ذكر الكاتب خالد السليمان في عموده الجهات الخمس، أن الشركة الوطنية للمياه نجحت خلال ثلاثة أشهر في القضاء على بحيرة الصرف الصحي الواقعة شرق جدة، بينما فشلت أمانة جدة في ذلك طيلة السنوات الماضية، ومن قبله ذكرت الصحف أن تجفيف البحيرة خلال ثلاثة أشهر إنجاز غير مسبوق ويحسب لصالح الشركة الوطنية للمياه، في حين أن أمانة مدينة جدة فشلت في القضاء على هذه البحيرة خلال العشرين سنة الماضية، رغم تعاقب عدة أمناء عليها. وحول هذه القضية أود القول إنه من الاستحالة حسب رأيي تجفيف البحيرة في تلك المدة الوجيزة، فهي لن تتعرض للجفاف حتى لو منع الصب فيها لمدة عام كامل لأسباب أولها أن البحيرة تحتضنها الجبال، مما يقلص فرصة سرعة تشرب التربة للمياه خاصة أن قاع البحيرة مع تقادم الزمن كون طبقة من الترسبات المزمنة التي شكلت عازلا أغلق مسام التربة، ثاني الأسباب طول البحيرة الذي يتجاوز العشرة كيلومترات، مما يدل على احتوائها على ملايين الأمتار المكعبة من المياه، ولا أعتقد أن هذا الكم الهائل من المياه سيتبخر في غضون ثلاثة أشهر، فلو كان الأمر كذلك لما تم تعميم فكرة إنشاء السدود في المملكة، وإن كان هناك من يقول أن البحيرة تم تسريب مياهها إلى عشرات الأحواض الصغيرة ليسهل تجفيفها وهذا أمر بالغ الصعوبة، لكون التضاريس الجبلية المحيطة بالبحيرة لا تسمح بوجود هذا العدد الوافر من أحواض التجفيف، السبب الثالث أن مناخ جدة ليس مناخا جافا بل رطبا معظم أيام السنة وشديد الرطوبة في بعض الأيام، والمعروف أن المناخ الرطب لا يسمح بتبخر المياه بكميات كبيرة لكونه في الأساس مشبع ببخار الماء. بقي أن أشير إلى أن سطح مياه البحيرة تعلوه طبقة أشبه بالطحالب المائية المنتشرة على مساحات واسعة، وهي أيضا تحول دون تبخر الماء وفي الوقت ذاته هي وكدرة الماء لا تسمحان بتغلغل ضوء الشمس وحرارتها للداخل ورفع درجة حرارة الماء استعدادا لتبخيره، وأنا في الحقيقة أميل للرأي القائل إن البحيرة ربما تم تصريف مياهها للبحر لكونه أقرب للعقلانية، ما ورد أعلاه مجرد ملاحظات قد تصيب وقد تخطئ، لكن طالما أن «عكاظ» لا تقصي آراء الآخرين وتسمح بإيراد الرأي والرأي الآخر، طالما هناك التزام بسياسة الصحيفة في الطرح طرحت رأيي أعلاه. شتيان دغش الحربي محافظة رابغ