قررت اللجنة المشكلة من الدفاع المدني وشركة المياه ومركز الإمارة في سعيدة الصوالحة جنوبي حلي في منطقة عسير، والتي وقفت ميدانيا على وضع قرية مليحة المراوحة (97 كلم جنوبي القنفذة) الواقعة داخل الحوض التخزيني لسد وادي حلي، تكليف مكتب استشاري للوقوف على وضع القرية التي تعيش فيها 51 أسرة، لتحديد مدى ارتفاع منسوب المياه وخطورته على القرية ووضع الحلول المناسبة إزاء تلك النتائج. وأبلغ «عكاظ» الناطق الإعلامي في المديرية العامة للدفاع المدني في منطقة عسير المقدم محمد عبدالرحيم العاصي، أنه جرى تشكيل لجنة فنية هندسية من الجهة ذات العلاقة والمكتب الاستشاري لمعرفة أعلى منسوب يمكن أن تصل إليه المياه، مبينا أنه ستتخذ على ضوء نتائج تقارير اللجنة الإجراءات المناسبة كل فيما يخصه من الجهات ذات العلاقة، حرصا على سلامة أرواح المواطنين وممتلكاتهم. من جهته، أكد المواطن معدي محمد عسيري من قرية مليحة المراوحة، أن الوضع في القرية «خطير جدا» بالرغم من فتح محابس سد وادي حلي لتخفيف منسوب المياه، موضحا أن القرية قريبة من موقع السد، وأن السيول تقترب تدريجيا من القرية، مما يهدد 51 منزلا بالغرق في أية لحظة، إضافة إلى أسراب البعوض التي انتشرت في المنطقة إثر تجمعات المياه الراكدة، والتي تشكل بدورها تهديدا من الجهة الأخرى على صحة الأهالي. وطالب عسيري الجهات ذات العلاقة بضرورة توفير مساكن نموذجية آمنة للمتضررين، مشيرا إلى أن تخصيص أراض لهم في مخطط سكني لا يحل المشكلة «فمعظم أهالي قرية مليحة فقراء ومعوزون، ليس لهم سوى محصول الزراعة التي يأكلون منها ومعونة الضمان الاجتماعي»، وأضاف «ليس من المعقول أن يجلى سكان فقراء من قريتهم إلى مخطط سكني فضاء ويطالبون بالبناء». وتحدثت ل «عكاظ» المعمرة هملة محمد الماسدي من أهالي قرية مليحة، والتي تبلغ من العمر مائة عام ونيفا، أنها تسكن مع ابنها المشلول والذي يبلغ من العمر 54 عاما داخل بيت من القش، بعد أن تركت منزلها الذي عاشت فيه جل حياتها، خوفا من تبعات السيول في الوادي، وأضافت «كما تشاهد يا بني طردنا من منزلنا وأصبحنا نسكن القش، وأجسادنا معرضة للدغات البعوض، وحياتنا صعبة جدا ولا معين لنا سوى الله .. لنا الله ياولدي» ثم لم تتمالك دموعها. فيما طالب كل من معدي عامر عسيري ومحمد عامر عسيري، وهما من أقارب المعمرة هملة، بضرورة توفير مسكن مناسب للسيدة وابنها المشلول، مؤكدين أن ظروفهما صعبة، وأن الوضع في قريتهم «خطير ولا يحتمل التأخير».يذكر أن لجنة مشكلة من الدفاع المدني في البرك وبلدية البرك وإمارة سعيدة الصوالحة وقفت في وقت سابق على وضع قرية مليحة المراوحة بعد شكوى تقدم بها أهالي القرية إلى إمارة منطقة عسير، حيث أقرت اللجنة بخطورة الوضع في القرية نظرا لوقوعها في مستوى أقل ارتفاعا من مستوى الحوض التخزيني لسد وادي حلي، وهو ما يتعارض مع تقرير مندوب وزارة المياه، والذي وقف على وضع القرية في وقت سابق وأفاد بأن القرية خارج الحوض التخزيني للسد، الأمر الذي استدعى تشكيل لجنة ثالثة من كافة الجهات ذات العلاقة مجتمعة لتحديد مستوى خطورة مياه السد على القرية، وإعداد تقرير مفصل ونهائي بذلك. شرح الصور: