يؤلمني كل ما كتب ويكتب وأقرأ وأرى وأسمع عن «السعودية»، ويؤسفني أن أكتب هنا عن هذه المنشأة العملاقة السعودية، التي تعلمنا منها تدريبا وإدارة حين أتيح لي كغيري آفاق رحبة للدخول لعالم «السعودية» أيام مجدها الزاهر. فكانت العلاقة الخدماتية مابين الموظف والزبون تسيرعلى وتيرة حسنة من التعامل والمصداقية،حتى أصبح الكل من الناس مزهوا بهذا الطائر العملاق الأخضر قبل أن يطلى باللون الأزرق ذي الفكرة الفاشلة، وكأنها نازلة النوازل التي حلت ب «الجناح الأخضر» .. أما اليوم وهو مصدر أسفي للحالة المتردية «للسعودية» مابين تأخير الرحلات الممل وكثرة الخلل الفني وإلغاء رحلات مجدولة من محطات داخلية وتردي الخدمة الأرضية. لذا كانت مسألة «الشيك الذهبي» هي بمثابة نكتة تحريضية أغرت الموظفين المخضرمين الذين باعوا سنوات الخدمة المتبقية لهم ب «المؤسسة» حين انساقوا وراء «الشيك الخشبي» كما أطلقوا عليه فيما بعد، حين كان الهدف هو تفريغ الوظائف من أجل الخصخصة، وهذا ما حدث حين هجرت هذه القدرات والكفاءات أماكن مواقعها لتخلو الساحة منهم لإحلال البديل.. البديل الذي انعكس بتدني الإنتاجية !! فمما يبدو أن هناك مأزقا إداريا جسيما تعاني منه «السعودية» ربما، هو ذهاب هذه الكفاءات والقدرات التي قامت عليها السعودية إبان مجدها الزاهر، فضلا عن الحاضر. ليأتي ما كان من أمر هذه الشركات في استقطاب موظفين تنقصهم الخبرة إعدادا وتدريبا (وهذا من حقها كشركة تعين من تشاء حين دخلت السوق السعودية للتجارة) ولكن ليس من حقها الاستهانة بسمعة السعودية، فيما تقدمه من خدمات كانت هي محل تذمر واستياء الناس في الأيام العادية ناهيك عن مواسم الصيف والأعياد.. وقد تضرر الكثير من الناس من إلغاء حجوزاتهم وتغيير الدرجة لدرجة أقل دون مشورة «الراكب» هذا فيما يخص الدرجة الأولى، أما والحال عليه في درجة «الضيافة» فضع أكثر من علامة تعجب واستفهام حيال هذا المسمى !!؟؟ كثيرة هي التساؤلات حيال حالة «السعودية» الراهنة فيما آلت إلية من حالة متردية وهي التي كانت تملأ سيرتها أرجاء المعمورة، مابين حداثة الأسطول والخدمة الرائعة. فكانت تتمتع بخبرة عريقة وحنكة إدارية في عالم الطيران، نتيجة تواجد النوايا المخلصة في إدارة حازمة جمع ناسها مابين فن العمل الإداري والعمل الفني.. وخلاصة القول في هذه المقالة العابرة أنها ليست بمكان للتشفي و «العقوق» والعياذ بالله، ولكنها من منطلق الغيرة الحميمة الخائفة على هذه الكبيرة بأسطولها وممتلكاتها وسمعتها الراقية، بل المسمى الذي هو توأم الوطن الغالي «السعودية».. وما هذه المقالة أيضا إلا بمثابة «مناشدة» مترفقة لغرض الترفق بهذه المؤسسة العملاقة التي نأمل أن تكون هي القدوة والمقتدى فيما عهدناه عليها من قبل، وفيما هو متوقع منها بعد ذلك في تحسن الخدمة للرأفة بالناس. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة