هذا الكتاب ليس جديدا في حد ذاته، ولكن مواضيعه وطروحاته لا تزال قيد الدراسة إلى اليوم.. يكاد أن يكون هذا الكتاب فريدا من نوعه باللغة العربية، فهو يستبطن الرحلة التي قطعها الإنسان عبر تاريخه الحضاري وهو حائر بين العلم والخرافة. يثير المؤلف عددا من الرؤى والقضايا الخرافية التي استند إليها الإنسان في تفسيره لكثير من الظواهر الكونية، وفي كل مرة يطرح الكتاب المفارقة تلو الأخرى بين شواهد ومرئيات استخدم فيهما الإنسان عقله وبين إغراءات الارتداد إلى مراحل الطفولة البشرية. يتناول المؤلف فكرة الهوس الخرافي في تسعة فصول؛ أهمها العلاج الروحي، خدعة الجراحة الروحية، استخدام الخرافة في العلاج، الأطباق الطائرة، ومثلث برمودا والأهرامات الفرعونية في مواجهة الشرائع الطبيعية. في هذا الكتاب يقول المؤلف إن لكل عصر خرافاته، وهو يكشف الأبعاد الخفية التي تورط فيها الإعلام العالمي للترويج عن الخرافات العصرية. وفي الوقت نفسه فهو ينتقد خلو المكتبة العربية من كتاب علمي جاد يتناول التفسيرات لما وقر في عقول هذا الزمان من خرافات تتستر وراء العلم . هذا الكتاب يتضمن الكثير من القصص والحكايات التي تتداخل فيها حقائق العلم مع الخرافات التي يسوقها المحتالون تحت مسميات المعجزة. تنطلق رحلة الكتاب من الفلبين حيث يروي المؤلف الدكتور عبدالمحسن صالح كيف أن أحد الفلبينيين خدع مريضا فرنسيا عندما اخترقت أصابع الفلبيني بطن المريض الفرنسي، وأخرج من كليتيه رمالا. ذهل المشاهدون في فرنسا عندما نقل التلفزيون وقائع العملية، فيما حمل المريض صور العملية بنفسه وطاف بها على دور الصحف والمجلات وروى قصته لمواطنيه. يقول المواطن الفرنسي للصحف والمجلات التي تولت نيابة عنه سرد وقائع القصة التالية: دخلت على طبيب فلبيني على بعد 15 كيلو مترا من العاصمة مانيلا، ورأيت فتاة ممدة على سرير العمليات، ومد الطبيب يديه إلى بطنها فانشقت بمجرد لمس أصابعه لها وأخرج منها ضفدعة حية، ورأيت بعيني الضفدعة، وهي تتصارع داخل الكيس الذي وضعت فيه توطئة لحرقها، وفكرت في الهرب فأنا لا أصدق ما تراه عيناي، وتمددت بدوري بعد أن خلعت قميصي، وأحسست بأصابع الطبيب تتسرب تحت الجلد، وتجول بين كليتي، وشعرت بسائل يتدفق على بطني من الخارج، وكان هو الدم الذي سال مني، ولكنني لم أشعر بأي ألم. بعد ثلاث دقائق أقفل الطبيب الجرح، ومسحه بقطعة من القطن، وقال لي الطبيب اذهب الآن واسترح واشكر الله. جلست أشاهد بقية العمليات عن قرب وبعد أيام رفعت العصابة، فلم أر أي أثر للجرح، وشعرت براحة بعد أن أنتزعت الرمال من كليتي. هذا الكتاب يروي للقارئ عشرات القصص والحكايات التي لا تزال تحدث إلى اليوم، وهو يناقشها بمعايير العلم، ويطرح أسئلة منطقية وبارعة تتناقض مع مزاعم الخرافة التي تؤكد شرعية الجراحات الروحية. هذا الكتاب يسوق عشرات القصص الممتعة والمحزنة في آن واحد من أوروبا وأمريكا لضحايا وقعوا فرائس سهلة لهذا النوع من الخداع. وفي الوقت نفسه فهو يتتبع أشهر محتالي الجراحات الروحية في الفلبين، ويروي عشرات الاتصالات الجادة التي عاد أصحابها بخفي حنين. هذا الكتاب يتناول جلسات الجن والعفاريت وحفلات الزار بين عوام الوطن العربي ومثقفيه أيضا، وهو يناقشها بأسلوب بارع، ويشرح الأسباب التي أدت إلى مثل هذه الظواهر حتى في طبقة المتعلمين، فضلا عن كونه يتناول الطب الشعبي وعلاقته بالتصورات القديمة كما يتطرق إلى طرح العلاج بالإبر الصينية، ويقول إن الإبر ليست وسيلة علاج فهي وسيلة تخدير لا يزيد استخدامها عن 5 في المائة بين سكان الصين. وبنفس المنطق يناقش المؤلف فكرة القوى الخفية التي تنطلق من الكائنات الحية ونوع آخر من القوى يثني المعادن ويقول إنهما ليستا أكثر من خدعة عصرية. هذا الكتاب يستعرض شذرات من حياة يوري جيلر الذي عرف في ثقافة الغرب باستخدامه قوى خفية فهو مثلا يضع يده على الشوك والسكاكين فتتحطم بمجرد لمسها، وقد عرضه التلفزيون الفرنسي بين عدد من الصحافيين. يتابع المؤلف قصة جيلر وينقل شذرات من مجلة نيتشر العلمية التي وصفت قصته من خلال المعاينة المخبرية بكونها لا تقدم أي دليل حاسم يساند نظرية الظواهر الخارقة. هذا الكتاب يناقش الكثير من هوس الحكايات الخرافية في أواخر القرن العشرين، وهو ينقل لنا التجارب المثيرة من روسيا والفلبين، ويفسر الكثير من التعليلات الخاطئة التي قادت الناس بعيدا عن الواقع، وبالإضافة إلى ذلك فهو يتعقب الأطباق الطائرة منذ عام 1947 ويشرح الكثير من الملابسات الخفية التي ساهمت في تشويه الحقائق، وهو يقدم البدايات الحقيقية الأولى لكيفية ظهور خدعة الأطباق الطائرة، كما يطالب بضرورة ترشيد الروايات العلمية لكي تكون في منأى عن الجنوح تجاه الخرافة.