فجر بازل السويسري مفاجأة من العيار الثقيل بختام جولة الذهاب لدوري أبطال أوروبا، عندما أسقط مضيفه روما الإيطالي بثلاثية مدوية على ملعب الأولمبيكو، لخبطت أوراق المجموعة الخامسة التي يتصدرها بايرن ميونخ الألماني، حيث عزز حظوظه في المنافسة على بطاقتي التأهل بعد تساويه مع فريقي روما وكلوج في عدد النقاط بواقع ثلاث لكل منهم، فيما خلت باقي المباريات من المفاجآت باستثناء لقاء آرسنال الإنجليزي وشاختار الأوكراني والتي انتهت (5/1) لصالح الأول، عكست توقعات المراقبين للبطولة والذين تنبأوا بظهور المباراة بشكل ندي وقوي قياسا بنتائج الفريقين في الجولتين الماضيتين، في حين نجح ليون الفرنسي وبايرن ميونخ الألماني بجانب تشلسي وآرسنال الإنجليزيين، كذلك ريال مدريد الإسباني في حصد العلامة الكاملة من المباريات الثلاث التي خاضوها، ليقطعوا 50 في المائة من المشوار نحو الوصول للدور الثاني، بعد تصدرهم مجموعاتهم بلا منافس، وسيشتد الصراع في جولة الإياب ما بين الفرق المتفوقة وتلك المتعثرة، بهدف تحسين الصورة ومواصلة التفوق فيما تبقى من مباريات دور المجموعات، وتبدو الأمور تسير في الاتجاه الصحيح بالنسبة للفرق الجماهيرية التي رفضت معادلة المفاجآت وواصلت مستوياتها الجيدة، فيما تعاني أخرى من تذبذب المستوى والنتائج، ولازالت حظوظها غامضة في انتظار ما ستسفر عنه المباريات المقبلة، وفئة ربما فقدت الأمل في العودة مجددا للواجهة، بعد خروجها خالية الوفاض من النقاط والمستوى، وفي السطور التالية نستعرض أبرز نتائج اللقاءات في الجولة الثالثة: المجموعة الأولى خطا إنتر ميلان الإيطالي خطوة جديدة نحو مشوار الحفاظ على لقبه، بعد فوزه على مطارده المباشر توتنهام الإنجليزي(4/3)، بعد مباراة مثيرة شهدت طرد حارس الضيوف هيلاريو جوميز بعد مرور ثماني دقائق من المباراة، ليستغل أبناء المدرب رافاييل بينيتيز النقص العددي ويتوجوا ذلك بأربعة أهداف مع نهاية الشوط الأول جاءت بتوقيع خافيير زانيتي، صامويل إيتو (هدفين)، وديان ستانكوفيتش، وكادت المفاجأة أن تحضر في الحصة الثانية، عندما سجل الضيوف ثلاثة أهداف بواسطة جاريث بال، إلا أنها لم تكن كافية لتعديل الوضع، ورفع الإنتر رصيده إلى سبع نقاط في الصدارة مقابل أربع لتوتنهام، وهما سيتقابلان إيابا في الثاني من نوفمبر على ملعب هارت لاين في مواجهة ستعني الكثير لهما، في حين فشل فيردر بريمن الألماني وتفنتي الهولندي، في تحقيق فوزهما الأول في البطولة بعد تعادلهما إيجابا (1/1)، مما صعب موقفهما في المجموعة، إذ يقبعان في مؤخرة الترتيب بنقطتين لكلا منهما، وسيتعين عليهما تحقيق الفوز في مباراتهما المقبلة، إذا ما أردا إنعاش آمالهما في التأهل. المجوعة الثانية تسير الأمور في الاتجاه الصحيح بالنسبة لليون الفرنسي، الذي يخطو بثبات في البطولة الأوروبية الأم، حيث نجح في تحقيق ثلاثة انتصارات مكنته من اعتلاء صدارة المجموعة بتسع نقاط بفارق ثلاث نقاط عن أقرب منافسيه، وهو تخطي عقبة بنفيكا البرتغالي في الجولة الماضية ( 2/0) على ملعب جيرلاند، منحته دفعة معنوية إضافية لضمان تأهله دون الشروع في حسابات معقدة، ويأمل في تكرار انتصاره عندما يحل ضيفا على بنفيكا في اللقاء المقبل، إذ يعني فوزه وصوله للنقطة 12 واقترابه بشكل كبير من إعلان تأهله، فيما عزز شالكه الألماني حظوظه بنقاط خصمه هابويل بفوزه عليه (3/1)، رفعت رصيده إلى ست نقاط، ويأمل في تخطي عقبة ذات الفريق عندما يحل عليه ضيفا في اللقاء المقبل، لمواصلة مطاردته لليون الفرنسي، والابتعاد عن حسابات التأهل والإقصاء المبكر. المجموعة الثالثة يتصدر مانشستر يونايتد المجموعة بسبع نقاط، وهو حقق الفوز على بورصا سبور التركي (1/0) على ملعب أولد ترافورد بإمضاء نجمه البرتغالي لويس ناني، وصف بالصعب نظير تواضع خصمه، إلا أن مدربه السير فيرغسون أعتبر النقاط هي الأهم في مرحلة المجموعات بغض النظر عن المستوى، وربما يميل حديث مدربه للواقعية، إذ يهدف إلى إعلان تأهله عن المجموعة بأقل جهد ممكن، لتجنب الإصابات والإيقافات التي قد تؤثر عليه في المباريات المقبلة، ويمني النفس بالوصول للنقطة العاشرة حين يغادر إلى تركيا لملاقاة بورصا سبور في لقاء الإياب، في حين فشل غلاسكو رينجرز الأسكتلندي من الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور في مباراته الأخيرة أمام فالنسيا، إذ سقط في فخ التعادل (1/1) حدت من توسيع الفارق مع خصمه، حيث يملك خمس نقاط من فوز وتعادلين، مقابل أربع للفريق الإسباني، وسيكون اللقاء المقبل بينهما إيابا مهما لهما، إذ يعني فوز أحدهما حلوله ثانيا في المجموعة وقطع نسبة جيدة نحو التأهل، الأمر الذي يطمحان لتحقيقه، خاصة وأنهما سيواجهان معضلة حقيقة عندما يلاقيان «مان يونايتد» المتصدر في الجولة الخامسة والسادسة. المجموعة الرابعة استعاد برشلونة الإسباني توازنه بعد تعادله في الجولة الثانية أمام روبن كازان الروسي (1/1)، وذلك على حساب مطارده المباشر كوبهاغن الدنماركي (2/0) بتوقيع نجمه الإرجنتيني ليون ميسي أعادته مجددا للصدارة بسبع نقاط، ليوقف زحف خصمه الذي نجح في تحقيق ست نقاط من فوزه على كازان وباناثيناكوس في الجولتين الأولى والثانية، وأظهر برشلونة معدنه الحقيقي في المواجهة، إذ قدم مستوى مقنعا مكنه من خطف النقاط التي كانت تعني له الشيء الكثير بالنسبة لوضعه في المجموعة، وهو سيحل ضيفا ثقيلا على الفريق الدنماركي في الجولة الرابعة، في لقاء يمثل أهمية بالغة لهما، ويأمل برشلونة الخروج بنتيجة إيجابية للاستمرار في مقدمة الترتيب والبعد عن الحسابات، في المقابل أخفق باثيناكوس في مواجهته مع روبن كازان، ورفض الاستفادة من العوامل الإيجابية التي تهيأت له لتحقيق انتصاره الأول، حيث سقط على أرضه في فخ التعادل السلبي، ليحصد نقطة من ثلاث مباريات مقابل نقطتين لخصمه، ويبدو أن الفريقين بعيدان عن اللحاق بصاحبي المركزين الأول والثاني؛ نضير نتائجهما السلبية إلى الآن وإن كان الفريق الروسي يملك فرصة معقدة لتحسين وضعه، إذا ما سار في طريق الانتصارات اعتبارا من الجولة المقبلة. المجموعة الخامسة واصل بايرن ميونخ أفضليته القارية بتحقيق العلامة الكاملة من مبارياته الثلاث التي خاضها، وإن كان فوزه الأخير على كلوج الروماني (3/2) جاء بشق الأنفس بعد مباراة تقاسم فيها المستوى مع ضيفه، ويبدو وضعه مطمئنا لحد بعيد كونه يبتعد بست نقاط عن منافسيه، وهو بحاجة لانتصار أخير لإعلان تأهله رسميا عن المجموعة التي تشهد تباينا في النتائج بالنسبة للفرق الثلاثة الأخرى، وهو سيواجه ذات الخصم في الجولة الرابعة على ملعب الدكتور كونستانتين رادوليسكو، في المقابل فجر بازل السويسري مفاجأة من العيار الثقيل عندما أسقط مضيفه في عقر داره (3/1)، بعد أداء أكثر من رائع لكتيبة المدرب تورستن فينك، لينعش الفريق السويسري آماله مجددا بعد أن تلاشت بخسارته مباريتي الجولة الأولى والثانية، وستكون المواجهة بينهما إيابا على ستاد سانت جاكوب بارك في سويسرا محكا حقيقيا لكلاهما، خاصة وأنهما يتساويان في النقاط بواقع ثلاث لكل منهما، بالتساوي أيضا مع كلوج الروماني، وستؤدي نتائج مباريات الإياب الثلاث دورا مهما في تحديد صاحب المركز الثاني، إذا ما سلمنا ببعد بارين ميونخ عن حسابات المجموعة. المجموعة السادسة سيكون أمام تشلسي الإنجليزي مباراة تفصله عن إعلان تأهله الرسمي لدور ال16، حيث حقق تسع نقاط من ثلاث مباريات، كان آخرها أمام المنافس المباشر على الصدارة سبارتاك موسكو الروسي (2/0)، وانتصاره المقبل إذا ما تحقق سيوصله للنقطة 12 وهي كفيلة بانتقاله للدور المقبل، الأمر الذي يخطط لتحقيقه المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وتبدو المهمة في متناول يد الفريق اللندني المتفوق فنيا على خصومه، وهذا ما ظهر في مباراته أمام سبارتاك الذي سيواجه إيابا في الجولة المقبلة، في حين نجح مارسيليا الفرنسي في النهوض من كبوة الجولتين الأولى والثانية والتي خسر نتيجتها، حيث استغل جيدا دعم الأرض والجمهور وحقق انتصارا معنويا على زيلينا السلوفاكي (1/0)، أنعش آماله نوعا ما في المنافسة على أحد المركزين المؤهلين للدور المقبل، ويأمل في مواجهة الإياب تكرار ما فعله في جولة الذهاب أمام زيلينا الذي فقد فرصة العودة مجددا للواجهة برصيده الخالي من النقاط. المجموعة السابعة فشل ميلان الإيطالي في تكرار ما فعله في النسخة الماضية، عندما تغلب على ريال مدريد الإسباني على ملعب سانتياجو برنابيو، حيث رفض النادي الملكي إعادة المعادلة وحقق انتصارا ثمينا على أرضه (2/0) منحه الصدارة بتسع نقاط وبفارق خمس عن أقرب منافسيه، وهو قريب جدا من الوصول للدور الثاني إذا ما تخطى اللقاء المقبل أمام ميلان بالتحديد، ولكن لن يكون ذلك أمرا هينا على كتيبة مورينو، حيث سيعمل ميلان ومدربه ماسيمليانو أليغري على إعادة التوازن للفريق الإيطالي من خلال تحقيق النقاط الثلاث التي ستبقيه في مركز الوصافة، خاصة أن اللقاء سيقام على ملعب سان سيرو معقل الميلان، وهو أمر إيجابي للطليان المتطلعين لتجنب الحسابات في ظل مطاردة أياكس أمستردام المتساوي معه في النقاط بواقع أربع لكل منهما، لاسيما وأن الأخير حقق فوزه الأول في البطولة على حساب أوكسير الفرنسي (2/1)، وسيكون وضعه جيدا إذا ما استغل المواجهة المقبلة مع ذات الفريق إيابا، حيث سيمكنه الانتصار من مزاحمة ميلان على مركز الوصافة، وهو ما يخطط لفعله. المجموعة الثامنة أحبط آرسنال الإنجليزي محاولات ضيفه شاختار الأوكراني لتحقيق مفاجأة في المجموعة، وذلك عندما دك مرمى ضيفه بخماسية مقابل هدف واحد، أوضحت الفرق بين عناصر المجموعة، حيث يسير الآرسنال صاحب العروض القوية في البطولة بشكل مريح نحو التأهل رافضا التوقف في المحطات الثلاث التي مر بها، وهو حقق نتائج عريضة جعلته الرقم الصعب في المسابقة بتحقيقه تسع نقاط، فيما لم يكن شاختار في وضعه الطبيعي، خاصة أنه قدم أداء رائعا في مباراتيه الأولى، ويتعين عليه الاستفاقة من سقطته أمام الفريق اللندني بتحقيق نتيجة إيجابية في لقاء الرد للإبقاء على آماله. فيما حقق سبورتينغ براغا البرتغالي فوزه الأول على حساب بارتيزان بلغراد الصربي (2/0)، منعشا آماله مجددا في المنافسة شريطة تحقيق النقاط الثلاث في اللقاء المقبل أمام ذات الخصم.