لم يزل موضوع الوثائق السرية التي سربها موقع «ويكيليكس» عن الحرب في العراق يستأثر بمساحات واسعة في الصحف البريطانية، وما نشرته «إنديبندنت» في الموضوع مقال لياسمين الباهي براون بعنوان «أسوأ من سجل صدام»، تقول فيه إن نشر هذه الوثائق قد يصب النار على الزيت ويكون وقودا للتشدد والتعبئة للخلايا الإرهابية والانتحاريين والحقد تجاه الغرب، لكن إخفاءها كان خطأ منذ البداية. عندما فضح مدير موقع «ويكيليكس» جوليان آسانج فضائح الحكام في بلدان كالصين، وكينيا اعتبر بطلا، لكنه الآن ينعت بالخائن لأنه فضح أسرار الغرب. ومما أوردته الوثائق الهائلة العدد التي كشف عنها «ويكيليكس» أن قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية في العراق قتلت زهاء 66 ألف مدني. فهناك أشخاص تعرضوا للحرق وهناك من بترت أعضاؤهم، وهناك من تعرض لقتل بطيء. وتعرضت النساء لإطلاق النار وكذلك الأطفال. ويبدو أن كل شيء يسمح به خلال حملة عسكرية، ولا يتعين طرح الكثير من الأسئلة. وتذكر الكاتبة بمقولة جندي عسكري علق على مقتل الناشطة الأمريكية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي بعدما دهسها جندي إسرائيلي بجرافة: «خلال الحرب، ليس هناك مدنيون».