مع اقتراب موعد الاستفتاء على جنوب السودان والمقرر في التاسع من يناير (كانون الثاني)، كثرت التكهنات حول مستقبل هذا البلد الذي يسوده التوتر بين أبناء الشمال والجنوب، وفي هذا الإطار ألمح وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين إلى إمكانية تأجيل الاستفتاء في ظل غياب اتفاق مسبق على ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وتسوية قضية أبيي. وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن الوزير السوداني أوضح للرئيس المصري حسني مبارك «أهمية ترسيم الحدود حتى يجري الاستفتاء على حدود معلومة ومعروفة وكذلك ضرورة حل قضية أبيي». وردا على سؤال عن وجود مؤشرات على تأجيل الاستفتاء، قال «المنطق والواقع يقول هكذا». وأكد حسين أنه «من الضروري حل جميع القضايا مثل الحدود وأبيي في إطار الدولة الواحدة لأن حلها في إطار دولتين يفتح الطريق أمام التدخلات الأجنبية والتباعد». وتابع حسين أنه «جرى الاتفاق على ترسيم ما نسبته 80 في المائة من الحدود بين الشمال والجنوب والمشكلة تكمن في أقل من عشرين في المائة من مناطق الحدود». وأكد ضرورة تسوية هاتين القضيتين «وذلك قبل الاستفتاء حتى يكون أداة لدعم الاستقرار والسلام ولا يكون هناك أي مبرر لحدوث اقتتال في المستقبل». من جهة أخرى، أفادت مصادر دبلوماسية مصرية أمس أن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ومدير جهاز المخابرات العامة اللواء عمر سليمان سيجريان غدا مباحثات مع مسؤولي الحكومة المركزية في السودان وحكومة الجنوب لتهيئة الأجواء للاستفتاء بشأن انفصال الجنوب. وأوضح مصدر دبلوماسي في تصريح صحافي، أن أبو الغيط وسليمان سيترأسان وفدا رفيع المستوى إلى الخرطوم وجوبا (عاصمة الجنوب) للقاء الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميرديت. مضيفا أن الوفد المصري سيعمل على إزالة الخلافات بين شريكي الحكم في السودان وتهيئة المناخ لإجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب.