شهدت جدة أمس، بدء حملة ل 400 فتاة وشاب من مختلف الفئات السنية تستهدف نظافة كورنيش المحافظة من بقايا أطعمة، ومواد بلاستيكية وألمونيوم، وطحالب بحرية ضارة بالصحة والبيئة، ونقلها إلى مكب النفايات بسواعد متعطرة بحب الوطن. وتصور الحملة ملحمة شبابية للفريق التطوعي الذي تكون في بداياته من أربعة أفراد، وسرعان ما جذبت لها المئات من الفتيات والشبان المتمتعين بروح المبادرة، بالتعاون مع جمعية البيئة السعودية. واعتمدت الحملة على بث روح التنافس والتحدي بين الجنسين (الذكور، الإناث)، إذ قسموا إلى فريقين، يتسابقون نحو الصدارة في حجم النفايات البحرية المزالة من على ضفاف شاطئ عروس البحر الأحمر التي قتلتها في أعوام ماضية، اللامبالاة. وأوضح المشرف العام على برامج التوعية والتثقيف البيئي لجمعية البيئة السعودية جمال منذري أن هدف الحملة تلخص في إشعار المشاركين والمتابعين من زوار الشاطئ بالمسؤولية الاجتماعية اتجاه عروس البحر الأحمر، وبالأخص في هذه الأيام التي يتعرف عليها آلاف الزوار القادمين من مدن العالم بهدف أداء مناسك الحج. وثمن منذري جهود الفتيات والشباب العاملين في تنظيف كورنيش جدة من النفايات والمواد الضارة، مشيرا إلى أنه تم التنسيق مع فريق الحملة بشكل سريع قبل يومين، وبالتحديد بعد استبعاد كافة الحواجز المعترضة لتنفيذ الحملة، وتشجيعهم على تنفيذ رغباتهم. ورأى المشرف على الحملة أن نظافة جدة مسؤولية المجتمع وكافة الجهات المعنية، مدعومة بوعي بيئي، مفيدا بأن الشباب ابتكروا طريقة تساند الجهات الحكومية والجمعيات بما يعود بالنفع على نظافة المحافظة. وبين منذري أن فكرة تنظيف شاطئ البحر الأحمر بدأت من طالبتين في مدرسة علوم جدة الدولية، مضيفا «وكانت الفكرة عبارة عن مشروع تخرج، وقد وجدت القبول لدى جمعية البيئة السعودية ما دفعها إلى تطبيقها على أرض الواقع». وأبان المشرف على الحملة أن البداية كانت بسيطة جدا بعد أن شارك عدد قليل من الشباب والفتيات، بيد أن هذا العدد في تزايد مستمر في كل حملة منظمة لنظافة جدة من النفايات، معتبرا أن التقدم في ازدياد الأعداد هو من أهداف هذه الحملة. وعند سؤاله عن أبرز النفايات التي انتشلها المتطوعون من البحر، قال إن النفايات المزالة عبارة عن بقايا أطعمة، ومواد من البلاستيك والألمنيوم، والطحالب البحرية التي كانت الأكثر بروزا. من جهتها، قالت مسؤولة النواة الأولى لمتطوعي نظافة محافظة جدة مها طاهر إن خمسة أفراد شكلوا الانطلاقة الأولى للحملة، مضيفة «وزاد العدد إلى عشرة أفراد، ثم إلى 38 فردا، حتى وصلنا إلى 400 فتاة وشاب يعملون متطوعين ومتابعين لنظافة البحر الأحمر ومحافظة جدة». وأشارت مها طاهر إلى أن العمل التطوعي لنظافة المدينة يتطلب إبرازه بأشكال مختلفة سواء في الإعلانات أو الملصقات التي تدل على أهمية التعاون والتكاتف للنظافة حتى يستشعر كل من يزور كورنيش جدة مسؤوليته الاجتماعية اتجاه مشاركته في نظافة عروس البحر الأحمر. بدوره، أوضح ثامر باشماغ متطوع أن مشاركته في نظافة الكورنيش بعد أن تعرف على الحملة عبر موقع للاتصال الاجتماعي على الشبكة الإلكتروني، حيث رغب في المشاركة برفقة أخوانه وأصدقائه. فيما قال سعيد الغامدي متطوع إنه خلال المشاركة في التنظيف كانت المجموعة تعمل بإخلاص وحماس شديدين في الوقت الذي حدد المنظمون ساعتين لإنهاء العمل بشكل كامل، ومسح شامل لطول خط البحر على الكورنيش للتأكد من نظافته، مبديا سعادته للتطوع في حملة نظافة المحافظة. من جهتها، بينت رهام غنيم متطوعة أن مشاركتها وضحت لها مدى المخلفات المضرة بالصحة والبيئة المنتشرة على ضفاف البحر الأحمر في جدة، مشيرة إلى أن هذه المواد ومع مرور الوقت تجعل من بيئة البحر ملوثة جدا وهذا ما ينعكس على أهالي المحافظة سلبا، وبالأخص أثناء السباحة. بدورها، دعت نمياء بايزيد متطوعة سكان وزوار كورنيش جدة إلى التكاتف والتعاون حتى لا تتحول البيئة البحرية على طول الكورنيش إلى مصدر تلوث يضر بالصحة العامة والمحيطة بالمنطقة.