حجب المعلومة الصحيحة عن الذي يطلبها يؤدي بطبيعة الحال إلى نقلها وعرضها بشكل خاطئ لا يرضي من تعنيه، وبالتالي تضليل الرأي العام وجعله يحكم على الأشياء والوقائع من وجهة نظر خاطئة. هذه هي أحد الأسباب التي أوجدت الحاجة إلى تعيين متحدثين رسميين في عدد من القطاعات الحكومية والأهلية. البعض تردد في البداية في تطبيق هذه الآلية في التعامل، ولكن وزارة الداخلية كانت سباقة وقدمت نموذجا في هذا الشأن لم يقتصر على منطقة دون أخرى، ولا على قطاع دون غيره، وحققت في ذلك أفضل النتائج، وقد تبعها بعد ذلك عدد من القطاعات الحكومية والأهلية. وسائل الإعلام يعتمد عليها كثيرا في إيصال المعلومة، وعن طريقها يتم التفاعل بين أفراد المجتمع والقطاعات التي تخدم مصالحه. هذه الوسائل من طبيعتها البحث وتتبع تفاصيل كل ما يحدث أو يقال لتحقيق رغبات متلقيها، وفي الوقت نفسه فإنها ترى أن من يمتلك المعلومة الصحيحة مطالب بأن يقدمها لطالبيها في سبيل إيضاح الحقيقة، وقطع دابر الإشاعة والتقول على الآخرين. هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد القطاعات الهامة في خدمة المواطن، وتوفير الحماية له من كثير من المخالفات والتجاوزات التي قد تقع، وهي تتولى، بتعاونها مع قطاعات أخرى، كشف كثير من جرائم الأخلاق قبل وقوعها، كما تساهم في نصيب وافر من تقديم النصح والإرشاد. سمعنا وقرأنا في السابق، ولا نزال، تفاصيل كثير من الأنشطة والمهمات التي قام بها أفراد الهيئة أو شاركوا فيها، وفي ظل غياب المعلومة الموثقة من مصادرها، استغل بعض المغرضين هذه الوقوعات للإقلال من شأن الهيئة، ومحاولة تحجيم مهامها ودورها. من هنا كان التجاوب في الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مستوى المسؤولية وتمثل في تعيين متحدثين إعلاميين في عدد من مناطق المملكة، وإعطائهم الصلاحية وحدهم دون غيرهم من المسؤولين، للتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة وتزويدها بما تريد من معلومات عن أنشطة الهيئة في مناطقهم، وبما يمنع التعارض أو الازدواجية في تقديم المعلومة. هؤلاء المتحدثون لا أشك في أن اختيارهم جاء وفق معايير معينة، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تم تنظيم ورش عمل لهم ودورات تأهيلية في كيفية قيام المتحدث الإعلامي بعمله، وتواصله مع وسائل الإعلام المختلفة. قرأت كثيرا من تصاريح هؤلاء المتحدثين عن أنشطة قام به أفراد الهيئة في مناطقهم، وكانت في مجملها محققة للمطلوب مع وجود ملاحظات بسيطة على بعض منها، وهي من النوع الذي يمكن تلافيه بالخبرة والاطلاع. مطلوب من هؤلاء المتحدثين توسيع دائرة التواصل مع جميع وسائل الإعلام وتقديم المعلومة المنضبطة في أسرع وقت. وفي الوقت نفسه فإن من يمثل أي وسيلة إعلامية مطالب هو الآخر بأن يكون عونا وسندا لهذا القطاع في تحقيق رسالته ونشر المعلومة الصحيحة التي يمكنه الحصول عليها عبر القنوات الموكل لها ذلك، وأعني (المتحدثون الإعلاميون). [email protected]