بين الدكتور مصطفى حامد بن سميط (أستاذ الفقه وأصوله في كلية الشريعة في جامعة الأحقاف اليمن) في بحثه «التصدي للنوازل»، أن النازلة تشمل جميع الحوادث التي تحتاج لفتوى تبينها، سواء أكانت متكررة أو نادرة الحدوث، أو قديمة أو مستحدثة، مشيرا إلى أن للنازلة ثلاث خصائص؛ الوقوع، الجدة، والشدة. وحول حكم الاجتهاد في النوازل المعاصرة، أوضح ابن سميط أن الأقوال في ذلك ثلاثة، الأول؛ جواز الاجتهاد وبالتالي إصدار الفتوى بشأنها، الثاني؛ عدم جواز الإفتاء فيها بل يتوقف حتى يظفر فيها بقائل، الثالث؛ يفرق في موضوع النازلة فإن كانت في مسائل الفروع يجوز الإفتاء فيها، وإن كانت في مسائل الأصول فلا يجوز. ورأى الباحث أنه من الأحرى تقسيم النوازل إلى ثلاثة أقسام، هي؛ نوازل لا يوجد للفقهاء السابقين فيها نص، ونوازل منصوص عليها مبنية على أسس تغيرت، ونوازل منصوص عليها ولكن يؤدي الأخذ بنصها السابق في عصرنا إلى مفاسد. وتطرق إلى المجتهد في النوازل المعاصرة، حيث قسم المجتهدين إلى ستة أنواع، هم؛ المجتهد المطلق، والمجتهد المتجزئ الاجتهاد، المجتهد المنتسب، مجتهد المذهب، مجتهد الفتيا، المخرج الفقهي. وأوضح الباحث أن مراحل الحكم على النوازل ثلاثة؛ التصور (فهم الواقعة ذاتها والواقع المحيط بها)، التكييف (تكييف بسيط ومركب)، التطبيق (الحكم الشرعي على المسألة النازلة، وهو أخطر مراتب الاجتهاد)، مشيرا إلى أن التطبيق ينقسم إلى قسمين، عام وهو أن يعطي جنس النازلة جنس الحكم، وخاص يكون بتطبيق الحكم على الشخص المعين في الحال المعين.