يوسف معاطي، مؤلف سينمائي، ذاع صيته، في السنوات العشر الأخيرة، من خلال سلسلة، من الأفلام الكوميدية، لاقى بعضها، رواجا، ونجاحا جماهيريا، لافتا، مثل فيلم «التجربة الدانمركية»، التي كان من حسن حظه، أنه جاء، قبل أن «تشين النفوس» على الدانمركيين !، وهو ذاته الفيلم، الذي يمكن اعتباره، قارب النجاة، والعصا السحرية الجديدة، ل «عادل إمام»، الأمر الذي جعل من فكرة التمسك به، من قبل زعيم الكوميديا، أمرا مفروغا منه، فقدم معه، سلسلة طويلة، من الأعمال الأخرى، ألطفها كان «عريس من جهة أمنية»، وأفلام أخرى، مثل «السفارة في العمارة»، و «حسن ومرقص»، وقبلها جميعا «الواد محروس بتاع الوزير»، كما قدم لمحمد هنيدي، فيلمي «رمضان مبروك أبو العلمين حموده»، و «أمير البحار»، ول «طلعت زكريا» فيلم «طباخ الرئيس»، بينما كانت أهم أعماله التلفزيونية «يتربى فعزو» ليحيى الفخراني، أما أسوأ أعماله، فقد كان «معليش احنا بنتبهدل»، بطولة «أحمد آدم»، غزير الإنتاج، هذا ال «يوسف معاطي»، ودمه خفيف، وأفكاره جيدة، لولا نهاياتها المفبركة، إلا فيما ندر، وغزارة إنتاجه السينمائي، تتسابق، مع غزارة إنتاجه الأدبي، المطبوع، فليس أقل من كتاب واحد، كل عام، جميعها كتب صغيرة، ساخرة، ذات عناوين براقة، وحتى كتابة هذه السطور، فإن آخر مؤلفاته، كتاب «كراسي»، وأحسبه أكثر كتبه، خفة ظل، وهو كتاب خفيف الروح فعلا، أثقل ما فيه، دم «عادل إمام» الذي كتب مقدمة الكتاب، بقلمه، وجميعنا، على ما أظن، شاهدنا، وسمعنا، عادل إمام، وهو يتحدث، في حوار، أو ندوة، أو مؤتمر، أو حتى في لقاء سريع، وكثير منا، إن لم نكن جميعنا أيضا، صفق كفا بكف، على تصنع الثقافة، وثقل الدم، وانتفاخ الحالة المرضية، لنجم كوميدي، يريد أن يؤكد لنا، في كل لحظة، أنه ليس «مضحكاتيا» !، وهكذا كانت المقدمة، التي لا مضحك فيها، سوى ما غفل عنه «عادل إمام» نفسه، وهو أنه لم يقرأ الكتاب الذي قام بتقديمه، أما الكتاب، المعتمد على فكرة بسيطة، لكنها ماكرة، قائمة على اختيار، مجموعة من الكراسي، وتركها تتحدث، عن حالها، وحال من يجلس عليها، فقد جاء حزينا، خفيف الظل، طيبا، وبسيطا، يشبه أهل مصر، كراسي عديدة، من العجيب أن كرسي الحلاق، ليس من ضمنها، ومن الأعجب أن من ضمنها كرسي، رئاسة «بيل كلينتون».