• تبدو لعبة القدم مزهوة بنفسها في ملاعبنا بل وملاعب العرب كل العرب وهو زهو مقبول لو نظرنا للأمور كما هي في المدرجات، أما إذا أردنا أن نتحدث عن حق آخر كفلته الرياضة لألعاب أخرى فهنا سنبدو كمن يحاكم نفسه أمام مرآة. • فهذه الكرة نعيش معها أحيانا حالة حب وأحيانا حالة ترف وفي كثير من الأحيان تصل علاقتنا بها حد الطلاق. • لست هنا براو أو قاص يبحث من الأساطير عن بطل ويبحث من الواقع عن نادل؛ ليكمل الفراغ به بل أنا هنا رياضي يحب الرياضة ويكتب في الرياضة من أجل الرياضة. • أرى كما ترون تدليلا مبالغا فيه للعبة القدم على حساب ألعاب أخرى، دعوني اسميها مجازا بالألعاب الشهيدة. • فهذه الألعاب مع مد القدم ضاق عليها الخناق لدرجة لم نعد نعرف أين هي، هل مازالت كما عهدناها تموت واقفة أم ماتت وتركت لنا البكاء على الأطلال؟ • أعرف أن دوري الطائرة مستمر، وأدرك أن كل الدوريات تنس وسلة ويد وما إلى ذلك من ألعاب تواصل التحليق ولكن في سماء النسيان. • الصالات فارغة والأندية بما فيها الأندية الرائدة فضلت أن تجاري الكل، أما الإعلام فلن يترك القدم ويذهب إلى متابعة ألعاب لا تؤكل عيش. • يسأل كاتب أين منتخباتنا وأنديتنا من المشاركات الخارجية في الألعاب المختلفة ويذهب وهو يؤطر سؤاله بعلامة الاستفهام إلى ضرورة حث الأندية إلى أن تعيد الحياة لهذه الألعاب. • ولأن عدد الأندية المعتمدة تحت مظلة رعاية الشباب ما يربو عن مائة وثمانين ناديا فأتمنى أن يتم إعادة التقييم لهذه الأندية بما يخدم الرياضة بعيدا عن الإغراق... • فثمة أندية لدينا معطلة تماما يجب إعادة النظر فيها بما يخدم رياضة الوطن في مواقع أخرى وجغرافية أخرى. • لماذا لا نفرغ من هذا الكم الكبير من الأندية، عدد منها لخدمة الألعاب المختلفة وعدد آخر ألعاب القوة والقوى وعدد للألعاب القتالية وأخرى للمائية؟ • سؤال يجب أن يطرح هذه الأيام بقوة لا سيما وأن ألعابنا المختلفة بدأت في ظل سطوة القدم تتآكل ومعها لم نعد قادرين على تحقيق بطولات إقليمية في هذه الألعاب ولم أقل قارية. • أدرك أن هناك رغبات من الاتحادات المعنية بهذه الألعاب في إيجاد حلول جذرية لتجاوز هذا التراجع لكن الرغبة وحدها لا تكفي، بل تحتاج هذه الرغبات إلى ترجمة على أرض الواقع بدلا من أن نضع أيدينا على خدودنا ونرتهن لسوالف كان.. ياما كان.. وخذ من هذا الاستجرار الذكرياتي. • الأندية كلها بما فيها «أبو الألعاب» كل الألعاب الأهلي لم تعد تستهويه بطولات هذه الألعاب، ولم تعد تملك الرغبة في أن تكون حاضنة لألعاب خرجت من الدائرة بأمر وسطوة وحضوة كرة القدم. • من يذكر الصالات كيف كانت تمتلئ بالجمهور في أكثر المباريات المعنية بالألعاب المختلفة؟ • أذكر باليوم والتاريخ والمناسبات أيام عز هذه الألعاب، لكن هذا كان يومها للألعاب المختلفة صولجانها. • للأسف أهملت هذه الألعاب من الاتحادات قبل الأندية ونتاج هذا الإهمال ما تراه راهنا على أرض الواقع. • لست متشائما هنا عندما أقول هكذا وبجلافة أن هذه الألعاب ماتت بل أشير بكل شجاعة إلى موطن خلل صمت عنه الكل إلى أن وصل لهذه المرحلة. • أنا مثلكم مغرم بالقدم ومثلكم أحب رياضة كرة القدم ولكن ما ذنب هذه الألعاب أن تتهاوى لتصل لهذه الدرجة من التعب. • المشكلة أن هناك في الاتحادات المسيرة لهذه الألعاب من ترك عمله وذهب يطارد كرة القدم في الملاعب وفي الصحف وفي البرامج التلفزيونية. • ومشكلة الأمر أن الحديث اليوم في بعض الاتحادات عن هذه الألعاب يأتي بلا مضمون ولا هدف، أي أنه حديث مسؤول جهزت له العلاقات العامة أبرز ما يجب أن يقوله سيادة المسؤول. • أتمنى من الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية السعودية ضرورة النظر فيما يحدث لهذه الألعاب وأن يتم دراسة مكمن الإخفاق قبل فوات الأوان. • فألعابنا تغرق ورؤساء الاتحاد يقولون كل شيء على ما يرام. • اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.