحت تقدم دورات تدريبية للمرشدين، وإدخال جانب التوعية الدينية كشرط أساسي لنجاح الحملة، ذلك أن بعض الحجاج لا يعرف كيف يؤدى الشعيرة، وهذا الأمر هو الذي يسبب السلبيات، فبالرغم من وضوح التعليمات بعدم حمل الحقائب نجد من الحجاج من يفعل ذلك، بينما الحاج بهذا التصرف يسبب إشكالية لنفسه وغيره، في حين تظل هناك فوارق في وعي الحاج.
ومن جانبها، ترى رئيسة اللجنة النسائية التطوعية في مؤسسة حجاج جنوب آسيا المطوفة فاتن إبراهيم حسين أن توعية الحجاج في بلادهم أمر ضروري، ولا شك أن التوعية الشاملة من وسائل الإعلام المحلية وبلغات الحجاج أمر أساسي، إضافة إلى الإعلانات والمنشورات من القائمين على أمور الحجاج وتذكيرهم بأهمية النظافة على صحة الفرد وسلامة المجتمع، بل إن المحافظة على البيئة والنظافة في الموسم أمر تتحمله كافة الجهات ذات العلاقة، داعية لفرض عقوبات وغرامات على كل من يتجاوز القوانين، وتطوير النظام عن طريق الكاميرات الذكية لرصد المخالفات.
الأمراض في الحج
من الناحية الصحية، أوضح الدكتور سامي محمد باداود مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة أنه تم تجنيد القوى البشرية سواء فنية أو إدارية أو أطباء للموسم، حيث بلغ عدد المكلفين بمركز المراقبة الصحية في مطار الملك عبدالعزيز 589 مكلفا، بينما عدد المكلفين في مركز المراقبة الصحية في الميناء 140 مكلفا، وهذه المرافق الصحية تعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة، ويطبق الموظفون كامل الاشتراطات الصحية الواجب اتخاذها تجاه القادمين لأداء فريضة الحج، للتأكد من سلامتهم صحيا وخلوهم من أي إمراض وبائية معدية، وتقييم العلاجات الوقائية من اللقاحات والأمصال، وتقديم الرعاية الصحية والعلاجية لضيوف الرحمن، وتحويل الحالات التي تحتاج إلى تخصصات دقيقة أو تنويم إلى المستشفيات في جدة.
وشدد باداود على أخذ الحاج للقاح الحمى المخية الشوكية ولقاح مرض الكوليرا وشلل الأطفال والحمى الصفراء وحمى الضنك، مع التركيز على برامج وفعاليات التوعية الصحية والتثقيف الصحي للحجاج.
ومن جانبه، أوضح مدير الشؤون الصحية في منطقة المدينة المنورة الدكتور عبد الله الطائفي أن إدارته قسمت خطة الحج إلى عدة محاور تتضمن خطة وقائية لمواجهة الأمراض التي يمكن أن تنتقل خلال موسم الحج، حيث تشتمل الخطة على تقديم كافة الخدمات الوقائية، ابتداء بمرحلة التجهيز التحضيرية من خلال تأمين مستلزمات الاستكشاف لناقلي الأمراض المعدية والفيروسات وأمراض حمى الضنك والملاريا، والدعم لمعالجة وحصر تلك الحالات، والتوعية بالأمراض بالتعاون مع إدارة الأوقاف لتوعية الأهالي في المساجد، وبالتعاون مع وزارة الحج لتوعية بعثات الحجاج، وأيضاً إدارة التربية والتعليم في المنطقة وفروعها للتوعية في المدارس والجامعات ومنسوبيها، ويليها مرحلة تحديد مواقع الفرق الصحية الميدانية بالتعاون مع الأمانة وكافة فروعها للوقاية من خلال تكليف فرق خاصة لاستكشاف البعوض الناقل للأمراض، والقضاء عليه بأحدث الوسائل بالتعاون مع أمانة المدينة المنورة، ودعم الاستقصاء الوبائي الإيجابي للحالات الإيجابية ومعالجتها ومتابعة حالات مراحل الشفاء التام، وأيضا إعطاء التطعيمات الوقائية لمرض الحمى الشوكية في المنافذ البرية والجوية والبحرية، بالإضافة إلى فرق الرش والتطهير التي تركز على أماكن التجمعات ذات المستوى البيئي المتدني والمرور على محال تداول الأغذية والأطعمة والكشف على خزانات المياه حيث تعمل جميع الفرق الميدانية لتوفير الإصحاح البيئي الذي يوفر المناخ الصحي المناسب لضيوف الرحمن.
ومن جهته، أوضح المدير العام للأمراض الوبائية والمعدية في وزارة الصحة الدكتور رأفت الحكيم أن استعدادات الوزارة لمجابهة الأمراض الوافدة تشمل توعية الحجاج عن الأمراض الأكثر انتشارا وأعراضها وطرق عدواها والوقاية منها، وحثهم على اتباع قواعد مكافحة العدوى من غسل الأيدي باستمرار واستعمال الكمامات في المناطق المزدحمة، كذلك يتم إصدار الاشتراطات الصحية التي يجب توافرها في القادمين للحج أو العمرة سنويا والتي ترسل إلى سفارات المملكة في الخارج، كما ترسل إلى وزارة الداخلية، وإمارة مكة المكرمة، ووزارة الحج، ولا تعطي تأشيرة الحج إلا بعد استيفاء الحاج شرط التطعيم ضد مرض الحمى المخية الشوكية، التطعيم ضد مرض الحمى الصفراء، التطعيم بلقاح شلل الأطفال والتوصية لجميع الحجاج بالتطعيم بلقاح الانفونزا الموسمية.
وأضاف: هناك 15 منفذا لدخول الحجاج (جوية وبحرية وبرية)، ويوجد برنامج متكامل للمنافذ يتكون من فرق مكونة من أطباء متخصصين وممرضين ومراقبين صحيين لاكتشاف الحالات واستكمال الإجراءات الوقائية، من إعطاء لقاحات أو علاج وقائي، ثم تأتي الإجراءات الوقائية أثناء إقامة الحجاج، وهي المرحلة التي يتواجد فيها الحجاج في مكة المكرمة أو المدينة المنورة أو المشاعر المقدسة، حيث يبدأ منذ الخامس من ذي القعدة برنامج الحج الوقائي، والذي يعمل على المراقبة الوبائية للأمراض المعدية في مناطق الحج، ويحتوي البرنامج على توزيع فرق استقصاء وبائي في جميع المستشفيات في مناطق الحج وفي المراكز الصحية والبعثات الطبية (فرق ثابتة)، وهناك فرق متحركة تقوم بالإجراءات الوقائية وأماكن تواجدهم مع غرفة عمليات مركزية لاكتشاف الحالات مبكرا لعلاجها واتحاذ الإجراءات الوقائية حيال المخالطين من تطعيم أو علاج وقائي أو توعية صحية أو رش بالمبيدات في حالة الأمراض التي تنتقل عن طريق البعوض أو غيرها من الإجراءات الوقائية، كما يوجد برنامج عن طريق الهواتف الذكية لضمان سرعة وصول المعلومة، فيما تصدر وزارة الصحة في نهاية موسم الحج تقريرا مفصلا عن البرامج والإجراءات التي تمت والأمراض التي تم رصدها في الحج.
محاصرة الجريمة
من الناحية الأمنية، يؤكد مساعد مدير الأمن العام للأمن اللواء خضر الزهراني أن قيادة قوات أمن الحج تضطلع بكافة الإجراءات الأمنية في مشاعر الحج، من حيث منع الجريمة قبل وقوعها وضبطها بعد وقوعها وجمع استدلالاتها وتقديمها لجهات التحقيق الرسمية من الدوريات الأمنية والحراسات والبحث الجنائي ومراكز الشرط، مشيرا إلى أن من أبرز الظواهر السلبية التي يتم ضبطها خلال الموسم والتي يتم التركيز على رصدها، عمليات النشل والسرقة التي يتعرض لها بعض الحجاج خلال فترات ذروة الازدحام، وكذلك المضاربات والخلافات على السير وتزوير سندات الأضاحي، وتتركز هذه الظواهر في أيام 4 و 5 ذي الحجة، حيث تشهد كثافة مغادرة الحجاج إلى المشاعر المقدسة، وخلال الفترة من 8 إلى 13 ذي الحجة في المشاعر المقدسة خلال أيام التفويج والمغادرة، لافتا إلى أنه جرى تكليف الأعداد الكافية من رجال الأمن بما يحقق الأمن والسلامة لجموع الحجيج.
التقنية تصطاد المجرمين
ومن جانبه، أكد مدير شعبة التزييف والتزوير في شرطة منطقة المدينة المنورة العقيد الدكتور عبد الله بن سعود السراني أن إدارته اتخذت كافة الخطوات لمنع استغلال موسم الحج في تصريف أموال مزيفة على الحجاج، وتتتبع من يحاولون استغلال الحجاج في عمليات نصب واحتيال، حيث تم نشر أفراد التحري حول محال الصرافة والمولات الكبيرة التي يرتادها الحجاج بهدف حمايتهم من الاستغلال، مشيرا إلى نصب كاميرات مراقبة في عدة مواقع في المنطقة المركزية في المدينة المنورة والشوارع الرئيسة المؤدية إليها، ضمن خطة مدروسة تم اعتمادها من مدير الأمن العام ومدير شرطة المنطقة، تركز على منع استغلال جهل الحجاج بالعملات من حيث الشكل والملمس، مشيرا إلى أن الخطة التي بدا تنفيذها في العاشر من ذي القعدة الجاري لم تسجل أية عملية ضبط عملة مزيفة، رغم المحاولات التي اتخذها البعض للتحايل على الحجاج، ومنها الكشف عن أشخاص يقفون بالقرب من محال الصرافة المجاورة للحرم النبوي، ويحاولون اصطياد الحجاج قبل وصولهم إلى المحال، حيث يعرضون عليهم إجراء عملية صرف بسعر يقل عن السعر الممنوح في محل الصرافة، ويوهمون الزائر بأنه يمكن أن يحصل على سعر صرف أقل من السوق، إلا أن العملة التي يحملونها «مزيفة»، وقد تم تكثيف الرقابة في كافة أرجاء المنطقة المركزية لمنع مثل هذه العمليات المحدودة، في ظل وجود عناصر وأفراد مدنيين لديهم الخبرة الكافية في التحقق من المشتبه بهم ومن يترددون على المحلات والأماكن التي يرتادها الحجاج دون غرض الشراء.
عقوبات الطيران
وفيما يتعلق بعودة الحجيج لضمان عدم تخلفهم بعد أداء الفريضة، أوضح مدير محطة الخطوط السعودية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة عصام فؤاد أن هناك خطة وضوابط وضعتها حكومة المملكة من اتجاهين، الأول من خلال المتابعة المستمرة من وزارة الحج المتمثلة في مؤسسة الطوافة ولجنة التفويج ولجنة الإمارة والمتابعة الشخصية من وزارة الحج في هذه المواقع، ثانيا لا يمكن لأي حاج البقاء بعد أداء النسك لأن شركة الطيران تصل في الوقت المحدد وتعيد الحجاج إلى دولهم، وفي حال عدم التزام الشركات تفرض عليهم الضمانات البنكية، ويحق للطيران المدني استئجار رحلات لنقل الحجاج إلى بلدانهم.
وأوضح فؤاد أن هيئة الطيران المدني تعمل مع لجنة الحج المركزية من خلال اجتماعات تحضيرية لوضع الضوابط ومناقشة جميع السلبيات وتلافيها في كل موسم.
وشددت الهيئة العامة للطيران المدني على وجوب التزام شركات الطيران بإعادة الحجاج على رحلاتها التي قدموا عليها، وعدم إعادتهم على شركات طيران أخرى، إلا بموافقة مسبقة من قبل الهيئة، ويحق لشركات الطيران إلغاء ما نسبته 10 في المائة من مجموع عدد الرحلات المعتمدة لمرحلتي القدوم والمغادرة، على أن تقدم طلبات الإلغاء لإدارة العمليات في المطار قبل المواعيد المحددة بفترة لا تقل عن 48 ساعة، وفي حالة المخالفة سيتم تطبيق العقوبات اللازمة حيال ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.